صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







💫 تعظيم الله عند ذكره

عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
@adelalmhlawi



الحمد لله العظيم في ذاته وأسمائه وصفاته ، جليلُ المكانة في قلوب أوليائه ، والصلاة والسلام على خير من امتلأ قلبُه من تعظيم ربِه، وبعد /

✍️ فإنّ من الأمور المبشرة بخير ، ومن محاسن أعمال المسلمين اليوم ( كثرة ذكر الله ) وحرص كثير من المسلمين عليه ، وهو الذي فيه من الفوائد ما لا يخفى فضله ، ولا تُجهل منزلته ، وهذا من رحمة الله وتوفيقه لهم .
ولكن يبقى أمر مهم متعلِّق بالذكر ، ألا وهو تعظيم الله عند ذكره ، واستحضار قربه أثناء اللهج بالثناء عليه وتسبيحه .
وحضور القلب فيه من الأهمية بمكان ، وحاجة النفس له حاجةً عظيمة ، وأثره على القلب والسلوك كبير ، ولذا كانت الإشارة لهذا بهذه الأسطر المتواضعة تذكيراً لنفسي ولإخواني بهذا الأمر .

🍃 لقد قرّر أهل العلم أنّ ذكر الله على ثلاث مراتب :
ذكره باللسان .
ذكره بالقلب .
تواطئ القلب واللسان على الذكر ( وهذا أشرفها ) .

🍃 ومن المعلوم أنّ العبادات لها مقاصد عظيمة ، وغايات ذات أثر على صاحبها ، ومن أعظم هذه الآثار : ( تعظيم الله في القلب )
وأقرب طريق لتعظيمه سبحانه :
( ذكرُه : ذكرَ تعظيم ) وسبيل ذلك :
استحضار عظمة الله عند كل تسبيحة أو تهليلة أو حمد أو تكبير أو استغفار وعند كل ذكر .


وللوصول لهذه الغاية النفيسة طرق وسُبل ، منها :


🍃 معرفة المعاني لهذه الأذكار .

فالتسبيح : معناه تنزيه الله عمّا لا يليق ، واستحضار ما يتصف به من عظمة الصفات ، وجلالة الشأن .
فالله منزّه من كل نقص ، كامل من كل وجه ، عظيم قد جمع كل صفة عظمة .
فاستحضر هذه المعاني عند تسبيحة ، فتسبيحةٌ واحدة بحضور قلب تورث صاحبها تعظيم الله وإجلاله خير من عشرات بل مئات من التسبيحات .

والحمد لله : معناه شكر الله وحمده والثناء عليه متذكراً نعمة التي لا يمكن لأحد أن يُحيط بعشر أعشارها .
فإذا حمدتَ الله استحضر نعمه وفضله عليك في نفسك ودينك وولدك وأهلك ومالك ونفَسك ، وعافيته التي أحاطت بك في نعم لا منتهى لآحادها فضلاً عن مجموعها ، فاحمد الله حمد شكر ، وإسناد الفضل له ، واعترافاً بمننه .

والله أكبر : معناه تعظيم لله وتكبيره له ، وأنّه أكبر من كلِّ شيء ، وأعظم من كل شيء ، فهو أكبر من الدنيا وما عليها .
اللهُ أكبر من كل كبير ، وأعظم من كل جليل في نظر الخلق ، وأكبر من كلِّ همّ ، وأجلُّ من كل عظيم ، لتحتقر أمام عظمته كل ما يعظمه الخلق من آحاد النّاس ، أو زينة دنيا ، أو تعلّق بمتاع .

ولا إله إلا الله : تقولها مستحضراً فضلها ، وأنّها سبيل النجاة ، والسبب الأعظم الموصل للجنّة ، المنجي من النار ، وهي كلمة أعظم من السموات والأرض ، وهي أحسن الحسنات ، وأولى ما ادّخره المؤمن .
تقولها بقلب حاضر متذكراً أهمية وفضل التوحيد وأنّه أولى ما تهتم به النفوس وتسعى في تصفيته من كل شائبة .

ولا حول ولا قوة إلا بالله : تقولها مستحضراً فضلها وأنّها كنزٌ مدخّر لك .
بها التحوّل من حال الخوف إلى الأمن ، ومن الضعف إلى القوة ، ومن الذلة إلى العزة ، وأنّ الأمور - كل الأمور - بيد الله وأنّه على كلِّ شيء .

وهكذا عند الاستغفار : تستغفر الله مستحضراً جنايتك ، وحاجتك لمغفرة الله ، وخوفك من آثار الذنوب ، فكم من ذنب حرم صاحبَها رزقاً ، وكم من ذنب كان سبباً لضيق حياة ، وتكدير حال ، فتستغفر الله وأنت موقن أنّك بحاجة للمغفرة ، وأنّه لولا فضل الله ورحمته لكان الهلاك .
وهكذا مع كل ذكر وتسبيح ودعاء واستغفار ، يستحضر الذاكر هذه المعاني ليكون الأثر كبير ، والنفع أعظم ، والثواب أجلّ .

🍃 ومن الطرق التي يوصل بها لتعظيم الله عند ذكره :

استحضار قربه واطلاعه عليك عندما تذكره ، وسماعه لتسبيحك وحمدك وتكبيرك وتهليلك وبقية أذكارك .
استحضر علمه بصدقك عند استغفارك ، وإحاطته باعترافك بذنبك وطمعك بمغفرته ..
وهكذا مع كل ذكر وتسبيح .

🍃 ومنها :
معرفتك بفضل الذكر مع حضور القلب ، فإنّ الحسنة تعظم بأسباب منها :
الإخلاص ، والمراقبة ، والصدق فيها ، والزمان ، والمكان ، فالذكر يعظم أجره مع حضور القلب .

🍃 ومنها :
يقينك بأثر التسبيح عليك فتسبيحة مع إجلال لها أثرها الجليل على الذاكر وقد تكون سبباً في استقامة نفسه وصلاح حاله مدى الحياة .

⚡️واختم بالإشارة إلى أمرين مهمين :

🍃 الأوّل : أنّ فضل الذكر المجرد من حضور القلب معلوم ، والأجر فيه ثابت - وهذا من فضل الله - وليس مرتبطاً بحضور القلب ، بل إنّ صاحبه مأجور بمجرد الذكر المجرّد على اللسان ، وهو خير من الغافل السادر في دنياه .

🍃 الثاني : أنّ حضور القلب يصعب عند كل ذكر ، وإنّما يكون في بعض الأحيان ، وسبيل ذلك التدرّب عليه والمجاهدة في ذلك ، وليس شرطاً أن يكون في كل حين ، ففعله - ولو أحياناً - خيراً من الحرمان .

اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ،
اللهم اجعلنا من الذاكرين حقاً ، الشاكرين صدقاً .
 

كتبه حامداً ربه ، مصلياً على نبيه ﷺ /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
١٤٤١/١٢/٤ هجري



 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عادل المحلاوي
  • رسائل دعوية
  • مقالات موسمية
  • كتب
  • مقالات أسرية
  • خطب الجمعة
  • الصفحة الرئيسية