صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







معزولون في البيوت...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000



من جراء فايروس عالمي أشبه بالطواعين التاريخية عبر الأزمان، يسمى (كورونا) وحوصرت النظم، وهُدهدت مصالحها، وفُرضت الإقامة الجبرية، إلا يسيرًا، والعزل الصحي المشار إليه في السنن الصحاح...! ونتج عن ذلك محاسن وعبر ودروس للجميع .. حفظ الله البلاد والعباد، وكانت هذه القصيدة ، والله المستعان وعليه التكلان:

حُبسنا بالذنبِ لم نُحبسْ لإحسانِ ... يا ربِّ رُحماكَ من غمٍ وأرسانِ
كنَّا على الطيب لم تُعرف لنا كُربٌ... فأصبح الكربُ في قلبٍ وإسكانِ
وأُوصدت دورُنا فينا ومسجدنا... خالي الوفاقِ ومشحونٌ بأشجانِ

يا رب رُحماكَ ما حالٌ وما زمنٌ... أضحى الغريبُ على هُون وأحزانِ
"فمكةٌ" لم تعد نجوى ومَروحتي... فقد قلَتنا وصكّتنا بشنآنِ
"وطيبةُ" الطيبِ ما طابت بزَورتِنا... وخلَّفتنا على سوءٍ وأدرانِ
حُبسنا بالبيت يا روحي ويا أسفي... على المناعمِ صرنا بين قضبانِ

رُحماكَ يا رب لا رُحمى فتنقذُنا... سواك من حالنِا يا راحمَ الداني
ابسُط فيوضَك فالأحباسُ تقتلنا... وشوقنا ثائرٌ للراغب العاني
حتى المنابرُ قد جفّت ولا شجنٌ... يُغيثنا اليوم من نبعٍ وإيمانِ

أما المساجدُ فالأبوابُ قد خشَعت... وقاصدوها بأرزاءٍ وخسرانِ
غابَ الجمالُ وغابَ الطيبُ وانكدرت.. تلك المحاسنُ عن خوفٍ وطوفانِ
"كورونا" أطبقَ في الدنيا ولا جبلٌ... يصدّهُ كلا أو علمٌ "لرومانِ"

تضاءلَ الخلقُ وانحطّت لهم فِكرٌ... فطالَعوا بعدها للعالم الثاني
الحلُّ للربِّ لا علمٌ ولا طُرقٌ... ولا مصحاتُ زنديقٍ وعَلماني
من كان يقطعُ دنياه لملحمةٍ... من الفساد ويَهذي هذيَ شيطانِ

وحاربَ الذكر والقرآنَ وانتقبت... نساؤهم بعدها في خير نسوانِ
أما لهم أوبةٌ فالغربُ يُعلنها... لا حلَّ عنديَ من طاعونِ" وُهّانِ"؟!
تحطمَ الطبُّ لا علمٌ ولا فرجٌ... ولا تخاريفُ هيمانٍ وولهانِ

عودوا إلى الله قد حلّت بكم نُذرٌ... وجاءكم حُكمهُ في نص قرآنِ
ما بُدلت سننُ المولى وحكمتهُ... لكنْ تعاظمَ آل المال والشانِ
فنابَهم ذلةٌ أخرى وصاحبَها ... تساقطٌ باهرٌ من غير عنوانِ

هي المصائرُ للإجرام وا أسفى ... على مقوّض إنسان بعدوانِ
استُسهل الظلمُ والفحشاءُ قد عُزفت..من دار "هوليودَ" حتى المكمن الفاني
وفاق ظلمُ ذوي القربى وحرّضهم... مواتُ قلبٍ وعينٍ فوق طغيانِ

يا أيها القومُ كُفّوا فالبلاءُ دِمَى...فيها تكفكفَ دمعٌ دونَ حسبانِ
فيها تخاوف جلُّ الأرضِ وارتعدت .. تلك الجموعُ لسُقم هينٍ آني
ما أجبنَ المرءَ ساعٍ في سلامتِه... وما تخوّفَ من إنذار ديانِ

سُبحانَه اللهُ رد الخلقَ أجمعَهم... وعظّموه على قهرٍ وصُغرانِ
حمّى الفسادِ على برٍّ كذا بحَرٍ... متى التراجعُ عن خبثٍ وخذلانِ؟!
متى المواعظُ في قلبٍ لها أثرٌ... تدقُّ دقَّ مساميرٍ وطعّانِ؟!

لو أنّ أهلَ قُرانا قرُّوا واعتبروا ... لفُتِّحت نعمٌ من غير نقصانِ
وجاءهم مِنحُ المولى ورحمتُه...فهو الغفورُ لزلاتٍ وعصيانِ

١٤٤١/٨/٣هـ

 


hamzah10000@outlook.com


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية