صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إلى أي شيء ينظرون ؟

 شائع بن محمد الغبيشي
@0555599


استوقفني قول الله تعالى : { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ } فدار في عقلي سؤال إلى أي شيء ينظرون و هم في جنة الله تعالى في قمة الملك و النعيم و السعادة ؟ ما الذي شده عقولهم و سحر أعينهم ؟ على أي شيء يطلون من تلك الأرائك العالية ؟ ماذا رأوا حتى اكتست وجوههم كل تلك النضارة التي وصفهم الله بقوله : { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ } ؟

إلى أي شيء ينظرون ؟

أهم ينظرون إلى القصور و الخيام و الغرف التي أعدها الله لهم فسلبت عقولهم بجمالها و بهائها و سعتها و عظمتها التي و صفها رسول الله صلى الله عليه فقال ؟
فها هو صلى الله عليه و سلم يسأل عنِ الجنَّةِ، ما بِناؤها؟ قال: "لَبِنَةٌ ذهَبٌ، ولَبِنَةٌ فِضَّةٌ، و ملاطُها المسْكُ، وحَصْباؤها اللُّؤْلُؤ والياقوتُ، وتُرابُها الزعْفَران، مَنْ يدخُلُها يَنْعَمُ ولا يَبْأَسُ، وُيخلَّدُ؛ لا يموتُ، لا تبْلى ثِيابُه، ولا يَفْنى شَبابُه" رواه أحمد و حسنه الألباني
و يخبر عن خيامخا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيقول:"إنَّ في الجنَّة خَيْمةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مجوَّفَةِ، عَرْضُها ستّونَ ميلاً، في كلِّ زاويةٍ منْها أهلٌ ما يرونَ الآخَرين، يَطوفُ عليهم المؤْمِنُ، وجنَّتانِ مِنْ فِضَّةٍ آنيتُهما وما فيهِما، وجنَّتانِ مِنْ ذَهبٍ آنِيَتُها وما فيهِما) رواه البخاري و مسلم
يا لله ما أجمل المنظر و ما أسعد الحياة خيمة من لؤلؤة يُرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها و جنتان من فضة قصورها من فضة أنيتها من فضة و كل شيء فيها من فضة و جنتان من ذهب قصورها من ذهب أنيتها من ذهب و كل شيء فيها من ذهب .

إلى أي شيء ينظرون ؟

أهم ينظرون إلى خدمهم من الوالدان كاللؤلؤ بالمئات يسارعون إلى خدمتهم في حركة دائبة لا يملون من التطواف عليهم كما أخبر عنهم جل و علا بقوله :{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا }
يحدثنا عن منظر هذا التطواف عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فيقول "إنَ أدْنَى أهْلِ الجنَّةِ منزلةً مَنْ يَسْعى عليه ألْفُ خادمٍ، كلُّ خادِمٍ على عمَلٍ ليسَ عليه صاحبُه. قال: وتلا هذه الآية {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} رواه البيهقي و صححه الألباني

إلى أي شيء ينظرون ؟

أهم ينظرون إلى ما أعد الله لهم من الأطعمة و الأشربة التي يطوف بها عليهم الوالدان كما أخبر عن ذلك ربنا جل و علا بقوله : { يطاف عليهم بصحاف من ذهب و أكوب و فيها ما تشتهيه الأنفس و تلذ الأعين و أنتم فيها خالدون } و قال سبحانه { طُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ } و قال سبحانه { لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون } .
و يكشف لنا نبينا صلى الله عليه و سلم جانباً من ذلك النعيم في الحوار الذي دار بينه و بين اليهودي حين سأله اليهودي فقال : يا أبا القاسِم! ألسْتَ تزعُم أنَّ أهلَ الجنَّة يأكُلون فيها ويشْرَبون؟ -ويقولُ لأَصْحابِه: إنْ أقَرَّ لي بهذا خصَمْتُه-، فقالَ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بلى والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيده، إنَّ أحَدهُم لَيُعْطى قوةَ مِئَةِ رجلٍ في المطْعَمِ والمشْربِ والشهوَةِ والجِماعِ".فقال اليهوديُّ: فإنَّ الذي يأْكُل ويشْرَبُ تكونُ له الحَاجةُ! فقال له رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"حاجَتُهم عَرَقٌ يَفيضُ مِنْ جُلودِهِمْ مثلَ المسْكِ، فإذا البطْنُ قد ضَمَرَ" ورواه ابن حبان و صححه الألباني
و يصف صلى الله عليه و سلم الطير الذي يأكله أهل الجنة كما أخبر الله بقوله : { وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ } فيقول : "إنَّ طيرَ الجنَّة كأمْثال البُخْتِ ترعى في شجرِ الجنَّةِ" فقال أبو بكْرٍ: يا رسول الله! إنَّ هذه لطيرٌ ناعِمَةٌ. فقال: "أكَلَتُها أنْعَمُ منها -قالها ثلاثاً-، وإنِّي لأرْجو أنْ تكونَ مِمَّنْ يأكُلُ مِنْها" رواه أحمد بإسناد جيد.

