بسم الله الرحمن الرحيم


 مأســاتنـــــــا

 ( البوسنة- الحرق, وبقر بطون الحوامل "لاحــظ الجنين الملقى" )

 ( هــدم المسجــد البـابـري بالهند)

والحــل ( عودة ودعوة )
مقالات عن ألمنا وأملنـــا
د.مهدي علي قاضي


الإهــــــــــــــداء

من أخ محب ....... إلى كل فرد في أمتنا الجريحة :

علَّنا نفيق ونستيقظ !!
ونسعى بقوة إلى طريق السعادة و العزة والنصر والفوز لأمتنا,
ونبذل كل ما نستطيع لإيقاف آلامـها ومعاناتهــــــا..
لنكون سبباً في فرحها,.. لا ألمهــا, وتأخير نصــــــرها!!!.


الفهـــرس

المقدمـــــــة

كثـــــرت المآسي والآلام فمتــــــى الاستيقــــــاظ والعـــــــــــــــــــودة !! ؟

كــــي لا نكون سببـــــاً في ذبح إخواننا !!

هــل أوضـــح الدعـاة وأدركــــت أمتنــا !! ؟

أمـة الإسلام : فلنعـــد قبل أن تأتينا الطامات .. وتحل علينا العقوبـــــــات!! .. وليكـن شعارنـا عــــودة ودعــــوة

احصل على نسخة من الكتاب على ملف وورد

(للإطلاع على الهامش المتعلق اضغط على رقمه)


المقــــدمـة

إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .

من أين يبتسم الفؤاد ويفـــــــرح    ***  وظلام ليلك جاثم لا يـبــــرح (1)

إخواننا وأخواتنا في العقيدة في كل مكان؛ وسط هذا الواقع الأليم والأخطار التي تعيشها الأمة أوجه هذه الكلمات عبر هذه المقالات عسى أن تجد قبولاً في قلوبكم وعملاً صادقاً قويـــــــــــاً لإنقاذ أمتكم .

ولا يخفى عليكم المأساة العظيمة التي تعيشها أمتنا, والتي تجلت في ضعفها وهوانها وتسلط أعداء الدين على أبنائها في شتى بقاع العالم وعدم قدرتها على حمايتهم وإيقاف مآسيهم, وأصبحت أمتنا في ذيل الأمم يتحكم بها ويستأسد عليها أعداؤها, بينما الأصل أن تكون في مقدمة الأمم بل قائدة للأمم حتى تقود العالم إلى طريق الحق والسعادة .
ويجب أن نتيقن بدون ريب بأنه لا يمكن أبدا أن هذا العجــز الذي حصل في الأمة والهـوان الطويل الذي جثـم عليها في عصرنا الحديث كـان بدون تقصير منها.

وقد كتبت هذه المقالات في فترات مختلفة على مدى عدة سنوات سابقة, كان كل مقال منها يكتب بعد مأساة جديدة أو محنٍ عصيبة عاشتها الأمة.وهذه المآسي والمحن أصبحت تتوالى علينا الواحدة تلو الأخرى في عصرنا الحديث حتى كأننا ألفنا حدوثها . ولا شك أن سبب استمرارها وعجزنا عن إيقافها هو عدم قيام أمتنا بعلاج مرضها الحقيقي ودائها العضال الذي أصابها, وهو ُبعدها عن التطبيق الجاد الكامل لدينها في كل أمور ونواحي حياتها, وحل مآسيها وشفاؤها يكون بالعلاج الحاسم وهو: عودة قوية إلى الله ودعوة إلى سبيله ( عـــــودة و دعـــــوة ) .

وقد يلاحظ بعض التكـــــرار في بعض معانيها لأنها كما ذكرت سابقاً كتبت في أوقات مختلفة في مسيرة ألمنا الطويلة, ولكن كل مقال يركـز على إظهــار جانب أو معنى في هذه القضية أكثر من غيره, وأيضا بعض التكرار يكون لــــه أثر طيب بإذن الله في تثبيت وتركيز المعاني .

وقد ذُيِّلت هذه المقالات في الهامــــش بنقاط تذكيرية هامــــــــــة أرجو من القارئ الالتفات لها.

ويحسن أن ننبه إلى أن سبب استمرار مآسينا- وهو ُبعد الأمة عن حقيقة دينها والالتزام بكل شرائعه وأوامره- هـو بحد ذاته أكبر مأساةٍ تعيشها الأمة . فنحن نؤمن بأن هدفنا في الحياة هو تحقيق عبوديتنا لله وتطبيق دينه وتحكيم أوامره ونشر الإسلام في أرجاء الأرض لكي ننقذ به البشرية المتخبطة التعيسة, ونحن نؤمن بالله وعظمته وجزائه وجنته وناره....؛ فتخلينـــا وعدم صدقنا في تحقيق هدفنا في الوجود وعدم استعدادنا القوي لكي ننجي أنفسنا في يوم الدين يوم السؤال والحساب والجزاء هـو أكبر مأساةٍ ومصيبة نعيشها, وحلها أيضا عـــــودة ودعـــــوة .

اللهم يا كريم يا أرحم الراحمين أبرم لهذه الأمة أمر رشد يؤمر فيه بالمعروف في كل الأمور وينهى فيه عن المنكر في كل الأمور, ويعود فيه المسلمون إلى تطبيق كل أوامر دينهم ,وينطلقـون داعين إلى نهج نبيهم صلى الله عليه وسلم في أنفسهم وفي كل أرجاء الأرض,لينقذوا أمتهم والعالم أجمع من محن وضياع الدنيا والآخرة (ليكونوا حقيقة لا خيالاً)(2), إنك على كل شيء قدير.

8/9/1422هـ
د مهدي علي قاضي
ص ب 10409جدة رمز بريدي 21433
Email: maqadi@islamway.net


كثرت المآســــــــــي والآلام
فمتـــــــــــــــــى
الاستيقــــــــاظ والعــــــــــــــودة !! ؟

   
الشيشان                هكذا يُذبح المسلمون ويمثل بهم          بورما : المذابح لم ترحم الأطفال
 

( لبان –مذبحة قــانــا "حنيـن الطفلة التي أغتيـلت براءتهــا وهي فــــــي سيارة الإسعــــاف" ) (فلسطين- طفلتان حزينتان أمام أطلال منزلهمــا الذي هدمــه جيش الإحتلال)  ( إندونيسيا- الحرق الجماعي لمسلمين لجـؤوا إلى مسجد للإختباء)

كثرت المآسي والآلام فمتى الاستيقاظ والعودة !! ؟

يا أُمة الحق إن الجُــــرحَ متسـع ٌ   ***  فهـل تــــُرى من نزيف الجرح نعتبرُ
ماذا سوى عــــودةٌ لله صادقــــةٌ   ***  عسى ُتغيـــر هــذي الحال والصــورُ

ما أبلغ هذين البيتين من القصيدة الشهيرة المؤثرة (دم المصلين في المحراب ينهمر- والمستغيثون لا رجع ولا أثر(3)) وهي من أقوى ما كتب من الأبيات الشعرية المعبرة عن المأساة التي تعيشها أمتنا الاسلامية , خاصة أنها أجادت في التعبير والإيضاح للحل الحقيقي لهذه المآسي التي لا زالت الأمة تكتوي بنارها الشديدة حالياً يوماً بعد يوم . فالحل الحقيقي لجراحنا وآلامنا هو عودة الأمة الى الله وعودتها إلى الالتزام التام بدينها, الذي به يعود عزها ومجدها , ومن ثم تستطيع الرد على أعدائها وحماية أبنائها في أي مكان كانوا, وتستطيع بإذن الله حينها بهيبتها وقوتها وجهادها-الذي سينطلق يومئــــذ بقـــــوة- أن توقف تجرؤ أعداء الدين على أبناء أمتنا .

