صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







في مِحْرابِ التاريخِ

الأستاذ محمَّد عيسى اليوسف


دَمْعُ العُروبَةِ في الخُطُوبِ هَتُونُ** فمَتى يُكَفْكَفُ دَمْعُها المَحْزونُ ؟!
أَنَّى و حُرَّاسُ الظَّلامِ بِسَاحِها** و القَيدُ فَوْقَ العُنْقِ و السِّكينُ ؟!
تبكي و يَعْتَصرُ الأَسى تَاريخَها** عَاثتْ بِرَمْزِ جَلالهِِ صهيونُ
أَيُغَضُّ بَعْضُ الطَّرْفِ عَنْ آلامِها** وَ يُخَانُ عَهْدُ أُخُوَّةٍ و يَهُونُ ؟!
قَدْ عَادَ هُولاكُوبِسَيْفٍ سَلَّهُ** بُوشٌ و لُؤْمُ سِنَانِهِ شَارونُ
الفِكْرُ حُرٌّ لا يُغَلُّ بِبَطْشَةٍ** لكنَّما جَلاّدُهُ المَسْجُونُ
وَ الفِكرُ مِنْ وَمْضِ السيوف مَضَاؤهُ** و كِلاهُما في النَّائباتِ يًقِينُ
الشِّعرُ مِنْ غَضَبِ الجِراحِ نَزيفُهُ** لا مَا ارتضَتْ عَفْراءُ أَو مَيسُونُ
غَضَبي المِدَادُ.. وَ أحَرُّ مِنْ سُعُرٍ وَ لَنْ** يُطفي السَّعيرَ مُغَامِرٌ مَجْنُونُ
إنْ لَم تَكُنْ في الشِّعرِ أَجْنِحَةُ اللَّظَى** لا كَانَ شِعرٌ أَجْوَفٌ مَوْزُونُ
فَكأنَّني بالبِيدِ ما ازْدَهَرتْ بها** قِيَمُ الكِرامِ وَ طَالعٌ مَيْمُونُ
وَ الصَّافِنَاتُ كَأَنَّها مَا أسْرِجَتْ** أو هَلَّلتْ لهُدَى الفُتُوح حُزُونُ !
و كأنَّ عُقْبَةَ لم يَخُضْ مَاءً و لَمْ**تُرْكَبْ إلى ثَبَجِ المُحيطِ سَفِينُ ؟!
هَلْ عَزَّ فِينا شِبْهُ (عَمروٍ) إذْ هَوَتْ** فِينا المُرُوءَةُ وَ اسْتُبيحَ عَرِينُ ؟ !
فمَتَى تُطِلُّ (بخَالدٍ) رَاياتُهُ ؟** وَ مَتَى يَعُودُ لسَاحِنا المَأْمونُ ؟
وَ مَتَى يَعُودُ بِذي الفِقَارِ فَوارِسٌ** سَئِمَتْ مُلازَمةَ السُّيوفِ جُفُونُ
يَا قُدْسُ ! يَا مَسْرى النَّبيِّ ! اسْتبَْشِري** فَلَسَوفَ تُطْوَى عَنْ رُبَاكِ شُجُونُ
سَتَعُودُ لِلأَقْصَى فَيَالِقُ نَصْرِهِ** تُصْغي إلى وَقْعِ الخُطَا (حِطِّينُ)
وَ تُعَانِقُ (اليَرْمُوكُ) عِزَّ زُحُوفِنا** وَ تَتِيهُ في السَّاحاتِ (أَجنادينُ)
سَيُردِّدُ التَّاريخُ (إنَّا أُمَّةٌ** كُنَّا وَ خَيرَ النَّاسِ سَوفَ نَكُونُ)
***
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد اليوسف
  • هذه أمتي
  • الصفحة الرئيسية