إلى أي شيء ينظرون ؟

أهم ينظرون إلى حدائق الجنة و أشجارها التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه و سلم : "إنَّ في الجنَّةِ شجرةً يسيرُ الراكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ عام لا يقْطَعُها، إنْ شئْتُم فاقْرؤوا: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} "رواه البخاري والترمذي.
و قال ابن عباس رضي الله عنه "نَخلُ الجنَّة جذُوعُها مِنْ زمُرُّدٍ خضْرٍ، وكَرَبُها ذهَبٌ أحمرُ، وسعْفُها كِسْوةٌ لأهْلِ الجنَّةِ، منها مُقَطَّعَاتُهم وحُلَلُهم، وثمرُها أمثالُ القِلالِ والدلاء أشدُّ بيَاضاً مِنَ اللَّبنِ، وأحْلى مِنَ العَسلِ، وألْيَنُ مِنَ الزبْدِ، ليس فيها عَجَمَ (أي نوى ) "رواه والحاكم و صححه الألباني
و أخبر عن ساق تلك الأشجار فقال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما في الجنَّة شجَرةٌ، إلا وساقُها مِنْ ذَهبٍ". رواه الترمذي
و أخبر عن ثمرها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "عُرِضَتْ عليَّ الجنَّة فذهبتُ أتناوَلُ منها قطْفاً أُريكُموه، فحيلَ بيْني وبينَه". فقال رجلٌ: يا رسولَ الله! ما مَثَلُ الحبَّة مِنَ العِنَبِ؟ قال: "كأعْظَم دَلْوٍ فَرَتْ أُمُّك قَطُّ".رواه أبو يعلَى و حسنه الألباني
و هذا البراءِ بنِ عازبٍ رضي الله عنه يفسر قوله تعالى: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} فيقول : "إن أهل الجنة يأكلونَ من ثمار الجنةِ قياماً وقعوداً ومضطجعين [على أي حال شاؤوا] رواه البيهقي و صححه الألباني .
و يصف النبي صلى الله عليه و سلم سدر الجنة فيقول : ("أليسَ الله يقول: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ}، خَضَدَ الله شوْكَهُ، فجعلَ مكانَ كلِّ شوْكَةٍ ثمرةً؛ فإنَّها لتُنْبِتُ ثَمراً، تَفَتَّق الثمرةُ مِنْها عنِ اثْنَيْنِ وسبْعينَ لَوْناً مِنْ طعامٍ، ما فيها لونٌ يُشْبِه الآخَرَ" رواه ابن أبي الدنيا و صححه الألباني

إلى أي شيء ينظرون ؟

أهم ينظرون إلى أنهارها و عيونها التي أخبر الله جل و علا عنها فقال : { مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ }
و وصف صلى الله عليه و سلم تلك الأنهار في الجنة فقال : ( إن اللهَ عز وجلَّ أحاطَ حائطَ الجنةِ لبنةً من ذهبٍ، ولبنةً من فضةٍ، ثم شقق فيها الأنهار، وغرسَ فيها الأشجار، فلما نظرت الملائكة إلى حُسنها قالت: طوبى لك منازل الملوك) رواه البيهقي و صححه الألباني .
و أخبر عن أحدها رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال -: "الكوثَرُ نهرٌ في الجنَّةِ، حافَّتاهُ مِنْ ذَهبٍ، ومَجْراهُ على الدرِّ والياقوتِ، تُرْبتُه أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، ومَاؤه أحْلى مِنَ العَسلِ، وأبَيضُ من الثَّلْجِ". رواه ابن ماجه، والترمذي و صححه الألباني
و أخبر عنها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( "أنْهارُ الجنَّة تخرُج مِنْ تحتِ تلالِ -أو مِنْ تحتِ جبالِ- المسْكِ". رواه ابن حبان و صححه الألباني
طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن شرب من تلك الأنهار و أغترف .