مشاهد القتل والتشريد تبكينـــــي   ***     وجذوة من لهيب الحزن تكوينـــي(4)

ويجب أن يدرك كل مسلم وأن يدرك كل غيور متألم على واقع الأمة أن هذا هو الحل الأساس والجذري الذي سيوقف بإذن الله هذه المذابح والمآسي المتكررة والعديدة . ويجـــــــــب أن ندرك أن دعم المسلمين الذين يتعرضون للمذابح والتشريد بالمساعدات المالية والدعاء -على الرغم من أهميته ووجوبه والحاجة إليه وضرورة المبادرة إليه إلا أنـــه في الحقيقة حل وقتي وجزئي- لا يوقف المآسي وينهيها تماماً, وإن انتهت مأساة فستظهر أخرى لأن الداء الحقيقي مستمر وهو ضعف الأمة وذلها وهوانها وعجزها عن حماية أبنائها الذي حدث نتيجة بعدها عن الالتزام التام بأوامر ربها. قال تعالى : ) إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ) (محمد:7), وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن ابن عمر ( اذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعـــــــــــــــــوا إلى دينكم) (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني) .

لما تركنا الهدى حلت بنا مِحـــنٌ   ***    وهَاج للظلم والإفساد طوفـــانُ(5)

وللفائدة ولنشر الخير والتذاكر فإن الحل لمآسي أمتنا والمنقذ لها من الأخطار بإذن الله يمكن أن يُجمل في كلمتين..* عـــــودة و دعـــــوة * (6) أي عودة كل فرد في الأمة إلى تطبيق الدين تطبيقاً جادا ًكاملاً في كل الأمور صغيرهــــــا (7) وكبيرها, ودعوته (8) غيره إلى ذلك, وهي عودة ودعوة للتمسك الجاد الكامــــــل الحقيقـــــــــي بالكتاب والسنة ونهج السلف الصالح ففي ذلك نصر الأمة وفلاحها.

وعلى كل مسلم أن يتذكـــــــــر أن عليه أن لا يكون سبباً في استمرار ذبح إخوانه !! وهزيمة الأمة وتأخر وصولها إلى العزة والكرامة والنصر !! بتقصيره في العودة والدعوة .

ويا ليت أن تصبح هاتان الكلمتان شعــــــــاراً (9) لطريق الحل لإنقاذ أمتنا , وأن تكونا رمــــــزاً تتذاكــر الأمة به لكي لا تنســـــــــــــــى , ولكي تســــــــــــــــرع للطريق الحقيقي الموصل للنجاة والعزة والكرامة .

وعلينا أن نعلم وأن نوقــــــن تمام اليقين أن العودة هي الطـــريق الذي يوصلنا إلى بناء الأمة الصادقة المجاهدة التي ينصرها الله لأنها نصرته. فقد تعلمنا من أسس ديننا ومن منهج نبينا صلى الله عليه وسلم في التربية, وتعلمنا من أحداث أمتنا على مدار التاريخ أن ما يعيد للأمة عزها وقوتها , وأن أقــــوى ما يحركها للجهاد الصادق السليم من الشوائب والنواقص والأخطاء, وأفضل ما يحفزها للإعداد لما يلزم له؛ هو عودتها إلى الله وتحقيقها صدق العبودية له وتطبيقها شرعه في كل الأمور وتربِّيها على الإسلام بكـــل جوانبه ومعانيه حقيقةً لا خيالاً . ثم إنَّ ما تنصــــر به الأمة على أعدائها في الجهاد هــو – أولاً وقبـل كل شيء – طاعتهـا لله واستقامتها على أوامره وإخلاصهـــــــــــــا وتجردها . فالعودة هي ؛ "مــــــوقد شعلة الجهاد وســـــر انتصاره" ...

مع كُلِ مذبحــةٍ تَجِـــــــــــــــــدّ  ***  ولا جوابَ سِوى الـعويـــــــــل
مع كل جــــــــــرحٍ في جَوانِحِ  ***  أُمتي أبـداً يسيــــــــــــــــــــــل
مــع كل تشــــــريدٍ وتمزيــــقٍ ***  لشــعـــــــــبٍ أوقَبِيــــــــــــــل
يأتي يساؤلني صديــــــــــــــقٌ  ***  من بـلادي ما السبيـــــــــــــــل
كيف السـبيل إلى كرامتنــــــــا  ***  إلى المـجد الاثيــــــــــــــــــــــل

فَرَمَقـْـــــــتُ وجـهَ مُحَدِّثِــــــي  ***  وهتفــــــت من قلبٍ عليـــــــل
قلـبي ملــــــــيءٌ بالأســــــــى  ***  وحديـث مأســـاتي يطــــــــول
أَسمَعْتُـــــــهُ آيـاتِ قرآنـــــــي ***  بترتـــــــيل جميـــــــــــــــــــل
حدثتــــــــه عن قِصَّةِ التـحرير ***  جــيـــــــلاً بعد جيـــــــــــــــل
ووقفــــت في حطيــــن أقطـف  ***  زهــرة الأمـــــــل النبيــــــــــل
ورأيــــــــت في جـالوت مـــاء ***  النـــيل يبتلع المغـــــــــــــــول
بلْ وِحْــدَةُ الفِكْــرِ القَويـــــــــمِ  ***  ووحــــدة الهــــــدفِ النبــيــل
وَبِنَاءُ جـيــــــــلٍ مؤمـــــــــــنٍ  ***  وهو الصواعــق والــفتـيـــــل
بكتائـــــــــب الإيمـــــان جـنـب  ***  المصحف الهادي الدليــــــــــل
تمضـي كتــائبنـــــــا مــــــــــع  ***  الفجـــر المجلجل بالصهيــــــل
هذا الـسبيل ولا سبيــــــــــل  ***  سواه إن تبغي الوصــــــــــول(10)

إن السبيل قد عُــرف فهل نستيقظ‍ !! فالمسؤولية كبيرة كبيرة وسنسأل عنها يوم القيامة . أحيانــاً يسيطر اليأس على القلب خاصة عندما يرى غفلة الأمة واستمرارها في اللهو والمعاصي على الرغم مما تراه الأمة مما يتفطر له القلب كمداً من المآسي والآلام ,... ولكن أملنـــــــــــا-بإذن الله- في الخير الكامن في المسلمين , وأملنـــــا بأنهم لن يرضوا بأن يكونوا بتقصيرهم سبباً في استمرار الذبح والهوان لإخوانهم وأمتهم , وأملنــــا في إدراكهم للمخاطر الرهيبة التي تواجههم وأن نصيبهم من بطش الأعداء قد يأتيهم , وأملنــــــا في خوفهم من السؤال عند الوقوف أمــــــام الله عن واجبهـــم تجـاه أمتهم يجعلنا نـــأمل في حصول الاستيقاظ والعودة....ولكن نرجو أن يكون قريبــــــــــــــاً .... فالألم شديـــــــــــــــــــــــــــد…


كي لا نكــــــــون سببـــــــــــاً
في ذبـــح إخواننـــــــا!!

من مذبحة صبرا وشاتيلا


كي لا نكــــون سببـــــاً في ذبح إخواننا

أَوَ مَا يُحَرِّكُـــــكَ الذي يجري لنــــا   ***   أو ما يُثيــــــرك جُرحُنَا الدفــــــاقُ(11)

أمر مهم يجب على الأمة أن تدركه وأن تنتبه له وهو أننا نحن المسلمين عامةً أفراداً ومجتمعات مسؤولون عن استمرار مآسي ومذابح الأمة إن لم نصدق مع الله ونلتزم بأوامره, لأننـــــــا بتقصيرنا واستمرارنا في الذنوب وتركنا الجدَّ في الدعوة إلى الله والإصلاح نكـــــــــون سبباً في ضعــــــــــــــــــف الأمة, وبالتالــــــي نكون سبباً في عجز الأمة عن حماية أبنائها ووضع حل جذري لهذه المآسي, فنكون من أسباب استمرار مذابح المسلمين .

