اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/khojah/95.htm?print_it=1

محمد رسول الله

د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه

 
محمد رسول الله
نحن اليوم في غاية الحاجة إلى تدارس سيرته، ولو مرة في الأسبوع:

بقلم: د.لطف الله خوجة

أعظم رجل في التاريخ: رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
ومن حسن تقدير الله لهذه الأمة، أن جعله رسولها، فلها الفخر بهذا الشرف:

* * *
 

إنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن مقوّم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل.
ومحمد معناه: المحمود في كل صفاته؛ أخرج البخاري في التاريخ الصغير عن أبي طالب قوله:
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد وجاء تسميته في الكتب السابقة بأحمد، كما في قوله تعالى على لسان عيسى عليه السلام: {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}.


وتسميته وقعت في القرآن محمدا؛ سمي كذلك:

- لأن ربه حمده قبل أن يحمده الناس، وفي الآخرة يحمد ربه فيشفعه فيحمده الناس.
- ولأنه خص بسورة الحمد، وبلواء الحمد، وبالمقام المحمود.
وشرع له الحمد بعد الأكل، والشرب، والدعاء، وبعد القدوم من السفر.
وسميت أمته بالحمادين، فجمعت له معاني الحمد وأنواعه...
وقد كمل صلوات الله وسلامه عليه خَلْقا وخُلُقا:

* * *

فأما عن خَلْقه:


فأبيض البشرة، قال أبو طالب:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه --- ثمال اليتامى عصمة للأرامل
- ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير المتردد.
- بعيد ما بين المنكبين.
- شديد سواد الشعر، ليس بالجعد القطط (= الملتف)، ولا بالسبط (=المسترسل)، يبلغ شحمة أذنيه، وقيل: "منكبيه".. يفرقها فرقتين من وسط الرأس، وفي شعر رأسه ولحيته شعيرات بيض، لا تبلغ العشرين.
- مليح، مثل القمر في استدارته وجماله، ومثل الشمس في إشراقه، إذا سر استنار وتهلل.
- واسع الفم، جميل العينين، قال جابر: "أشكل العينين" [رواه مسلم ] أي طويل شق العينين.
- يداه رحبتان كبيرتان واسعتان، لينة الملمس كالحرير، يقول أنس:"ما مسست ديباجا ولا حريرا، ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم". متفق عليه
- قدماه غليظتان، لينة الملمس.

كان يجمع في بدنه وأطرافه، بين لين الملمس وقوة العظام.
- يداه باردتان، لهما رائحة المسك، يقول أبوجحيفة:
- "قام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم، فأخذت بيده فوضعتهما على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك"رواه البخاري.
- وعن جابر بن سمرة: "مسح رسول الله خدي، فوجدت ليده بردا أو ريحا، كأنما أخرجها من جؤنة عطار"مسلم

- قال أنس: " كأن عرقه اللؤلؤ " مسلم.
- ويقول وائل بن حجر: " لقد كنت أصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يمسَ جلدي جلده، فأتعرقه بعد في يدي، وإنه لأطيب رائحة من المسك". الطبراني والبيهقي
- وجمعت أم سليم من عرق النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلته في طيبها.
- وعن أنس: " كان رسول الله صلى الله وسلم إذا مر في طريق من طرق المدينة، وجد منه رائحة المسك، فيقال: مر رسول الله ". أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح
- قال: " ما شممت عنبرا قط، ولا مسكا، ولا شيئا، أطيب من ريح رسول الله" رواه مسلم
- ساقاه بيضاء، تبرقان لمعانا.
- إبطه أبيض، من تعاهده نفسه بالنظافة والتجمل.
- إذا مشى يسرع، كأنما ينحدر من أعلى، لا يستطيع أحد أن يلحق به.

* * *

أما عن خُلُقه:


- فقد كان أجود الناس، أجود بالخير من الريح المرسلة.
- ما عرض عليه أمران إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثما.
- أشد حياء من العذراء في خدرها.
- ما عاب طعاما قط؛ إن اشتهاه أكله وإلا تركه.
- إذا تكلم، تكلم ثلاثا، بتمهل، لا يسرع ولا يسترسل، لو عدّ العادّ حديثه لأحصاه.
- لا يحب النميمة، ويقول لأصحابه:
- " لا يبلغني أحد عن أحد شيئا، إني أحب أن أخرج إليكم، وأنا سليم الصدر".
- أشجع الناس، وأحسنهم خلقا، قال أنس:
- "خدمت رسول الله عشر سنين، والله ما قال لي: أفا قط. ولا لشيء فعلته:
لم فعلت كذا ؟، وهلا فعلت كذا؟". مسلم
- ما عاب شيئا قط.
- ما سئل شيئا فقال: "لا" . يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
- يحلم على الجاهل، ويصبر على الأذى.
- يتبسم في وجه محدثه، ويأخذ بيده، ولا ينزعها قبله.
- يقبل على من يحدثه، حتى يظن أنه أحب الناس إليه.
- يسلم على الأطفال، ويداعبهم.
- يجيب دعوة: الحر، والعبد، والأمة، والمسكين، ويعود المرضى.
- ما التقم أحد أذنه، يريد كلامه، فينحّي رأسه قبله، حتى يقضي المتكلم حاجته من الكلام.