إلى أي شيء ينظرون ؟

أهم ينظرون إلى الحور اللاتي وصفهن الله فقال : وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ } فيحار الطرف من حسنهن و جمالهن :

حور حسان قد كملن خلائقاً *** و محاسناً من أجمل النسوان
حتى يحار الطرف في الحسن الذي ... قد ألبست فالطرف كالحيران
ويقول لما أن يشاهد حسنها ... سبحان معطي الحسن والإحسان

إنها الحوراء التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه و سلم فقال( يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن )

غادة ذات دلال ومرح ... يجد الناعت فيها ماأقترح ..
زانها الله بوجه جمعت ... فيه أوصاف غريبات الملح ..
وبعين كحلها من غنجها ... وبخد مسكه فيه رشح ..
ناعم تجري على صفحته ... نظرة الملك ولألاء الفرح ..

إنها الحوراء التي أخبر النبي صلى الله عليه و سلم عنها بقوله : ( لو اطلعت على أهل الأرض لملأت ما بين المشرق و المغرب ريحاً ) لله تلك الرائحة الطيبة فكيف بقربها و مؤانستها ؟
إنها الحوراء الكاعب التي نهودها كالرمان لا تتدلى أبداً كما وصفها الله فقال (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا)
إنها الحوراء جميلة الملابس قد ألبست سبعون حلة فأي لون أردت أن تراه عليها رأيته أما منديلها الذي تضعه على رأسها يشع وجهها نوراً و ضياء كما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ( ولو اطّلَعتِ امْرأَةٌ مِنْ نساءِ الجنَّةِ إلى الأرض لملأَتْ ما بينَهُما ريحاً، ولأضاءَتْ ما بيْنَهُما، ولَنَصيفُها -يعني خِمارَها- على رأسِها خيرٌ مِنَ الدنيا وما فيها) رواه البخاري ومسلم.
وصفها القائل فقال :

ولله كــم مــن خـيــرةٍ إن تبـسـمـت... أضــاء لـهـا نــور مــن الفـجـر أعـظـم
فـيـا لــذة الأبـصـار إن هــي أقبـلـت... ويـا لــذة الأسـمــاع حـيــن تـكـلــم
ويا خجلت الغصن الرطيب إذا انثنـت... ويا خجـلـت الفجـريـن حـيـن تبـسـم

إنها الحوراء العروب المتحببة إلى زوجها بأجمل عبارات الوداد وأحسن ألفاظ الحب و الغرام و صفها الله بقوله :{ عُرُبًا أَتْرَابًا }
إنها الحوراء التي إذا اشتقت إلى سماع الغناء قامت تغني عند رأسك و ترقص و تتمايل فتتحرك الأشجار لرقصها و غنائها فتصدر صوتاً ما سمع مخلوق بمثله كما أخبر رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ ، وَلاَ شِرَاءٌ ، ... وَإِنَّ فِيهَا لَمُجْتَمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ ، يَرْفَعَنْ بِأَصْوَاتٍ لَمْ يَرَ الْخَلاَئِقُ مِثْلَهَا ، يَقُلْنَ : نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلاَ نَبِيدُ ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلاَ نَسْخَطُ ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلاَ نَبْؤُسُ ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا ، وَكُنَّا لَهُو ) رواه ابن ابي شيبة بسند حسن لغيره
و حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : (إنَّ أزْواجَ أهْلِ الجنَّةِ ليُغَنِّينَ أزْواجَهُنَّ بأحْسنِ أصواتٍ ما سمِعَها أحدٌ قَطُّ، إنَّ مِمّا يُغَنِّينَ به:
نحنُ الخيْراتُ الحِسَانُ، أزواجُ قومٍ كِرام، ينظُرونَ بقُرَّةِ أعْيان.
و إن مِمّا يُغَنِّينَ به:
نحنُ الخالِداتُ فلا نَمُتْنَهْ.
نَحنُ الآمِناتُ فلا نَخَفْنَهْ.
نحنُ المُقيماتُ فلا نَظْعَنَّهْ" رواه الطبراني وصححه الألباني
يقول ابن القيم رحمه الله :