يقول الشيخ المجاهد محمد محمود الصـــــــواف رحمه الله (( فبينما نحن معشر المسلمين أمة قاهـرة ظاهـــرة في الأرض لنا الملك والسلطان والسيف والصولجان ؛ ولنــــا الكلمة العليا ؛ إن قلنا أصغـت الدنيا لقولنا ؛ وإن أمرنا خضعت الأمـــــــــــم لأمرنا وسلطاننا ,...
فلمـــــــــــا تركنا أمر ربنا وخالفنا قواعد ديننا وتنكبنـــــــا الطريق المستقيم الذي رسـمــه الله لنا وخط لنا خطوطه واضحة بينة قوية وأمرنا بالسير فيه وسلوكه، لمـــــــا سلكنا هذا السبيل المعـوج صرنا إلى ما صرنا إليه من الـفـرقـــــــــــــة والشتات والذل والهوان . وهل في الدنيا والآخرة شر وداء وبلاء إلا وسببـــــه الذنوب والمعاصي وترك الأوامر والنواهي )) (12)

يقــــــــول سماحة العلامة عبدالعزيز ابن باز(3) رحمه الله في رسالة له عنوانها ( أسباب نصر الله للمؤمنين على أعدائهم) كلمة عظيمــــــــــــة ينبغي لكل الأمة ولكل فرد من أفرادها أن ينتبه لها :
(( ومتى فرط المؤمنون في هذه الأمور فهم في الحقيقة ساعون في تأييـــد عدوهــــم في نصــره عليهم ، والمعنـــى أن معاصي الجيش عون لعدوهم عليهم كما جرى يوم أحد(14) فعلى المؤمنين جميعاً فــــــي أي مكان أن يتقـــــوا الله ، وأن ينصــــروا دينه ، وأن يحافظوا على شرعه وأن يحذروا مـــــن كل ما يغضبـــه في أنفسهم ، وفيمن تحت أيديهم وفي مجتمعهم ))(15) .

وأحب أن أؤكد أن سماحة الشيخ رحمه الله لا يقصد بكلماته أن المسلمين الذين يسعون في تأييد عدوهم بارتكابهم المعاصي هم فقـــــــط أفراد جيش المسلمين عندما يكونون في ساحة القتال, فإن ما يقصده عام ويشمل المسلم ولو كان في خارج ساحة المعركة ,فهو بتقصيره يكون سببـــــاً في أن تكون العزة والمنعة والغلبة لأعداء الدين وسبباً في هزيمة الأمة وتأخـــــر نصرها, بل إن أكثر كلامه في هذه الرسالة كان عن سلوك المسلمين في كل حياتهم, وعن تطبيقهم لأوامر الله وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فليرجع إليها من أحب الاستزادة .

وما أعظــــــــــــــــم هذه الكلمات للشيخ محمد الغزالي رحمه الله من كتابه القيم المهم "حصاد الغرور" والتي تستحق أن تكتب بماء الذهب , وهي وإن كان على ما يبدو أن الشيخ يقصد أكثر ما يقصد بها الذين يقلِّلون من أهمية الدين والتدين والذين يُضيِّعون على المسلمين أحكام دينهم ويساعدونهم على التخلي عنها ويضيقون على الدين وأهله, إلا أن مدلول كلمته عام و يشمل كل مفرط في التزامه بأوامر الدين لأنه بذلك كما ذكر الشيخ يرحمه الله يعين أعداء الدين على المسلمين. وقد أشار الشيخ في مواضع عدة في هذا الكتاب إلــــــــــى أثر الذين يفرطون في الالتزام بالدين على تحقيق التمكين للكافرين .
واسمحوا لي أن أقول ُمذكــــــراً لإخواني المسلمين وأخواتي المسلمات ؛ ليتنا نكتب كلماته القادمة على باب كل مذنبٍ ولاهٍ لأنه لا يذنب فقط في حق نفسه بــــــــل في حــــــق أمته جمعاء وحـــــق اليتامى والثكالى والمذبحين, بل نكتبها على باب كل من أهمل واستهان بالدعــوة إلى الله بينما الأمة في أمس الحاجة لها , بل نكتبها على باب الدعاة الذين يقصرون في دعوتهم وهم يرون أمتهم بها ما بها ثم لا يبذلون غاية جهدهم, بل وغيرهم وغيرهم لأن كل هؤلاء يؤخـــــــــرون نصر الدين ويؤخـــــــــرون الفرج على المسلمين .

يقـــــــــول الشيخ الغزالي في كلمته الهامة هذه :
((إن الدين بالنسبة لنا نحن المسلمين ليس ضماناً للآخرة فحسب إنه أضحـــــــى سيــــــــاج دنيانا وكهــــــــــف بقائنا .
ومن ثم فإنى أنظر إلى المستهينين بالدين في هذه الأيام على أنهم يرتكبون جريمة الخيانـــــة العظمـى ، إنهم - دروا أو لم يدروا - يساعدون الصهيونية والاستعمار على ضياع (بلداننا) وشرفنا ويومنا و غدنا . . !! فــــارق خطيــــــر بين عرب الأمس وعرب اليوم . الأولـــــــون لما أخطؤوا عرفوا طريق التوبة ، فأصلحـــــــــــــوا شأنهم ، واستأنفوا كفاحهـــم ، وطردوا عــدوهم . . . )) (16).

ويقـــــــــول الشاعر الأستاذ محمد الوقداني في هذه الأبيات المعبرة عن كيف أننا بحق نساعـــد الأعداء بتقصيــــرنا:

نحــنُ ساعدنا الأعـــــادي   ***   بالتوانــــــي والرقــــــــادِ
لو رأوا صفا قويــــــــــــاً   ***   مستعــــــــــداً للجهــــــاد(17)
لأنابُـــــوا واستجابـــــــوا   ***   ثمَّ ثابـــــوا للرشــــــــــادِ
غيرَ أن الضـعف يُغـــــري   ***  كلَّ عــادٍ بالتمــــــــــادي(18)

ولا شك أن أقوى ما تستعد به الأمة هو صدقها مع الله وطاعتها له سبحانه, فهي أساس النصر وهي التي تحفز المسلمين وتطلقهم للجهاد ولإعداد العدة اللازمة له, لكي يحموا إخوانهم وأنفسهم ويستعيدوا مجدهم المُضيَّع .

أخــي المسلم : هل أدركـــت الموضوع تماماً, وبيقينك الجــــــــــازم.
إنها كالمعادلة: ذنـــوب(19) نرتكبها بإصــــــــرار ومجاهـــــــــرة... ينتج بسببهـــا أمة إسلامية ضعيفة....تعجــــز عن حماية أبنائها.... مما يــؤدي إلى استمرار ذبح إخواننا... (وقد يأتينـــــــــا الدور ! نسأل الله السلامة والعافية) .
والحل هو العودة إلى الله والدعوة
( عــــودة ودعــــوة ) ,وأي تقصير منك في ذلك يعني ذبحاً لإخوانك !!
ولنستمع بقلــــــــــــوب مصغية لهذا النداء المؤثر في القرآن العظيم كلام ربنا سبحانه , مستشعرين جلال وعظمة ورهبة هذا التوجيه الرباني من ربنا وخالقنا المنعم علينا والغني عنا القوي الجبار سبحانه ؛ قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الأنفال:27[

ورد في تفسير هذه الآية ما ذكره ابن كثير ( والخيانـــــــة تَعُـــــــم الذنوب(20) الصغــــــــــــار والكبار اللازمــــة والمتعدية)(21)

وتشمل كما ذكر سيد قطب في الظلال ( التخلـــــــــــي عن حمل أمانة الدين والدعــــــــــوة إليه والجهـــــــــــــاد في سبيله)(22) .