- يبدأ من لقيه بالسلام.
- خير الناس لأهله، يصبر ويغض الطرف، ويعينهم في أمور البيت؛ يخصف نعله، ويخيط ثوبه.
- يأتيه الصغير، فيأخذ بيده يريد أن يحدثه في أمر، فيذهب معه حيث شاء.
- يجالس الفقراء.
- يجلس حيث انتهى به المجلس.
- يكره أن يقوم له أحد، كما ينهى عن الغلو في مدحه.
- وقاره عجب؛ لا يضحك إلا تبسما، ولا يتكلم إلا عند الحاجة، بكلام يُعَدُّ، يحوي جوامع الكلم، حسن السمت.
- إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه.
- لم يكن فاحشا، ولا متفحشا، ولا سخابا، بالأسواق، ولا لعانا، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.
- لا يقابل أحدا بشيء يكرهه، وإنما يقول: (ما بال أقوام ).
- لا يغضب ولا ينتقم لنفسه، إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى، فينتقم لله.
- ما ضرب بيمينه قط إلا في سبيل الله.
- لا تأخذه النشوة والكبر عن النصر:
- دخل في فتح مكة إلى الحرم خاشعا مستكينا، ذقنه يمس ظهر راحلته، من الذلة لله تعالى والشكر له.. لم يدخل متكبرا، متجبرا، مفتخرا، شامتا.
- وقف أمامه رجل وهو يطوف بالبيت، فأخذته رعدة، وهو يظنه كملك من ملوك الأرض، فقال له رسول الله: "هون عليك، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة ".

- كان زاهدا في الدنيا:
- يضطجع على الحصير، ويرضى باليسير، وسادته من أدم حشوها ليف.
- يمر الشهر وليس له طعام إلا التمر.. يتلوى من الجوع ما يجد ما يملأ بطنه، فما شبع ثلاثة أيام تباعا من خبز بر حتى فارق الدنيا .
- كان رحيما بأمته، أعطاه الله دعوة مستجابة، فادخرها لأمته يوم القيامة شفاعة، قال:
( لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني أختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلةإن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا )
[البخاري]؛ ولذا قال تعالى عنه: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}
[مراجع: فتح الباري 6/544ـ 578، مسلم الفضائل، البداية والنهاية]

* * *

نحن اليوم في غاية الحاجة إلى تدارس سيرته، ولو مرة في الأسبوع:

نجلس في البيت مع الزوجة والأبناء.. نقرأ إحدى كتب السير المعتمدة مثل:

- تهذيب السيرة لابن هشام.
- البداية والنهاية لابن كثير.
- الشمائل المحمدية للترمذي.
- فقه السيرة للغزالي.
- السيرة النبوية الصحيحة للدكتور أكرم ضياء العمري.


هذا من أحسن وسائل التربية، وهو السلاح الذي نواجه به الباطل الذي أحاط بنا:
- فبه نحفظ أنفسنا، وأولادنا، وأزواجنا من الانسلاخ، والانسياق وراء الفجور، والفسوق، والعصيان.

- وبه نغرس في قلوبنا محبة رسول الله، والفخر به، والتعلق بسنته، وتقليده في العادات والعبادات.

من غير المعقول أن تكون سيرة هذا الرجل العظيم، الذي ما حفظ لنا القرآن والسنة والتاريخ سيرة إنسان، مثلما حفظ سيرته، بين أيدينا ثم نهمله وننصرف عنه، إلى ما تعرفون من أشكال الباطل، والملاهي ..!!.

هرقل كبير الروم تمنى أن لو كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذن لغسل قدميه.

لم تنتج الأجيال منذ آدم أعظم منه، وقد خصنا الله به، فهذه نعمة، ومن رعايته ذكره على الدوام، ألا يكفي أن الله تعالى قرن ذكره بذكره في الذكر، والطاعة، والمحبة، والشهادة، والأذان، والإقامة ؟.

د.لطف الله خوجة

 

د.لطف الله خوجة
  • محمد صلى الله عليه وسلم
  • المرأة
  • التصوف
  • الرقاق
  • الآخر
  • معالجة
  • وصية
  • قطرة من الروح
  • الصفحة الرئيسية