صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خاتمة
[ الدّرة الحسناء من نونيّة أبي الخنساء]

عثمان انجوغو تياو


 
واذكُـر  إذا ما كـاد يَـغْلِـبُك  الرّيـا  ---   ءُ حَـديثَ مَنْ قَد جـاء بالفُرقـان
إذ جَـاءهُ جـبْريـل يَـسْألُـهُ عَنِ الْـ  ---   إيـمـان والإسْـلام والإحـسَـان
أن تـعـبد المـولَى كـأنَّـك في عـبا  ---   دَتـه تَـرَى مَـوْلاكَ رَأيَ عِـيَـانِ
أو تـعـبد المـولَى عـبادة من يـقُـو  ---   لُ  بـنـفـسـه: إنّ الإلاه يـرانِي
فـمَتَى تَـحقَّق يا أخـي الإحْـسانُ فِي  ---   مَسْعَاكَ أدركْ سَابـقِي الفِـتْـيـان
هـذا وندعـو ربّـنا التَّـثْـبِيت في الـ  ---   إيـمان  والإحـسانَ للرّحْـمـان
كَـي نـقْـتدي في سَيْرنا بأولـئك الـ  ---   ـمـتَخَلِّـقـين بـخلْقَة الْقُـرآن
فَـإذا رغِـبْتَ  بأن تُـحَاذيَ حـذوهُمْ  ---   فَـاسْـمعْ مَعِي يا صاح غيرَ مُهَـان
فاعْـلم أخِـي أنّ الدُّنَــا دارُ الرّحـى ---    فـيها الْـتقى  جَـيشانِ  يَقْتَتِـلان
هـذا  لـه أنْـصاره  كَـالدّيـن والْـ   ---  ـعَـقْل  السّـليم ومنّـةِ  الإيمَـان
ومَلائـكِ الرّحمْاَن أهْـلِ الْحِـفْظِ مـعْ   ---  كُـتُب السّـما  وجَوَارحِ  الأبْـدان
وكـذاك  ذاك لـهُ جُـنُودٌ فـيهمُ النْـ   ---  ـنَفْسُ الْغَـوِيْ  ومكائدُ  الشَّيْطَـان
جُـنْدٌ تَـمَـيَّـزَ بالْهُـدَى سـلْكًا وَآ   ---  خَـرُ بِالْعَـمَى أفـيسْتَوي الْجُنْـدان
جـيشٌ  تَـقـوّى بالتُّـقَـى  درعًا وآ   ---  خـرُ بالْهَـوَى  أفَيستَوي الْجَيْشَـان
فَـحَذَارِ  أنْ تَـردَ الْوغَى دون التَّـسلْـ  ---   ـلُحِ بالتُّـقَى  فـتَصيرَ في العُـزلان
أفـلا تُـدافـع  مِـنْ عـدوّ مــاردٍ  ---   لا يَـنْـثَـنِي أبَـدا  عن العـدوان
أمْ كَـيفَ تَـغْـفَل عن عَـدُوٍّ رَاصِـدٍ  ---   مُـتَـوقِّعٍ للضَّـرْب والطَّـعَـنـان
فَـاجْـعل سلاحك  طاعة الْمولى فَـفي  ---   هَـذا  تَـنَـالُ الأمْـنَ  كُـلَّ أوَان
والْـزَمْ لِـنَفْسِكَ  فِـعْلَ خَـيْرٍ دائِـمًا  ---   وإذا زللْـتَ ابْـدَرْ  إلَى الْغُـفْـرَان
واحـرصْ عَلى طَـلب العلُـوم مُخلِّصًا  ---   عِـلْمَ الْهُدى الْهَـادي إلى الرّضـوان
فَـإذا علِمْتَ  اعْـمَلْ بعلْمِكَ واقْـتَصِدْ  ---   وإذا جَـهِلْتَ اسْـألْ أولِي الأذْهَـان
عِـلمٌ بـلا عَـملٍ  كَـمِصْبَاحٍ يُـحرْ  ---   ـرِقُ نَـفْسَهُ ويُـضِيءُ للْجِـيـرَان
واحْـرِصْ على تَحسين خُلْـقِكَ وَاجْتَهِدْ  ---  فَـبـخُلْقـنَا يَـتَـفَاوتُ الرَّجُـلان