وخالقنا العظيم الجبار يخاطبنــــــــــــــــــــــــا بقوله( وأنتم تعلمـــــــون) وهي كلمة يعجـــــــــز اللفظ عن استيفاء مدلولاتها وإيحاءاتها العظيمة التي تُلقيها في النفس, ولا شك أنها تشمل في وقتنا هذا علمنــــا بواقع أمتنا ومآسيها,.. فربنا ذو الجــلال يعاتبنا سبحانه عن تخلينـــا... ونحن من العالميــــــــــن .

وأعتقـــــــــــد أنه لا عذر اليوم للمسلمين... لا عذر اليوم للمسلمين....... بعــــــــــــــــد أن رأوا مـــا رأوا... بعـــــــــــــــد أن رأوا مـــا رأوا .


هل أوضـــــــح الدعـــــاة
وأدركـــــــــــت أمتنـــــــــــا !! ؟

( الرضيعة "إيمان الحجو. . . من يبــــوء بإثمها ؟ )


هل أوضـــح الدعـاة وأدركــــــــــت أمتنــا !! ؟

كثرت مآسي المسلمين وكثر الذبح والاضطهاد الذى يواجهه أبناء أمتنا في شتى أنحاء العالم بشكل رهيب يتفطر له قلب كل مسلم غيور , ولا شك أن الحل الاساس الجذري(23) الذي سيوقف هذه المآسي المتكررة بإذن الله هــــــــــو إسراع الأمة – أفراداً وجماعات - واجتهادها في العـــــودة إلى الله والدعـــــــوة اليه لكـــــــــــــي يعود للأمة عزها ومجدها ومن ثم تستطيع أن تنتصر لأبنائها – في أي مكان كانوا - على الأعداء وأن توقف وتمنع استمرار هذه الفواجع والمآسي المؤلمة قال تعالى : { إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ } محمد:7].

ولكـــــــــــن السؤال هو : هل أدركت الأمة وأدرك أبناؤها ذلك تماماً, وهل أوضح الدعاة إلى الله ذلك بشكل كافٍ, وهل أوصلــــوا الرسالـــــــــــــــــة واضحة الى كل فرد مسلم , بل نقول إلى قلب كل مسلم بأن هذا هو الحل الذي تقع مسؤولية تحقيقه على كــــل فرد في أمتنا !!؟؟… الذي يبدو أن الموضوع لم يأخد حقه اللازم من الإدراك والإيضاح !.

وإنه يحــــــــــزُّ في النفس عــــدم إدراك أفراد الأمة واستشعـــــارهم تمامـــــــــــاً لهذا الجانب وعدم المســــــــــــــــــــارعة إليه بقوة ...., فهم فيهم الخير والشهامة وقـــد يكون التذكير بهذا الجانب وتَذَكّــــــــــره حـــــــافزاً للبعض للعودة إلى الله والالتزام الكامل بأوامر الدين …غيـــــــــــرة على واقع الأمة(24) وإخوانهم أكثر من تأثرهم بالوعظ المباشر العادي . ولنا شاهد في قصة إسلام حمزة رضي الله عنه عندما تأثر لما رآه من أذية المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

وينبغــــــــي أن يشعر المسلمون أنهم مسؤولون عن استمرار مآسي الأمة من هذا الجانب لأنهم بتقصيرهــــــم واستمرارهــــــــــــم في الذنوب وتركهم الجـــــــــــدَّ في الدعـــــــــــــوة إلى الله والإصلاح يكونون سببــــــاً في ضعف الأمة وبالتالـــــــي يكونون سببــــــــاً في عجزها عن حماية أبنائها ووضع حل جذري لهذه المآسي وبالتالي يكونون بتقصيرهم من أسباب استمرار مذابح المسلمين .

وتحتـاج أمتنا أن تتذكر عظمـــــــــــــــــــة ما يحدث من المذابح وغضب الله جل جلاله من ذلك والذي يتبين من مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي والنسائي عن ابن عمر ( لزوال الدنيا أهـــــــون على الله من قتل رجل مسلم ) { صحيح الجامع الصغير للألباني} وقول ابن عمر رضي الله عنهما عندما نظر إلى الكعبــــــة فقال : ( ما أعظمك وأعظم حرمتك, والمؤمن أعظــــــــــــــم حرمة عند الله منك ) {صحيح الترمذي للألباني} . فيجب على المسلمين الخوف والحذر مما يغضب الله إن لم يقومــــــــــــوا بمسؤولياتهم تجاه ذلك .
وينبغي أيضا أن يتذكر المسلمون وأن يُذَكِّرَهُم الدعاة بأن عدم استيقاظهم من الغفلة وعدم المسارعة إلى التوبة والإصلاح -خاصــــة وسط هذه الظروف الشديدة التي تعيشها الأمة وخاصــــة وهم يرون ما يحدث لإخوانهم!!- يجعلنا نخشى أن يصيبنـــــــــــــــــــا مثل ما أصاب إخواننا (25), خاصــــــة أن الأعداء حالياً متربصــــــون بأمتنا من كل جانب .

وما يحـــــز في النفس أكثر هو أن الكثير من الخطباء والمحاضرين والكتـــــــاب والشعــــــــراء والدعاة عموماً لا يقومون في خطبهم ودعائـــــهـم(26) وتوجيهاتهم عند الحديث عن مآسي المسلمين بتذكير الأمة بهذا الجانب الهام بالشكل الواضـــــــــــح والكافــــــــــــــي والمــــــــــؤثر الذي يُشعِـــــــــر كل فـــــــــرد مسلم بمسؤوليته هـــــو في نفسه في تحقيق هذا الواجب, مع أن هذا كما ذكر سابقا هو الحل الحقيقي الجذري للمآسي .
وبغض النظر عن أنه الحل الأهم فإنها فرصة مهمة للدعاة لتذكير المسلمين بالعودة إلى الله من هذا الجانب وهذا من باب المفهوم التربوي *التربية بالأحداث* ومن الخســــــــــارة ألا تستغل هذه الفرصة للتذكير بالهدف الأساس الذي تطمح إليه الأمة وهو عودة المسلمين إلى الالتزام التام بدينهم والذي به بإذن الله يتحقق للأمة نصرها وتمكينها في الأرض, ونجاتها وفوزها يوم القيامة.

وبعبارة أخرى نقول للدعاة بأنه يجب علينا ألا نعالـــــج الأعــــــــــــــــــراض فقط وننســــــــى المرض الحقيقي للأمة وننسى التركيز على الأولويــات والأساسيـــــــات حتى وإن كانت الأعراض شديدة وحادة في بعض الأحيان(27) .

وإن أملنــــــــــــــــــــــــــــــا كبير في أن إيصال هذه الحقيقة إلى قلوب المسلمين بوضـــوح سيثير في نفوسهم الخير والنخــــــــوة وسيوقظ الكثير منهم من غفلتهم بإذن الله , وقـــــد يجعل بعضهم – من تأثره لواقع أمته وواجبه تجاهها- لا يستلذ ويرضى بزيادة في نومٍ أو لهوٍ مباحٍ فضــــــــــــلاً عن استمراره في المعاصي والبعد عن الله .


أمــــــة الإســــــلام
فلنــــعُد قبل أن تأتينا الطامات
وتحل علينا العقوبــــــات!!
وليكن شعارنا عـــــــودة ودعـــــــوة
  

 ( من مأساة مسلمي سيريلانكــا التي اُشتُهِرت بمذابـح المســـــاجد )

 ( من مأساة مسلمي بلغاريـــــــــا )


أمة الإسلام : فلنـــعُـد قبل أن تأتينا الطامات وتحل علينا العقوبات!! .. وليكن شعارنا عـــودة ودعـــوة (28)

كنا نتكلم قبل فترة وجيزة عن مآسي إخواننا ومذابحهم العديدة الرهيبة, والتي وقفت أمة المليار مسلم عاجزة عن إيقاف ما يحدث لهم!!!..., ونادى المصلحون بضرورة عودة الأمة عودة جــــادة كاملــة إلى دينها لأنها هي الحل الأساس الذي يعيد للأمة عزها ومجدها وقوتها وفقا للسنـــــــة الربانية المقتضيــــــــة أن نصر الله لنا مرتبـــــط بتمسكنا بأوامر الله والتزامنا بشرعه, وعندها ستكون الأمة في موقف القوة والعزة والتمكين, وسيظهر حينها الجهاد القوي الهادر من أمة نصرت ربها بالتزامها بأوامره فيتحقق لها النصر وتوقف هذه المذابح والمآسي المتكررة على أبناء أمتنا . بل وبها يحمي المسلمون-الذين لم يصلهم بعد بطش الأعداء- أنفسهم!! من شرور الأعداء وكيدهم, فعندما تستعيد الأمة هيبتها لا يتجــــــرأ أعداؤها عليها.
قال عز من قائل :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ } (محمد: من الآية7)
وقال سبحانه :
{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }(الرعد: من الآية11)

والآن.... بعد أن قربت منا الأخطار واتضحت بشكل أكبر أمام أعيننا وظهر شر الأعداء وتحاملهم وتحالفهم وكيدهم, وظهر بوضوح أكبر شدة ضعف الأمة وهوانها وضياعها فإن الحاجة للعودة إلى الله والاستيقاظ من غفلتنا أصبحت أكبر وأكبر..
قال صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها, قالوا قلنا يا رسول الله أمن قلة نحن يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) الحديث (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني) .
ولا يليق بنا كمسلمين مؤمنين بكلام ربنا العظيم أن نتغافل ونتعامى وننسى كيد الأعداء الكبير للمسلمين وخطرهم علينا وعدم رضاهم عنا مع أننا نريــــــــــد سعادتهــــم والخيــــــر لهم . وليتنا نقرأ بتمعن تفسير العديد من الآيات القرآنية المتحدثة عن ذلك ومنها قوله تعالى: {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} التوبة:10]
وأعداء الإسلام اليوم متمكنــــــون ومتجهــــــزون, ونحن في ضعف شديد, ولا مقارنة بيننا وبينهم فيما يملكونه من قوة وعتاد , ولو أرادوا ذبحنا كما ذبحوا إخوة لنا قريباً فالأمر حاليا متاح لهم - إلا أن يمنعهم الله- .
وسواء فعلوا ما يبيتونه للمسلمين الآن أو فيما بعد فإن الشاهد هو أن الأخطار تتزايد وتتعاظم. وتقترب منا أكثر وأكثر...

فإلى متــــــــــى الرقاد والنوم يا أبناء الإسلام عما يُحاك لكم..!!, وإلى متـــــــــى تستمر غفلتنــــا ويستمر لهونا وسط ألمنـــــا.. !!(29) , وإلى متـــــــــــى يستمر ابتعادنا عن طريق نصرنا..!! الذي لا شك أنه السبيل الوحيد لإنقاذنا وحمايتنا من المخاطر.
إلى متـــــــــــى ونحن نرى المعاصي ظاهرة في كل مكان في مجتمعاتنا..!! في المنازل, في الأسواق, في الجرائد والمجلات, في الشاشات والإذاعات, في المؤسسات ,في المعاملات, في القوانين وفي ...وفي ...وفي.... بل قل في شتى إن لم يكن في كل جوانب حياتنا.
ألم نــــدرك بعــــــــــد!! ونتيقــــن أن ذلك هو أساس ذلنا وضعفنا وهواننا .

إلى متــــــــــــــــى ونحن نبارز جبـــار السماوات والأرض بالمعاصي..!! أمـــا نخــــاف ونخشــــى ..!! هل تناسينــــــا وعيده وعقابه ...!!

أمــــــــا آن أن نصحــــــــو...!!, أمــــــــا آن أن نصحـــــــو...!!, أم أننا لن نصحو إلا عندما تأتي علينا الطامات والعقوبــــــــات التي بدأت نذرها تلوح في السماء ونكون وقتها استحقيناها بإعراضنا وقسوة قلوبنا.....

قال تعالى : {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(43)فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} الأنعام43-44)

وإن علــــى الذين يستهينون بالمنكرات والأوامر الشرعية صغيرة كانت أو كبيرة وسط هذا الواقع المؤلم الخطير الذي تعيشه الأمة أن ينتبهـــــــــــــــوا إلى أن تقصيرهم لا يعود بالضرر على أنفسهم هم فقط بل يعــــود على الأمة بأكملها, فيكونوا بذلك مـن أسباب انهزامها وتأخر نصرها وبعد فرجها من كربها العظيم الذي تعيشه !!.... وأجزم أنهم لحبهم لدينهم وأمتهم لا يرضون ذلك ولكن هل بــــــــــــــــــــدؤوا بالعمل والتغيير!!؟.

ومن المؤلـــــــم أنه وعلى الرغـــم من الأحداث الأخيرة الخطيرة التي نعيشها فإن الكثير من المسلمين أفرادا ومجتمعات لا زالــــــــوا في بعد عن التطبيق الحقيقي الكامل لأحكام الشرع . والإصــــــــرار على المعاصي والمجاهــــــــــرة بها لا زال قائماً وواضحاً...

قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
الأنفال:27]

وإن علــــى كل مقصر في أمتنا سواء قصر في تطبيــــق أوامر الشرع والتزامه بدينه, أو قصر في الدعــــوة إلى الله والجدّ فيها أن يخجـــــــل ويخـــاف من كونه سبباً في تأخر نصر الأمة وبالتالي يكون من أسباب استمرار استئساد أعداء الدين على إخواننا وعلينا واستمرار تعرضهم وتعرضنا لشتى أشكال البلايا والنكايات.
وعليه وعلى كل مسلم أن يتذكر ذلك الموقف العظيم يوم يقف أمــــــــــام الله ويكلمه سبحانه كما ورد في الحديث الصحيح.......فماذا سيجيب إذا ُسئل عما قام به تجاه الواجبات الكثيرة الكبيرة المتعلقة بواقع أمته المؤلم, وهل نصرها بقوة ؟ أم كان سببـــــــــــــاً في هزيمتها وذلها. خاصة أن إيذاء المسلمين وقتلهم من أعظم الأمور التي تغضب الجبار سبحانه, ونحن من أسباب استمرار ذلك بتقصيرنا.

وطريــق النصر والنجاة وقت المخاطر يستلزم صحوة سريعــــــــة قويـــة يبدأ بها كل فرد في الأمة بأن يعمل على تغييـــــــر نفسه ثم يهــــب مباشرة مسارعاً للواجــــــــــــب الكبير الذي نسيـــــــــــه أكثر المسلمين الآن وكأنه قد سقــــط عنهم ألا وهو واجب الدعــــــــــــوة إلى الله وإصلاح الغير(عــــودة ودعــــوة) ...
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} الأنفال:24)
وقال تعالى : {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} آل عمران:104)

ومن هنا أبعث نـــــــــــداءً حاراً أرسله إلى كل مسلم في أرجاء الأرض خاصة الدعاة وموجهي الأمة في شؤونها والتربويين والمفكرين والكتاب والشعراء بأن يركزوا على تبيين طريق النصر لأمتنا بخطابات قوية مؤثرة, دقيقة مفصلة, تصف الداء والدواء, علَّ أمتنا تصحو من غفلتها وتنتبه للداء الأساس الذي أصابها ونتجت عنــــه كل الأعراض والأمراض والبلايا الأخرى , وعلَّها تلتفت لمسؤولياتها وتبـــــــــدأ العمل.
وتبيين كيد الأعداء مهم , والحديث عن آلامنا مهم, ولكن الأهــــــــــــــــم هو إيضــــاح طريق النجاة والخلاص والنصر .... والسعــــــــــي لتحقيقه.

