صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مفاصل إصلاحية -1-

م. عبد اللطيف البريجاوي

 
 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :

" اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمت أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إلأيها مآلي " مسلم
كلما قرأت هذا الحديث الشريف وقفت أمام قوله عليه السلام اللهم أصلح لي ديني
وأسأل نفسي كيف يصلح الله لي ديني مع أن الدين الإسلامي كامل ومكمل
أنزل الله في كماله آيات " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " وما هو المقصود به العبارة
حتى علمت من خلال الاستقراء أن هذا الدين يصيبه أحيانا بعض الغلو وبعض الانحراف وبعض التأويل الجاهل وبذلك يخرج عن المسار السليم بتأويل باطل أو غلو وتنطع فكانت عبارة اللهم أصلح لي ديني هي عبارة عن المراجعات في الفكر ليكون من الإسلام وإلى الإسلام
ومراجعات في العمل ليكون من الإسلام وإلى الإسلام
ومراجعات في الاسترتيجيات لتكون من الإسلام وإلى الإسلام
ومراجعات في كل العلاقات لتكون من الإسلام وإلى الإسلام

لذلك كان لابد للمسلم أن يبحث عن المفاصل التي تصلح هذا الدين وتعين على إصلاحه وتعيد إليه النقاء والصفاء والأمر يحتاج إلى أربع نقاط :
فهم وتفهم وجرأة والتزام

نعم إن في السنة النبوية المطهرة مفاصل إصلاحية لم تستنطق بعد و المشكلة تكمن كيف نستنطق هذه الأحاديث وكيف نخرج هذه الأحاديث من بعض القوالب الجامدة والضيقة والتي أحكمت الإغلاق على هذه الأحاديث فقبضتها وقيدتها وضربت عليها حجبا لا حجابا وكان المتجاوز لهذه الحجب انتحاري لايصل إلى المعاني الموجودة فيها إلا بكلم يكلم جسده أو حتى يكلم عقيدته وتعالوا لننظر إلى هذين الحديثين ونرى كيف أن أهم المفاصل الإصلاحية تكمن فيهما .

أما الحديث الأول فهو قوله عليه السلام " لا تَغْـلِبَنَّكُمْ الأعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ الْمَغْرِبِ قَالَ الأَعْرَابُ وَتَقُولُ هِيَ الْعِشَاءُ " البخاري
وماذا تظن بهذا الحديث لقد أورده المحدثون في باب العبادات ثم حصرناه في ذلك مع أن فيه أهم المفاصل الإصلاحية ـ ولا أدعي أنني أفهم من العلماء أصحاب البصيرة حاشا لله ولكنها إحدى الرؤى في مجموعة أحاديث وهذا واحد منهم فإن وفقت فمن الله وحده ـ وهل عرفتم ماهو هذا المفصل الإصلاحي الهام الذي ورد في هذا الحديث هو أن بعض الناس يطلقون أسماء على غير مسمياتها وهذا الذي نبه عليه الحديث الشريف وهذا الذي نحتاجه اليوم في حياتنا
نعم نحتاج إلى ضبط المصلحات كلها وخاصة تلك التي قد تخلخل صفوف المسلمين وتفرق كلمتهم
إن المسلم اليوم يجب ألا ينقاد نحو المصطلحات المختلفة حتى يعلم حدودها ولذلك قال العلماء فبما مضى
مبادئ كل علم عشرة الحد والموضوع والثمرة
فلا بد إذا من معرفة حد هذا المصطلح أو ذاك
وكم في حياتنا وسهراتنا مصطلحات قد يتناحر الناس عليها ثم نفاجئ بعد ذلك بأن الجوهر واحد
كم يضيع من الوقت وكم يبدد من الجهد وكم يزغ قلب بسبب ذلك
إن توضيح الصورة وضبط المصلحات أمر مهم وملح و إلا سنبقى نتناحر على هلاميات ولا نجد القاعدة الراسخة التي نجدد عليها قلعة الإسلام هذا أول مفصل للإصلاح

أما الثاني فهو حديث" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" البخاري
وهذا الحديث أيضا يعطينا مفصلا إصلاحيا آخر وهو توثيق المصادر الإسلامية فلا نقبل ما ليس صحيحا وموثقا مهما علت مرتبة قائله ومهما زخرفت كلماته ونمقت ألفاظه وهذا ليس في الدين فقط إنما في كل شي حتى إن الله أمر بالتوثق من الكلام العادي عندما قال "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ." الحجرات فهذا في الكلام العادي فكيف بالذي يتعلق بأمر الدين وأمور الأمة .
بالعودة إلى مطلع هذه المقالة أسأل هذه الأسئلة
ما معنى إنسان ملتزم ؟
ما معنى إنسان يتبع الكتاب والسنة ؟
فبتوضيح هذه الحدود وغيرها يمكن أن نضع تصورا حقيقيا للطريق السليم إن شاء الله
أيها الأخوة هذان مفصلان هامان في إصلاح الأمة أضعهما بين أيديكم سائلا الله عز وجل البصيرة لي ولكم والسلام

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
م. البريجاوي
  • عبير الإسلام
  • إليك أخي ...
  • فقه الأسرة المسلمة
  • تدبرات قرآنية
  • في رحاب النبوة
  • كتب
  • أطياف الهداية