أنْـصفْ تَـحرَّ الصِّدْقَ واقْـصد واعْتَدِلْ ---   واصْفَحْ وَجَـامِلْ جُمْلَـةَ الأَخْـدَان
وتـخَشَّ ظُـلْمَ النَّـاس عـند الإقْـتِدَا   ---  رِ وإنْ حَكمْتَ اعْـدِلْ بلاَ شَـنَـآن
إيّــاك والْـمـظـلُـومَ إنّ دُعَـاءَهُ  ---   سَهْمٌ يُـصِيبُكَ حِـيْـنَـة الأحْيَـانِ
إيّـاك إيّـاك الـنّـفَـاقَ  فـإنّــهُ  ---   بـئْسَتْ خِصالُ  مُـنافـقٍ جـبّـان
يُـرْدِي ذويـه هُـنَا ويُـهْويهِمْ غَـدًا  ---   فِي أسْـفَـل النِّـيـران  والْوُهْـدانِ
مِنْـهُ التَّـخَلُّقُ  بـالْخـيانـة  للأمَـا ---    نَـةِ ذاكَ خُـلْـقُ مُـنَافِـقٍ خَـوّان
مَعَ خُـلْفِ وَعْـدٍ  والفُجُور لِـخَصْمَةٍ  ---   وإدَامَـةِ الْـكُـذبَـان والأيْـمَـان
وتـحـلَّمنّ ولا تَكُـنْ مُـتَـعَـجْرِفًا  ---   وألِـنْ جَـنَاحَكَ  عَامِلَـنْ بـلِيَـان
والْـطُفْ  وبـرَّ بِـوالدَيْك أطِـعْـهُمَا   ---  مَـا دام لَمْ يَـسُـقَاكَ  لِلطُّـغـيان
واصْـبرْ فإنّ الصَّـبْرَ مِفْـتَاحٌ لِـكُـلْـ  ---   ـلِ فَلاَحَـةٍ واحْزمْ بـغَـيْر تَـوَانِ
فَـإذا عَزبْتَ اسْـتَعْفِفَنْ ولْـتَسْتَـعِـنْ  ---   بـالصَّـوْمِ تَكْـثِـيرًا بـلا إدْمَـانِ
فَمَتَى اسْتَطَعْتَ  تَزوَّجَنْ وَاقْـبَلْ نَـصِيـ  ---   ـحَـةَ خَـيْرِ مَبْعُوثٍ  إلَى الشُّبَّـان
فاظْـفَرْ بذَاتِ الدِّيـنِ يَـا ذَا خِطْـبَـةٍ  ---   تَـربَتْ يَـدَاكَ  وَقَـرَّتِ الْعَيْـنَـان
واصْـبـرْ  عَلَى نَـزَوَاتِـهِـنَّ  لأنّـهَا ---    قَـدْ مُـثِّلَتْ  بالضِّـلْع في الْمَيَـلاَنِ
فَـإذَا ذَهَـبْتَ تُـقِيمُـهَا  كـسّرْتَـهَا  ---   تَـكْـسِيرُهَا وَطَـلاَقُـهَا سِـيَّـانِ
وإذَا صَحِبْتَ  فَـصَاحِبِ الْحُلَمَاءَ  لا الـ  ---   ـسُّـفَهَاءَ أهْـلَ الْفِسْقِ وَالْعِصْيَـان
وإذا جَلَسْتَ فَـجَالِـسِ الأنْجَابَ لاَ الْـ   ---  أدْنَـاءَ  أهْـلَ الْحُمْـقِ وَالصُّغْـرَانِ
عَاشِـرْ إذا عَاشَـرْتَ أهْـل الرُّشْـدِ دو ---    نَ خِـلاطِ أهْـل الزّيْـغِ والزَّيَغَـانِ
كَـالنَّـار تَـحْرقُ  مَا تَكَـتَّلَ حَوْلَـهَا   ---  عِنْدَ اهْـتِـيَاجِ الرِّيـحِ والنِّـيـران
وتَـجَـنَّب الظَّـنَّ الْكَـثِـيـرَ لأنَّـهُ  ---   لاَ خَـيْرَ فِي ظَـنٍّ  بـلاَ بُـرْهَـانِ
وتَـجَنَّبِ الْحَـسَدَ الْبَـغِيضَ فَـإنَّـمَا  ---   قَـسَمَ الخَلاَئِـقَ خَالِـقُ الإِنْـسَـانِ
وبِـعَيْبِ نَـفْسِكَ لاَ بِـغَيْرِكَ فَاشْـتَغِلْ  ---   إنْ كُـنْتَ ذَا عَـقْـلٍ  وَذَا إزْكَـانِ
هـذا يـصلِّي بَـلْ يـصُومُ وَيَجْـتَدِي  ---   لـكِنْ يَـضُـرُّ النَّـاسَ  كُـلَّ أوان
