بسم الله الرحمن الرحيم

أملي .. أن يرضى الله عني !!


الليل عسعس.. والصبح تنفس.

وجوار الليل الكُنّس.. تبدو وتخنس.


خرج وظلام الليل حالك، وخيوط الفجر تبدت.

يبتغي نسكا.. وشهادةً.. نَفسُه على الله تمنت.

صلى صلاة مودع، وفي ذكر الله تعالى غرقت روحه وتعلّت.

جرت الخواطر، وحديث النفس: طال المقام في دنيا دنية تدنت.

متى القدوم على الحبيب؟، ومتى تنتهي حياة ..كم خدعت وغرت؟.

يا رب! كبر سني، وضعفت قوتي، وإليك الشوق والآمال امتدت.

أملي رضاك عني، إذا الأرض مدت، وإذا السماء انشقت.

فلا تحرمني شهادة، تقطع أوصالي، فإذا سألتني قلت: فيك تقطعت وتبدت.


خرج من المسجد، فلم يمهل.

رماه العدو البغيض بمقتل.

رموه، فقطعوه، ومزقوه، فلم يبق فيه موضع لم يقتل.

الجبناء خافوا من أشلائه، فحشدوا ذخيرة تهتك كل مفصل.

جالس على كرسيه المتحرك، يشع أملاً، وبالحكمة لم يبخل .

مقعد، لكنه في الصبر والشجاعة والبناء مضرب المثل، فلا تسأل.

طار كرسيه وتكسر..تمزق حذاؤه، وتضرج بدمائه وتجلل.

الجبناء فرحوا، وتبادلوا التهاني في كل محفل.

أغبياء، لا يعلمون أن قتل الرموز يطعم العدو الحنظل.

وما أمرهم إلا إلى زوال وأسفل.

بنو صهيون.. يرجون مخاطرة القروم البُزّل..؟!!.

سيأتي يوم.. يساقون فيه كسوق البهائم إلى المقصل.


أرض الشهداء.. بدماء أبنائها لم تبخل.

واليوم.. بدم شيخها تقدمت، فكانت الأول.


رحم الله الشيخ أحمد ياسين (قتل على يد اليهود يوم الإثنين، الأول من شهر صفر سنة 1425هـ)

أبو سارة
abu_sarah@maktoob.com

الصفحة الرئيسة       |      صفحة الشيخ