وَاهـاً لِذَيَّاكَ الـسَّمَـاعِ فَإنَّـهُ مُلِئَـتْ بِهِ الأذُنَـانِ بِالإحْـسَـانِ
وَاهـاً لِذَيَّاكَ الـسَّمَـاعِ وَطِيبِـهِ مِنْ مِثْـلِ أقْمَـارِ عَلَى أغْـصَـانِ
وَاهـاً لِذَيَّاكَ الـسَّمَـاعِ فَكَمْ بِهِ لِلْقَـلْبِ مِنْ طَرَبٍ وَمِـنْ أشْجَـانِ
وَاهـاً لِذَيَّاكَ الـسَّمَـاعِ وَلَمْ أقُـلْ ذَيَّـاكَ تَـصْـغِـيراً لَهُ بِلِسَـانِ
مَا ظَنُّ سَامِعِهِ بِصَـوْتٍ أطْيَبَ الـ أصْوَاتِ مِنْ حُورِ الـجِنَانِ حِسَانِ
نَحْنُ النَّـوَاعِمُ وَالخَـوَالِدُ خَيْرَا تٌ كَامِـلاتُ الـحُسْنِ وَالإحْسَـانِ
لَسْنَا نَمُـوتُ وَلا نَخَافُ وَمَالَنَا سَخَطٌ وَلا ضِغْـنٌ مِنَ الأضْـغَـانِ
طُوْبَـى لِمَـنْ كُنَّـا لَهُ وَكَـذَاكَ طُوبَى لِلِّذِي هُـوَ حَظُّنَـا لَفْـظَانِ
فِي ذَاكَ آثَـارٌ رُوِينَ وَذِكْـرُهَا فِي التَّـرمِذِيِّ وَمُعْجَمِ الـطَّبَـرَانِي

إنها الحوراء التي وصفها الله بقوله : { إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا } الواقعة 35/36 إي أنها كلما وطأت عادت بكراً
و يجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال : أنطأ في الجنة ؟ قال : ( نعم والذي نفسي بيده دحماً دحماً ، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا ) رواه ابن حبان وصححه الألباني
إنها الحوراء التي وصفها ابن القيم رحمه الله فقال : اللاتي جرى في اعضائهن ماء الشباب فللورد و التفاح ما لبسته الخدود و للرمان ما تضمنته النهود وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور و للرقة و اللطافة ما دارت عليه الخصور تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت و يضيء البرق من بين ثناياها إذا ابتسمت إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيرين و إذا حادثته فما ظنك بمحادثة الحبيبين ، يرى وجهه في صحن خدها و يرى مخ ساقها من وراء اللحم لا يستره جلدها و لا عظمها و لا حللها لو اطلعت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحا و لاستنطقت أفواه الخلائق تهليلا و تكبيرا و تسبيحا و لتزخرف لها ما بين الخافقين ولأغمضت عن غيرها كل عين و لطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ولآمن من على ظهرها بالله الحي القيوم و نصيفها على رأسها خير من الدينا و ما فيها .

إلى أي شيء ينظرون ؟

أهم ينظرون إلى وجه ربهم جل و علا كما أخبرهم جل و علا بقوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
و يصف رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظرهم إلى ربهم فيقول : "إذا دخَل أهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، يقولُ الله عزَّ وجلَّ: تُريدون شيْئاً أزيدُكم؟ فيقولون: ألَمْ تبيِّضْ وجوهَنا؟ ألَمْ تُدخلْنا الجنَّةَ وتُنَجِّنا مِنَ النارِ؟ قال: فيُكْشَفُ الحِجابُ، فما أُعْطوا شيْئاً أحبَّ إليْهِم من النظَرِ إلى ربِّهم. ثُمَّ تلا هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} " رواه مسلم والترمذي والنسائي.
إن الذي يستعرض هذه الجولة التي أخذتها أعين المنعمين في الجنة يظهر له بوضوح قول الله جل وعلا : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } و قول الله جل وعلا : (أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنُ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ) رواه البخاري

أخي بعد هذه الجولة , ألا تمني نفسك أن تكون من أصحاب الأرائك و النضرة ؟ ألا شوقٌ يحدو الأرواح و يهيج المشاعر و ينهض بالعزائم فيدفعها للمسارعة إلى التوبة و العمل و الانطراح بين يدي الله و الإلحاح عليه في طلب الفوز بالجنان .
يا من يرسل عينه فيما حرم الله بادر بالتوبة إلى الله و منها بهذا النظر ، و أعرض عليها تلك المشاهد .
اسأل الله العلي العظيم الحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد البر الرحيم أن يدخلنا الفردوس الأعلى من الجنه .
 

محبكم : شائع محمد الغبيشي
مشرف تربوي بإدارة التربية و التعليم بمحافظة القنفذة
جوال : 0555599624
shaei1406@gmail.comالبريد الإلكتروني:
الجمعة : 17/5/ 1437 هـ

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
شائع الغبيشي
  • مقالات تربوية
  • الصفحة الرئيسية