اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/twitter/4.htm?print_it=1

تغريدات سياسية حول أول ملوك الإسلام رضي الله عنه

سعد بن مطر العتيبي
@otsaad


- لست بحاجة للحديث عن معاوية رضي الله عنه، فيكفيه أنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، و كاتبه.. وإنما سأشير بإيجاز إلى نقاط حول ولايته لقيادة الأمة بعد عهد الخلافة الراشدة المتفق عليها بين المسلمين .

- فيكفيه أنَّه كان كاتبا للوحي في العهد النبوة الخاتمة، ثم والياً في عهد الخلافة الراشدة ، ثم انتقلت إليه الولاية العظمى بعد عصر الخلفاء، بتداول سلمي لنصب رئيس الدولة ، وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحسن رضوان الله عليه ، وتضمن ذلك ثناء على الصلح الذي يتسبب فيه ، والذي نتج عنه تداول السلطة سلميا ؛ وذلك بقوله : (ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين) .

- وللأسف أنّ جلّ ما وقفت عليه من قدح في معاوية رضي الله عنه من المعاصرين، لا يخرج عن: تأثر بالروافض ، أو تأثر بثقافة الثورة الفرنسية التي ثارت على الاستبداد الملكي الكهنوتي النصراني.. ومن هنا تسلل القدح في معاوية رضي الله عنه، تبعية وظلما وعدوانا ..

- ومما ينبغي معرفته : أن الخلافة والملك والإمامة ونحوها ، كلها ألقاب لصاحب الولاية العظمى في شريعة الإسلام؛ وتتجلى حقائقها عقدية وتشريعية في التزامها بحفظ الدين وسياسة الدنيا به ، وقد سبق التغريد في ذلك منذ بضعة أشهر ..

- ومما ينبغي أن يعلم : أنَّه لا ارتباط بين التوريث والملك بالضرورة، كما قد يُظن ؛ بل الملك وصف لطبيعة الحكم الذي لم يكن بالاختيار في آليته، البعد عن الأبهة في طبيعته . فمعاوية رضي الله عنه لم يرث الحكم ، بل انتقل إليه من الحسن بن علي رضوان الله عليهم، كما أسلفت .

- وعليه ؛ فالملك في الإسلام ليس رديفا للاستبداد ، ولا توارثه ، كما يتصوره الملوثون بالثقافة الغربية المادية؛ بل منه ما هو رحمة وعدل، ومنه ما هو استبداد ظالم ؛ فمن الأنبياء من كانوا ملوكا كداود صلوات الله عليه، وقد امتن الله بملْك عادل:(وآتاه الله الملك والحكمة).

- وقد كان ملك معاوية رضي الله عنه ، ملك رحمة ، فكم كفّ الله به من الشرّ في مرحلته؛ بدليل الحديث الصحيح: "أول دينكم نبوة ورحمة ثم ملكاً ورحمة..." ؛ وهو أول ملك بعد عهد الخلافة أهـ

- تنبيه : يجوز تسمية مَن بعد الخلفاء الراشدين "خلفاء" وإن كانوا ملوكا، كما في حديث : "وستكون خلفاء فتكثر" . ولأبي العباس ابن تيمية تفصيلات مهمة في ذلك .


والله أعلم .
 

وكتبه/ سعد بن مطر العتيبي
عفى الله عنه
الرياض 9/1433


 

تـغـريـدات