وليــــــــت أمتنا تحمل بقلوبها وُتذكِّر بألسنتها وتطبق بأعمالها هذا الشعار العظيم الذي يرمز للطريق الحقيقي للخلاص والنصر لأمتنا... (عــــودة ودعــــوة) ...أي عودة إلى الله ودعوة إلى سبيله.

قال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (لنور:55]

وقال سبحانه ووعده الحق : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} الأنبياء:105-106]


الجراح عديــدة غائـــــــرة
والأمر جلــــل والأخطار قادمــــــــــة
والجبار يغضــــــــب
ونحن مسؤولــــــون
والحل الأساس؛
عــــــــــــودة ودعــــــــــــوة
فهل بدأنا العـمـــــــــــــــــــــل بجـــــــدٍ لذلك.!!؟
             

(ذبـح الأطفـال)

( الاغتصاب وقطع الرؤوس وتشويـه الأجساد)


أوَ مَـا يُحَرِّكُـــكَ الذي يجري لنا     أوَ مَا يُثِيــرُكَ جرحنـا الدفَّـاق


( مذبحة سريبرينيتسا(البوسنة11/7/1995م)....يوم ذاك الألــــم )

* فلنتذكـــــــر أن جراحنا الآن كثيرة عديدة, فلو توقف جرح فأخرى موجودة , وأخرى قد تكون في الطريـــــق!!.

--------------------------------
(1)  ديوان يا أمة الإسلام : د / عبد الرحمن العشماوي .

(2)  عنوان شريط بالغ التأثير ينصــــح بسماعه لفضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني .

(3) للشاعر د/ أحمد عثمان التويجري . وهذه القصيدة قيلت قبل أكثر من عشرين سنة ، وحتى الآن جراحنا مستمرة ومتتالية !! لأن الداء لـــــــــــــم يعالج ! ! .

(4)  رائق الشعر من شعر الدعوة والرقائق الجزء الثاني ( و إسلاماه ) : د/ سيد حسين العفاني، من قصيدة ( من البلقان إلى الشيشان ) للشاعر مشبب أحمد القحطاني .

(5)  ديوان أغاني المعركة : وليد الأعظمي من قصيدة ( ذكر ونسيان ) .

(6) مفهوم العودة والدعوة يعني العودة والدعوة إلى التمسك بكل تعاليم ديننا بما فيها أخذنا بأسباب القوة المادية والتقدم العلمي والاجتهاد في ذلك, لنُعلِي شأن أمتنا ونعينها على تحقيق النصر بإذن الله .

(7)  تنبيه لا بد منه : لا شك في أن أمتنا ابتعدت عن التطبيق الكامل للدين في أمور كثيرة عديدة ومن أصغر الأمور إلى أكبرها, لكن الصغائر تحتاج إلى تنبيه خاص لأنها قليلا ما تذكر وينبه عليها , و لكثرة انتشارها وتمادي المسلمين في التساهل بها, حتى أن الكثير من المسلمين ممن نحسبهم من أهل الخير والفضل سلموا من الوقوع في الكبائر إلا أنهم مصابون بداء الإصرار على الصغائر . وهذا خطير من جوانب عديدة, فعلماء الأمة أوضحوا قاعدة مهمة يجب الانتباه لها وهي أن الصغائر تصبح مع الإصـــــــرار كبائر كما قال ابن عباس رضي الله عنه:  ( لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار ) . ولشيخ الإسلام ابن القيــــــــــــم كلام هـــــــــــــــــام عن هذا الجانب في مواضع متفرقة في مدارج السالكين,فمما قالــــــــه:( وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء,وعــــــدم المبالاة,وترك الخوف ما يلحقهــــــــــــــا بالكبائر.بل يجعلها في أعلى رتبها ) وقــــــــال: (فالإصرار على المعصية معصية أخرى. والقعود عن تدارك الفارط من المعصية إصرار ورضى بها وطمأنينة إليها. وذلك علامة الهلاك . وأشـــــد من هذا كله المجــــــــــــــاهرة بالذنب, مع تيقـــــن نظـــر الــرب جل جلاله مـــن فوق عـرشـــه). ولعـــــــل من اقرب الأمثلة لأحد هذه الصغائر التي انتشرت بين المسلمين انتشارا رهيبا النـــــــــــــــــــظر إلى صور النساء المتبرجات في الشاشات ( مذيعاتٍ كـــــن أو ممثلات ) وفــي الجرائد والمجلات.
    ومن جانب آخر فإن الذنوب بشكل عام تعظم في عصرنا هذا ويشتد خطرها وأثرها نظرا لحساسية الظروف التي تعيشها أمتنا حاليا والتي تزيد وجوب الإنابة والتوبة سواء كانت ذنوبا كبيرة أو صغيرة , وقـــد يدخل هذا ضمن ما تقرر عند أهل العلم من أن الذنوب تعظم بحسب الزمان والمكان الذي تعمل فيه .

(8) من مصائبنا الكبيرة في عصرنا تقصير أغلب المسلمين في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعــــــــــــوة إلى الله وبذل الـوقت والجهــــد والمـــــــــــــال لها, وكأنــــه لا يجب على كل مسلم.
 والدعــــــــوة واجبة على المسلم ولا تسقط عنه وإن كان مقصراً في التزامه الشخصي بشكل عام أو بشكل خاص في أمر مُعيَّن , وهذا جانب آخر مهم ينبغي ادراكه حتى لا يتأخـــــــــــــــــــر المسلم عن الدعوة بعذر تقصيره في التزامه فيجمع تقصيرين بدلاً من تقصير واحد .
وهنا ينصح بالاطلاع على بعض الأشرطة والكتيبات التي تُذكِّر بهذا الواجب وكيفية أداءه مثل كتيب "الدعوة إلى الله واجب كيـف نؤديه", وأشرطة "الرجل الصفر" "والرجل الألــــــــــــف" و"رسالة الــــــى معلمـــة/معلـــم"  للشيخ د/إبراهيم الدويش,وكتيب "92 طريقة دعوية" للشيخ د إبراهيم الفارس, وأشرطة الشيخ محمد المنجد العديدة عن خدمة الإسلام, وشريـط "ما الهــــــــــــــم الذي تحمله" للشيخ د/ ناصر العمر أو للشيخ نبيل العوضي, وشريط "النملة" للدكتور ناصر العمر وكتيب "هل من مشمر" و"غراس السنابل" "وكيف أخدم الإسلام"للشيخ د عبد الملك القاسم , وشريط "رسالـــة من القلب/ماذا قدمنا لهذا الدين" للشيخ د عبد الوهاب الطريري, وأشرطة "الطاقات المعطلة" و"فن التهرب من المسؤولية" للشيخ محمد الدويش وكتيب "الدعوة إلى الله" للشيخ فهد العصيمي,وكتيب"الرجل المائة" للشيخ عبد الطيف الغامدي,وكتاب"أفكار للداعيات"لهناء الصنيع,وكتاب مجالات المرأة الدعوية"لخولة درويش,وكتاب"أفكار دعوية للمعلمات"لأمة السلام, وشريط  "بلغوا عني ولو آيه" للشيخ عبد الله الجعيثن.أيضــاً منتديات الإنترنت الدعوية مثل صيد الفوائد و كن داعياً و(work4islam). ولا شك أن واجب الدعوة إلى الله يصبح أكثر وجوباً في عصرنا هذا الذي بعــــــدت فيه الأمة وذبــــــــــــح فيه المسلمون!!!.