يُـؤْذِي يَـذُمُّ  يَسُبُّ يَـهْتِكُ سِـتْرَهُمْ  ---   ويـغِيبُ  يَـشْتمُ عِرْضَ  أهْل زمـان
فَـمَتَى يَـتِمُّ لَهُ الْبِـنَا  إنْ كَانَ يَـهـ  ---   دِمُ مَا بَـنَى بـالأَمْـسِ بِالأَسْـنَـان
أنَّـى يَـكُـونُ  لَـهُ بِـنَاءٌ  قَـائِـمٌ  ---   إنْ كَـانَ  يُـرْبِـحُ آخِـرَ  الأقْـرَان
هـذاك مُفْـلِسُ نَـفْسـه في ديـنـه  ---   ـ وَاللهِ ـ هَـذَا غَـايَـةُ الْخُسْـرَانِ
هَـذَاك مُفْقِـرُ نَـفْسِهِ فِي رِبْـحِ غَيـ  ---   ـره ِ إنَّ هَـذَا فِـيهِ خُـسْـرانـان
فَـاسْـتَغْفِرَنَّ وَعَـوِّدِ النَّـفْسَ الْخَـلاَ  ---   ءَ  إذَا ابْـتُلِيتَ بـغِيـبـة الإخْـوان
فَـالْعَـيْنُ  إنْ أَبْـدَتْ إلَـيْكَ مَعَايِـبًا  ---  قُـلْ: عَـيْنُ لاَ إنَّ الْعُـيُـونَ تَـرَانِي
والأُذْنُ  إمَّا سَـمَّعَتْ وَتَـجَـسَّـسَتْ  ---   قُـلْ: أُذْنُ لاَ فَـلِـغَـيْرِنَـا أذُنَـانِ
شَـفَـتَاكَ إِنْ بِـهِمَا نَـطقْتَ بِـريـبَةٍ  ---   فَـغَدًا تُـكَرِّرُ لَـفْظَكَ الشَّـفَـتَانِ
وَيَـدَاكَ إمَّا أرْكَـبَـتْكَ جَـرِيـمَـةً  ---   فَـغَدًا سَـتَـشْهَدُ ضِـدَّكَ  الْكَفَّـانِ
رِجْـلاَكَ  إنْ سَـقَـتَاكَ نَحْوَ جَريمَـةٍ   ---  فَـغَـدًا تُـكَـلِّمُ ربَّـك  الرِّجْـلانِ
وكـذا الْجَوَارحُ سَوْفَ تُـصْبحُ حُجَّةً   ---  لكَ أوْ عَـلَيْكَ غَدًا بـلا كِـتْـمَـانِ
أُهْـدي إلَـيْكَ قَـصِيدَةً مَنْظُـومَـةً   ---  مَمْـزُوجَـةً بـالطِّـيبِ وَالرَّيْـحَـانِ
نُـونِـيَّـةً عَـقْدِيَّـةً فِـقْـهِـيَّـةً  ---   مَمْـلُـوءَةً بـالنُّـصْـحِ وَالتِّـبْـيَانِ
هِـيَ دُرَّةٌ حَسْـنَاءُ جَاءَ النّـظْمُ فَـيْـ  ---   ـضًا  من أبِي الْخَنْـسَاءِ مِنْ عُـثْمَانِ
عَـبْدٍ فَـقِـيرٍ عَـاجِـزٍ مُـتَـذَلِّـلٍ ---    مَنْ يَـرْتَـجِي الْغُـفْرَانَ خَـيْرَ أَمَانِي
فَـاللهُ  يَـنْـصُرُهُ وَيَـغْـفِرُ ذَنْـبَـهُ  ---   وَيُـعِـيـنُـهُ  فِي السِّـرِّ والإعْـلاَنِ
واللهُ يَـحْـفَظُـهُ وَيُـجْـزِلُ أَجْـرَهُ  ---   وَيُـجِـيـرُهُ  مِنْ خِـزْيَـةٍ وَهَـوَانِ

عثمان انجوغو تياو
السّنغالي
ليون/فرنسا، 1429هـ / 2008م

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

واحة الأدب

  • هذه أمتي
  • قصائد وعظية
  • منوعـات
  • أدبيات
  • قصائد نسائية
  • مسرى النبي
  • حسين العفنان
  • عبدالرحمن الأهدل
  • صالح العمري
  • عبدالرحمن العشماوي
  • عبدالناصر رسلان
  • عبدالمعطي الدالاتي
  • موسى الزهراني
  • د.عبدالله الأهدل
  • د.أسامة الأحمد
  • الصفحة الرئيسية