اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/rasael/920.htm?print_it=1

معاشر المرضى لاتهربوا من المرض !

عايش بن ماجد الديحاني


بسم الله الرحمن الرحيم
 


ربما أكتب هذه الكلمات كـ ردة فعل لأسوء قصة مرض عشتها بحياتي ولا أظن سيكون هناك اسوء منها ولو كانت في نفسي ، وهي قصة مرض سيدتي وقرة عيني التي فقدتها بقدر الله والحمدلله ، أمي وحبيبتي اسكنها الله أعلى الجنان وتقبل منها عملها ، واعاننا على برها

أقول مستعيناً بالله ، مؤمناً بقدره ، ومؤمن بأن التوكل على الله لايمنع من فعل السبب " وعقل الناقة " بدلاً من تركها مع التوكل على الله هو ما أمره به نبينا صلى الله عليه وسلم ، وهو فعل السبب مع التوكل بدلاً من ترك فعل الاسباب فـ أيها المرضى لاتهربوا من المرض فلن يستأذنكم المرض ، ولن يسألكم هل ترغبون به ، المرض سيأكل منكم في كل يوم اكثر مما تتوقعون وعدم رغبتكم في السعي في الفحص او الكشف عن آلامكم التي تشعرون بها ، سيمكّن المرض منكم وستكون مكافحته اصعب كل ماتأخرتوا ، وسيكون العمل في مكافحتها كمن يسعى في ترميم بيت خرْب ، لا أستند على تقارير طبية لكن ما عشته خلال فترة مرض سيدتي رحمها الله كفيلة بأن تعطيني دروس ، لن اتعلمها بنفسي ، كانت رحمها الله قوية طيلة حياتي حتى كنت اقول لها مناعتك قوية وذهابك للطبيب لا يذكر حتى في ايام السخونة العادية فكانت امي لاتحب المستشفى مثل كثير من الناس ، حتى جاءت آلامها التي آلمتني ، ولم يطيل مرض أمي فمن بداية أعراضه الاولى حتى قدّر الله أمره لم تتجاوز الأربعة أشهر ، وكانت بدايته مع أمي اعراض لم نتوقع جميعنا انه سيكون داء الخطر ، ( السرطان ) بدأ معها دون ان نعلم ، ودون ان يكون هناك سعي صحيح للكشف عن المرض بشكل صحيح وتشخيص نعرف فيه المرض ، ربما عشنا كما يعيش آلاف الناس تشخيص عشوائي وأخذ اراء عشوائية من عجائز يجهلون اقل ادوات التشخيص الحديثة ، أو ربما إتهام العين أنها هي السبب وتضييع ايام التشخيص والعلاج بـ إتباع وانتظار اثار كثير من الناس وتفسير اضغاث الاحلام ربما يكون فيها العلاج ، ثم ماذا ، المرض يأكل في الابدان دون معرفة او حتى الشعور به ، المريض يتألم آلام لايشعر بها معاشر العشوائيين الذين يشخصون ويرتبكون جريمة في المريض وتأخيره بعلاجه ، وربما يكون الجواب اسهل مما كان ، اذهب لمستشفى كبير ومتخصص وادخل على استشاري معروف واشرح له ماتشعر به من ألم وسيكون الدواء بإذن الله عنده ، فنحن نؤمن بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء ) الزمن تقدم والطب تطور بفضل الله وكل داء له علاج بحمدالله ، فلايوجد وقت للطب الشعبي البائس ولإستشارات العجائز واستشارات الجهله ، فالعمر واحد والهروب من الفحوصات والكشف الطبي العادي لن يكون هو الحل لك و لمرضك ، مواجهة المرض ومكافحته هو الحل ، لانفعل كما تفعل النعام تضع رأسها اسفل الارض تاركة جسدها لمن يريده ! عالجوا المرض واجهوه اسعوا لمكافحته ، تفاءلوا بالعلاج كما كانت أمي رحمها الله متفاءله بعد أن تم اكتشاف المرض في أمي بعد ما انتشر المرض في جسدها الطاهر ، لا يمكن ان انسى وانا المتفاءل ، بإتصال الطبيبة المباشرة لأمي في مستشفاها الأول وطلبها بإجتماعها معي بشكل عاجل ، اتيت وانا انتظر الخبر الجميل الذي يطمنّي عن أمي قالت الطبيبة واصفةً ما بها ، ان المرض انتشر بجسدها وأنكم تأخرتوا في زيارة المستشفى وهذا ساعد في انتشار المرض ويجب ان تسعى في نقلها للمستشفى التخصصي لوجود العلاج به ، بأسرع وقت ، و أن التأخير لن ينفعها وسيضرها ، يجب ان تفعل كل مابوسعك لتنقل أمك ، سألتها هل الذي في أمي صعب ؟ ، قالت لا جاء من قبل لزوجة خالي ، قلت وانا مبتسم بشريني عن صحتها قالت : توفت رحمها الله ، ضاقت الدنيا امامي واسوّدت ، وأمي في غرفتها تنتظرني رحمها الله ، ولأني اعلم ان نصف العلاج الاطمئنان النفسي للمريض ، دخلت عليها وقلت الامور يسيريه والعلاج متوفر تفاءلي ياقرة العين ، تفاءلت وتفاءلنا جمعينا ، بالمناسبة لم تكمل أمي شهر من اجتماعي مع طبيبتها غفر الله لها !

معاشر المرضى لاتيأسوا كما كانت أمي لم تيأس ، تفاءلت أمي بعلاجها ، وانا معها نستذكر كل من نعرف اصابهم المرض ، واكشتفوه متأخر ويسر الله لهم العلاج ، وهي لم يمر ثلاث اشهر من اول ألم حتى دخلنا المستشفى ، تفاءلت وسعت ، ولم تتألم يوماً أمي ولم حتى تدمع عيونها ، ولم تغضب ، متوكلة مؤمنة بقدر الله عليها ، تسأل الله الشفاء واللطف ، دائماً اسألها عن حالها تقول كل يوم الحمدلله ، وكانت ترغب رغبة صادقة بالعلاج ، كنت أقول ليش يمه خليتينا نتأخر بالكشف قالت وش نسوي ياعايش قدّر الله ، انا معك باللي تريده، كان تكليفاً صعباً وتشريفاً ، قلت نتفق أن نعمل كل مايريده المستشفى منّا فعله ، وافقتني الجميلة بما نريد ، بدأنا نسعى بالعلاج ، نقص الدم بها كان غريب وسريع ، بدأنا بإجراءات نقل أمي بفتح ملفها في مستشفاها القادم ، سعى معي رجال شكر الله لهم حتى تم قبول أمي ، وتحديد مواعيدها ، وبفضل الله بعد أن عيّدت أمي معنا عيد الفطر في يومه الاول ، نقلناها بأحداث غريبة لمستشفى التخصصي في العناية المركزة بنفس المستشفى ، معها بدأت علاقتها مع السرير الابيض ومعه الصعيد الطيب للتيمم الطبي ، كان صاحبها لصلاتها تقبل الله منها العمل الصالح ، بدأت بالعلاج بجرعات يسيرة من الكيماوي ، وكنّا نلطّف اسمه ونسميه وتسميه أمي " كيمو " اخذت اربع جرعات يسيره منه ، وكان اثره بفضل الله واضح بدأت الاورام تخف بشكل ملحوظ من خلال الأشعة ، زاد تفاءلنا ، وابتسمنا وابتسمت سيدتي ، رغم أن الطبيب يقول لي ياعزيزي المسألة ضربة حظ خمسين بالمية ينجح العلاج معهم والخمسين الاخرى ربما لاينجح ، ولاتنسى انكم متأخرين ! قلت لا أعرف امي سينفعها الشافي وتتيسر امورها ، لم تستقر حالتها كل يوم حدث غريب نعيشه معها غفر الله لها ، لا يهمك عزيزي أن اعيشك هذه القصص التي ستؤلمنا ، لكن هناك درس مهم يجب ان نعرفه وقد اتفقت مع امي عليه ،

أنه يجب ان نعرف

أنه لا هروب من المرض
لا هروب من الفحوصات
المرض لن يتركك لأنك لاتريده
المرض داء يجب ان تسعى في مكافحته
لاتستشير الجاهل في مرضك وتتهور فالعمر واحد فلاتضيعه في استشارات الجهله عن مرضك
واجه واجه واجه واجه واجه المرض متوكلاً على الله متفاءل بشفاءه ،

أيها المرضى احذروا ان تفعلو كما فعلنا ، وتأكدوا ان الأعمار بيد الله جلَّ وعلا ، فـ الله جلّ وعلا قدّر الاقدار وكتب الآجال ، وكلنا نعرف حديث بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا - نطفة ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلماتٍ: بكَتْبِ رزقه وأجله وعمله، وشقي أو سعيدٌ، )
فـ الآجال مكتوبة ، والأقدار مقدّره ، والحمدلله من قبل ومن بعد ،

معاشر المرضى ، اشفاكم المولى وكتب لكم الصحة والعافية ، وابعد عنكم الأذى ، وغفر الله لأمي ولموتى المسلمين ، ورحمهم رحمة واسعه ،

الحمدلله الحمدلله الحمدلله ، اللهم نسألك الصبر في فقد أمي ، اجمل الامهات وألطف المرضى ، تقبل الله عطاءك افتقدناك افتقدك اطباءك فلم تؤذي احداً أُرسل لك سلام ممرضاتك الذين يشكرون عطاءك لهم ، والحمدلله ،

معاشر المرضى أهتموا بأنفسكم وبصحتكم والحمدلله واحذروا من تضييع اعماركم في اتباع الأوهام !

والحمدلله مقدّر الأقدار وكاتب الآجال ولاحول ولا قوة الا بالله .

والسلام عليكم .

كتبه عايش بن ماجد الديحاني
مكة المكرمة ٤ ذو القعدة ١٤٤٠ هـ

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية