اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/rasael/969.htm?print_it=1

وقفات مع القاعدة القرآنية:{أَمۡ خُلِقُوا۟ مِنۡ غَیۡرِ شَیۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَـٰلِقُونَ *أَمۡ خَلَقُوا۟ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا یُوقِنُونَ}

يزن الغانم


بسم الله الرحمن الرحيم
 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد :

الوقفة الأولى :

أن لهذا الكون خالق عظيم له الأمر كله سبحانه وأنه هو من يستحق العبادة وحده لا شريك له ،وليس أحد من المعبودات والشركاء يستحق العبادة لأنهم لم يخلقوا شيء وليسوا قادرين على ذلك .

قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية:
أن الله الذي خلقهم، وإذا تعين ذلك، علم أن الله تعالى هو المعبود وحده، الذي لا تنبغي العبادة ولا تصلح إلا له تعالى.انتهى

وقال تعالى: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِی خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ}
[سورة البقرة ٢١].

الوقفة الثانية :

أن لهذه المخلوقات مدبر يدبرها ولا بد، فإنك إذا نظرت إلى العالم العلوي والسفلي رأيت فيه التدبير المتقن، وكل شيء قد وجد على هيئته اللائقة به،وأن كل المخلوقات قد هديت إلى ما يصلحها ويضمن بقائها.

وهذا الاتقان قد تكرر في جميع المخلوقات في صور وأشكال لا تحصى،ويستحيل معه نظرية الصدفة والعشوائية!
وقد نبه الله تعالى إلى هذا، فقال سبحانه:{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: ٨٨].
وقال :{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: ٥٠].

- ويروى أن طائفةٌ من الملاحدة اجتمعوا بأبي حنيفة فقالوا: ما الدلالةُ على وجودِ الصانع؟ فقال لهم: دعوني فخاطري مشغولٌ بأمر غريب، قالوا: ما هو؟ قال: بلغني أن في دجلةَ سفينةً عظيمةً مملوءة من أصناف الأمتعة العجيبة، وهي ذاهبة وراجعة من غير أحدٍ يحركها، ولا رُبَّانٍ يقوم عليها.

فقالوا له: مجنونٌ أنت؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: هذا يصدقه عاقل؟ فقال لهم: فكيف صدقت عقولُكم أن هذا العالمَ؛ بما فيه من الأصناف والأنواع والحوادثِ العجيبة، وهذا الفَلَكَ الدوارَ السيَّارَ يجري وتجري هذه الحوادثُ بغير محدِث، وتتحرك هذه المتحركاتُ بغير محرِّك، فرجعوا على أنفسهم بالملام.

الوقفة الثالثة:

أن لهذه المخلوقات خالق خلقها ولا بد.
١ - لأنها إما أن توجد هذه المخلوقات من غير خالق ولا محدث ،وهذا يجزم العقل ضرورة ببطلانه فلا يمكن أن يوجد شيء بلا موجد!

٢ - وإما أن تكون هذه المخلوقات خالقةً نفسها!
وهذا محال وممتنع، فإن الشيء لا يحدث نفسه من العدم.

٣- وإما أن هذه المخلوقات لها خالق خلقها،وهو الله العظيم العليم الخالق الحكيم.
وهذا التقسيم جاء الإشارة إليه في قوله تعالى:{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ *أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ} [الطور: ٣٥، ٣٦].

- وفي ذلك سئل بعضهم: بم عرفت ربك؟ فقال: إن البَعْرةَ تدل على البعير، وآثارَ السيرِ تدل على المسير؛ فسماءٌ ذات أبراج، وأرض ذات فِجَاجٍ، وبحارٌ ذات أمواج؛ ألا تدل على اللطيف الخبير؟!

الخاتمة :
وهذه الآيات على وجازتها فيها الرد على المشركين الذين يتخذون معبودات دون الله تعالى، وفيها الرد على الملحدين وفيها الدلالة على الخالق العظيم سبحانه وتعالى،هذا،وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتبها : يزن الغانم


 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية