اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/twitter/262.htm?print_it=1

تغريدات (قرين الكلاش) عما شاهده في مجزرة الكيماوي بالغوطة في سوريا

قرين الكلاش


بسم الله الرحمن الرحيم


١)
نائم وبكل هدوء وإذ بسيارات الإسعاف تسمع بشكل مفجع جداً .. اقصى مرة سمعت أصوات سيارة إسعاف كان 4 سيارت .. أما أن تسمع أكثر من 25 سيارة =

٢)
إسعاف !!!! إذن كارثة حدثت !! الكل خرج بسيارته واتجهوا بطريق واحد ! أسأل شخص من بعيد .. من الأمر ؟ قال : قصف بالكيماوي والناس ماتت !

٣)
شعرت بقشعريرة وتذكرت مجازر البوسنة والهرسك ! وإذا بي أسمع شاب من بعيد يقول للسكان : من لا يساعد إخوانه .. لا يساعده الله !

٤)
ركبتُ السيارة وطرتُ كالريح وإذا بالناس واقفين في الطرقات كلٌ قد ملئ الخوف قلوبهم ! والشوارع ملئ بالإطارات المحترقة ! لكي يرفع دخانها =

٥)
الكيماوي في حال تسرب لمن بجوار مواقع القصف ! اتجهت للمستشفى لكي أشهد بنفسي حِقبة جديدة من مآسي المسلمين ! وصلت ويا ليتني ما وصلت =

٦)
قبل أن أصل بـ 10 أمتار لباب المشفى ! وإذ بصوت فتاة يشق الأفق .. تصيح وتئن كأن بها مس ! وما بها مس وإنما آثار الكيماوي والإختناق ! صوت =

٧)
يفجعك ونبرة تخلع قلبك من القهر والأسى ! استغربت لماذا وضعوها في الطريق ولم يدخلوها المشفى ! اكتشتفت أن المشفى ملئ بالشهداء وممن هو قريب =

٨)
من الشهادة ! أصبح منظر شخص يحتضر شيء عادي جداً ! والحقيقة لم أتجرأ أن أدخل المشفى فرجعت أريد الإبتعاد فـ( اللي فيني كافيني) وإذ بي بأحد =

٩)
جنود دولة الإسلام يُمسك بي ويقول هل دخلت ؟ فقلت : لا ! فقال : أسألك بالله إلا أن تدخل وتشاهد ! فدخلت معه ولا إله إلا الله ! وحسبنا الله =

١٠)
ترى الرجال والأطفال والنساء الكل مستلقي على الأرض ويُصب عليهم الماء بخراطيش كبيرة لأجل مساعدتهم على تخفيف أعراض الكيماوي ! ماءٌ بارد =

١١)
والرجال والأطفال عراة من الملابس إلا ما يستر عورتهم وهم نيام على الأرض ويتراجفون من شدة البرد .. والله يتراجفون بشكل هستيري ! =

١٢)
تشاهد هذه المناظر ويقرع سمعك بكاء الأطفال وتوسل الرجال لمن يعالجهم ودموع النساء وهن قد وضعن في أفواههن قماش يعضوا عليه من شدة الألم =

١٣)
لكي لايصرخن أمام الرجال ! والأطباء قليل والكل أصبح ممرض والعلاج لايوجد ! وأقسم بالله أنني أمشي من بين الشهداء المُلقين على الأرض =

١٤)
من كثرتهم .. ورأيت طفلة صغيرة تم وضعها على عتبة درج وقد اجتمع عليه 3 ممرضين وهم في سباق محموم لمحاولة إعادة أنفاسها !=

١٥)
يا الله لحظات صعبة .. لا تملك فعل شيء ! تجاوزت الطفل وإذ بي أرى رجل يسحب فتاتتين أعمارهم 13 سنة بأقدامهم وقد غطى وجههم بلحاف =

١٦)
ويقول : طريق طريق يا ناس .. معي شهداء .. لا أصدق ما يجري ! مستحيل ما يحدث ! بنات المسلمين يقتلن ويسحبن من شدة الفقر ولا حراك للأمة ! =

١٧)
رأيت ممرض يرفع طفل عاري ويحاول إنعاشه .. تجاوزته بخطوات .. وإذا ببصري يقع على غرفة أشعة (منزوية) وإذا بها جثة ملقة وإذا بإمرأة بجوارها =

١٨)
تشير إلي .. أن تعال لو سمحت والبؤس والحياء قد ملئ وجهها .. تذكرتٌ نساء فلسطين عندما أشاهدهن في التلفاز ! فأعرضت عنها ولا أدري ما السبب =

١٩)
وأنا في المشفى ؛ تشاهد باب المشفى تدخل منه أجساد أرواحها تنتزع .. ثم يضعونها وبعد دقائق يخرجونها لإنها ماتت .. وهكذا دواليك ! =

٢٠)
آكاد أجزم أن كثير من الناس أن نقله للمصابين للمشفى هو إجراء لتخفيف الألم النفسي لديه ولكي لايؤنبه ضميره بأنه لم يساعد مُصاب قط ! =

٢١)
فالكل يعلم بأن لايوجد بالمشفى علاج ! لكن يقولون بدل أن يموت بالطرقات .. خذه للمشفى يموت هناك ! فالحالة مزرية بحق والوضع مأساوي جداً =

٢٢)
تشبث بي أحدهم وقال أنت ممرض ؟ فقلت : لا و لا أعرف في التمريض قيد أنملة ! أردت الخروج من المشفى فدخلت غرفة بالخطأ فوجتد شاب ميّت أمامي =

٢٣)
لايوجد مكان لحفظ الجثث فهو ميّت وموضوع فوق أدوات طبية معطلة ! نظرت وتأملت فيه وقلت : لا أعرفك لكن لعلي أأخذ بثأرك ! خرجت من عنده =

٢٤)
وكأنه يقول لي : الدنيا لاتساوي شيء ! أثناء خروجي وكان أمامي أكثر من 40 شخص مصاب ما بين رجل وطفل وإمرأة كلهم مُلقون على الأرض وينتفظون =

٢٥)
شاهد معي هذا الطفل
http://www.youtube.com/watch?feature=g-subs-u&v=Htne_krCJ_E&nomobile=1  وتأكد هذا المقطع لا شيء أمام ما لم تصوره الكاميرات ! من المشاهد المرّوعة والمفجعة !

٢٦)
خرجت من المشفى وتركته وراءي لكن أصوات المصابين وهم يتأهون من الألم لا تزال تصل إلى أذني .. وكأن الأصوات تقول لي : من يأخذ بالثأر ؟

٢٧)
رأيت أحد جيران المشفى وقد فتح باب غرفة مطلة على الطريق لإيواء من إنتهى علاجه ! فدحلت فوجدت 4 أطفال أعمارهم 4 سنوات وقد إلتحفوا بلحاف =

٢٨)
فنظر ليّ أحدهم ثم بكى وقال بحروف حزينة: حسبي الله عليك يا بشار ! وهنا : تنهدت من حرّ ما رأيت ومن جمرة ما لاقيت ! فجزاكم عن إخوانكم خيرا.

٢٩)
أنا أقول من كان قلبه فولاذ وشاهد ما شاهدت فإن قلبه حتماً سوف يلين ويصبح عابد مجاهد ولايعصي الله قط ! من العِبر العظام من مأسأة ما حدث =

٣٠)
وأختم برسالة لكل الفصائل المجاهدة والكتائب المقاتلة في ريف دمشق فأقول : لا خير فينا إن لم نثأر لأطفالنا ونسائنا !
 

تغريدات