 (9) فكرة وضـــــــــع الشعــار تعتبر مفيــــدة بشكل كبير في أي موضوع لأنها تســــــاعد على تحقيق الهـــــدف المقصود وتَذَكُّـــــــــرُه , ورسولنـــــــا صلى الله عليه وسلم إستخــدم  شعارات في بعض غزواته .
     وينصــــــح المتخصصون في علوم الإدارة وعلوم الجــــــــودة  الشاملة بوضع شعارات للأهداف والمشاريع المراد تحقيقها,... والحكمـــــة ضالـــــــة المؤمن, فيبـــدو أنه من المفيد لأمتنا بإذن الله - خاصة في واقعنا الحالي- أن تتذكر مثــــــــل هذه الكلمات والشعارات الطيبة التي تعينها في طريق الصلاح والإصلاح.  وليتها    تضعها أمام عينها دائماً لتســـاعدها على تَذَكُــــــــــر وتحقيــــــــق الهدف الذي تطمح إليه... ألا وهو  انبثاق فجر السؤدد  والعزة, ورضى رب الكون ودخول جناته .

(10)  قصيدة لا أعلم من هو قائلها (جزاه الله خير الجزاء عن الإسلام والمسلمين) وهي موجودة في شريط أناشيد إسلامية (البحرين رقم 2), وأتمنى أن يسمعها كل مسلم فهي مؤثرة جداً.. بل مبكيـة.. بل مبكيـة.
   أيضــاً هذه القصيدة عرفناها قبـــــل ما يقارب العشرين عاماً !!!.

(11)  مشـــــاهد(شريط عن مآسي الأمة) :المنتدى للإنتاج الإعلامي .
        وأتمنـــى لو نستمع للعديد من الأشرطة (صوتية ومرئيــــة) التي تذكرنا بمآسي أمتنا.... كـــــي      
       نعرفها بشكل أكبر, وحتى لا يضعف تأثرنا,وحتى يستمر تفاعلنا. وعـــلى الرغم من كثرة مآسي
       أمتنا الظاهره إلا أن هناك مآسي أخرى قد تخفى وقد لا ندركها أو ندري عنها.

( 12)  أثر الذنوب في هــــــــدم الأمم والشعوب : محمد محمود الصواف ، ص 26-  27 .

( 13)   ليسمــــــح لنا علماء الأمة الأجلاء في كـــــــل مكان بأن نوجه لهم من هنا هذه الكلمة المختصرة, نقولها من وسط آلامنا وجراحنا راجين قبولها(وراجيـــــــــــــــــن من الغيوريــــــــــن إيصالهــــــا لهم) :
 علمـــــــــــــاءنا  الأجلاء إن عدم إيضاح غفلة الأمة وواقعها المؤلم بالشكل القــــــــوي الذي يهـــــــز الأمة وينبهها يكون بنفسه ذا أثر خطيــــــر على المسلمين , لأنهم - برؤيتهم ذلك منكم-  سيطمئنون إلى  واقعهم ويركنون إلى اللهو والدنيا وأنه ليس هناك حاجة ماسة للتغيير والإصلاح .
علمـــــــــــــاءنا الأجلاء إن أمتنا وهي في شدة غفلتها هذه وشدة المؤامرات عليها وعلى أفرادها  تحتــــــــــاج إلى صرخات حارة مدوية علها تستيقظ من نومها العميق الذي يحاول البعض أن يجعله أكثر عمقاً..!!!!! .
 علمـــــــــــــاءنا الأجلاء ننتظــــــــر بتلهف دوركم الهام جداً في إيقاظ الأمة من سباتها .
 ننتظـــــــر توجيهكم الذي يوجهها إلى أهمية نظرها  في كــــــل طريقة ومجرى حياتها, وهل حياتها موجهة لما يرضي الله وبما يرضي الله؟ ، ليس فقـــــــط التوجيه الذي يلفت نظر الأمة لقضايا محدودة .
ننتظــــــــر منكم التذكير القوي الذي يذكر الأمة بمسؤولياتها تجاه هذا الواقع المبكي الذي لا يرضي رب العالمين.
ننتظــــــــر منكم التوجيه القـــــــــــــوي المؤثر الذي يوجه الأمة إلى الدور الهام و الضروري لكل فرد من أفرادها في الإصلاح والتغيير و الدعوة إلى الله.
علمــاءنا الأجلاء؛ آلامنا عديدة ...,جراحنا غائرة..., دمنا انهار جارية....,أمتنا لاهية.... وأنتم من أول المسؤوليـن.
علمـــــــــــــاءنا الأجلاء..... إننا ننتظــــــــــــــــــــــــر........إننا ننتظـــــــــــــــــــــــــــر .

( 14) غزوة أحـــــــد مليئة بالدروس العديدة عن عــــــلاقة الذنوب بنصر الأمة أو هزيمتها, فحبذا الرجوع إليها في كتب السيـــرة,  
    والرجوع إلى تفسيـــر الآيات الكريمة المتحدثة عنها في سورة آل عمران.

(15) أسباب نصر الله للمؤمنين على أعدائهم : عبد العزيز بن باز ، ص 25 .

(16)  حصــــــــــــــاد الغــــــــــــرور: محمد الغزالي ، ص 8 .

(17) ُيستغرب ما نسمعه من دعوات إلى الجهاد من بعض الغيورين لا يكون فيها تنبيـــــــــه للأمة بأن تنصر الله بالعــــودة إلى التطبيق الكامل لشرعه في كل الأمور ,والتي هي أهم عدة وسلاح تحمله الأمة في معركتها وأهم سبب لتحقيقها النصر بإذن الله.
    بـل إن بعض هذه الدعوات عندما تُذكِّر بالجهاد بــدون ذكر التوبة والإنابة قـد ينتج عنها إضعاف لإدراك الأمة بحقيقة أمراضها والانحرافات الخطيرة التي وقعت فيها ونتج عنها واقعها المر الذي تعيشه من ضعف وبعد عن العمل للدين والجهــــاد في سبيله.

(18)  من قصيدة غير منشورة له.

(19) لا يخلو المسلم من الذنوب فهذا من طبيعة النفس البشرية, ولكن الخطورة على الفــــرد والأمــــة تكمن في الإصــــرار عليها والمجاهــــرة بها, وهذا مما يجب على المسلم أن ينتبه له غايــــــــة الانتباه في أي ذنب.

(20) من الوسائل القوية المُعينة على التوبة سمـــــــــــاع الأشرطة الطيبة التي نفع الله الأمة بها كثيرا مثل ؛"دمعة تائب" و"المحرومون" و"الأماني والمنون" و"الشباب أمــل و ألــم" و"الفتاة أمــل وألــم" للدكتور إبراهيم الدويش، و"المشتاقون إلى الجنـة" و"عيش السعداء"و"على قمم الجبال" للدكتور محمد العريفي, و"هل من عودة قبـل الموت" و"توبة صادقة" و"حاولنا فوجدنـا النتيجة" و"المصرون على الهلاك" و"شباب مشغولون بلا مهمة"و"إلى متـــــى هذا الجمـــود"و"طوق النجاة" للدكتور سعد البريك, و"كيف تقوي إيمانك" لنبيل العوضي، و"وصف الجنة"و"ولو ترى إذ وقفوا على النار" و"لو أن الله هداني" و"المعنى الحقيقي للحياة"و"عندما ينتحر العفاف" و"أسباب الهداية"و"وما يستوى الأعمى والبصير" و"علامات الشقاء"و"أسباب دخول الجنة"و"القلق أسبابه وعلاجه"و"صاحــــب القــــــرار" للدكتور سعيد بن مسفر القحطاني, و"وصف الجنة/شرح حديث يا معاذ"و"جاءت سكرة الموت"للشيخ محمد حسان,و"وصف الجنة" للدكتور أحمد المورعي،و"لو تكلــــم الموتــى"للشيخ سليمان الماجد,و"احفظ الله يحفظك"للدكتور عايض القرني,و"قوافل التائبين" للشيخ أحمد الطويل,و"قوافــــل العائدين" للشيخ خالد الراشد, و"العائـــدات إلى الله" و"قوافل العائدات"و"مشهورون عــــادوا الى الله"(إصدارات), و"من وسائل إصلاح البيوت"و"أزف الرحيـل" للشيخ محمد أمين مرزا،و"حســــرات" و"كلنا ذوو خطأ" و"الرقابة لمن"و"أختاه هل تريدين السعــادة" للشيخ علي القرني ،و"أثــر اليوم الآخر"للشيخ حسن أيوب,و"استجيبوا لله وللرسول"و"وصايا اليك"و"الجواب ما ترى لا ما تسمع" للدكتور عبدالرحمن المحمود,و"قصص مؤثرة"و"اللحظات الحاسمة عندالموت" للدكتور إبراهيم الفارس ، و"ميــلاد جديد"(إصدار)،و"الأمل القاتل"و"الصحبة الصالحة" للشيخ أحمد القطان,و"السفر الأخير"للشيخ أنس بن مسفر,و"يا بنـــي" و"يا أبتــي" للشيخ محمد الدويش, وندوات الشيخ الجبيلان والشيخ الحمودي, ومحاضرات الداعية عمــرو خالد ,و"الحياة الطيبة" للدكتور محمد الشنقيطي، و"صلاح القلوب" و "أنذرهم يوم الحسرة"و"لهيـــب النار"و"ريح الجنة" للشيخ محمد حسين يعقوب ،ومجموعة "قصة النهايــة" للدكتور طارق السويدان, و"نهـاية السعداء" للشيخ راشد الزهراني , و"عــــــودة فتاة"و"بُني هــــــــل سمعت بمصعب"و"كـــــــــان ماجــــــد" للشيخ عبدالعزيز السويدان,و"أريد أن أتوب ولكن"و"حاملـــة الأمانة" للشيخ محمد المنجد,و"المرأة والوجه الآخر" للشيخ خالد الصقعبي", و"رسالة عاجلة إلى أصحاب الــــدش" للشيخين المقرن والحليبي,و"الوقاية من أمراض القلوب"و"قلبـــــي لماذا متى كيف"للدكتور خالد الجبير,و"قــــــــصص لا أنســــــــــاها"للشيخ عبدالمحسن الأحمد,وغيـــــرها من الأشرطة التي هي نور وبركة للمسلم في الدنيا والآخرة . وأيضــــاً قـراءة الكتيبــــــات المتحدثة عن التوبة والعائدون والإصلاح مثل "العائـــــــــدون إلى الله" للشيخ محمد المسند والشيخ إبراهيم الحازمي وغيرهما ، و مثل "الزمن القــادم"و"من الحيــاة"و"دموع المآذن" للشيخ عبد الملك القاسم ،و"فتاوى مهمة لعموم الأمة"للدكتور إبراهيم الفارس, و"أسئلة مهمــــــة" و"أثر الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع" لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله,و"40 وسيلة لإصلاح البيوت" و"33 سبب للخشوع في الصلاة" للشيخ محمد المنجد,و"أيها العاصي تذكــــر" و"أمِّن مستقبلك" و"همسة في أُذن من أُحب" و"لا تتــــردد" للشيخ عبد اللطيف الغامدي ,و"أخي الشاب إلى أين المسير"و"رسائل عابرة للمرأة المسلمة" للشيخ محمد أمين مرزا,و"مــــن تجالــــــــس" للشيخ عبدالله الجعيثن,و"أخي الحبيب قف" و"أختاه قفي" للشيخ إبراهيم الغامدي,و"هــــــل تبحث عــن وظيفة"للدكتور محمد العريفي,و"كيــــف أتــــــوب"لدار إبن المبارك,و"ريـاض الجنـــة"للشيخ محمد الحديقي,ومجموعة كتيبات للشباب للشيخ عادل آل عبدالعالي,و"رسائل تربوية للأسرة المسلمة"للدكتور صالح أبوعراد الشهري,و"سلسلة أختــــــاه" للشيخ مجدي السيد,و"ألا فعودي يا أخية"لدار ابن خزيمة,و"الاستقامة" للشيخ خالد الضالع, ,و"كيف نربي أولادنا"للشيخ محمد جميل زينو,و"مواقف إيمانية"للشيخ نجيب العامر, و"حســن الخاتمــــــــة" للدكتور عبدالله المطلق,و"أول ليلــة فــــــي القبــر" للدكتور عايض القرني,و"مــن هنا نبدأ وفــــي الجنة نلتقي" للشيخ عبدالمحسن بن عبدالرحمن,و"الجنــة والطريــــق المؤدي إليهـا" للشيخ أبوبكر الجزائري, و"تذكرة الأخيار للمسارعــة للجنة والفــرار من النار" للشيخ راشد الزهراني, وغيـرها من الكتيبات والكتب التي تعيـــــــــن المسلم على الهداية وسبلهــــــا.

(21) تفسير القرآن العظيم : الحافظ ابن كثير ، ج 3 ( كتاب الشعب ) ص 582.

(22)  في ظلال القرآن : سيد قطب ، ج 3 ص 1497 .

(23) قد يخطر في فكر المسلمين شبهة أن السبب الأساس لعجز الأمة هو تأخــــــرها التقني والعسكري وتفرقهـــــــــــــــا, والحقيقة أنه سبب هام بلا شك ولكنه ليس السبب الرئيس, لأن سنـــــــة الله اقتضت أن النصر الحقيقي التـــام لا يتحقق لأمتنـــــــا بـــدون عـودة صادقة إليه واستقامة على أوامره حتـــى لو تقدمت ماديا وعسكرياً واتحــــــــــــــــدت.
    ومن المعروف على مدى العصور أن أمتنا كان لها الشأن والقوة- بــــل وحتى التقدم العلمي والمادي- عندما كانت مطبقة لدينها, وأن بداية تأخرها وضعفها وذهاب عزها تحصل  عندما تنحرف عن دينها وشريعة ربها, لذا فالتخلف التقني والعسكري والتفرق في الأمة الإسلامية لاشك أنه من أسباب ضعفها ولكنه نتج بالدرجة الأولى من  ُبعدها عن الله و حقيقة منهج الإسلام. وهو بالدرجة الأولى عرضٌ للمرض الأساس للأمة وليس هو المرض نفسه.
        ثم إن الأمة الإسلامية إذا صدقت في العودة إلى الله والاستقامة على شرعه ثم جاهدت أعداءها-في الوقت والظرف المناسب- فهي منصورة بإذن الله ولو لم تصل في العدة والعتاد والاستعداد إلى مثل مستوى أعدائها, فقط هي مطالبة بأن تعد ما تستطيعه من القوة وقتئذٍ. وتاريخنا الإسلامي شاهد على انتصارات المسلمين الكثيرة على أعداء لهم فاقوهم كثيرا في استعداداتهم المادية . وحبذا الرجوع إلى رسالة قيمة (من نشر دار ابن المبارك) تتحدث عن هذا الموضوع عنوانها (ما هو سبب تخلف المسلمين) .

(24) تحمس المسلمون للمقاطعــة الإقتصادية تحمساً كبيراً من تأثرهم وغيرتهـــم, ولو أن هؤلاء الغيورين تذكَّـــروا وذُكِّــــــــــروا بتركيز قضية العودة والتوبة ومقاطعـــــــــــــــة الذنـــوب!! وعلاقتها بعـز الأمة ونصرهـا لحصل توجه طيب في الأمة نحو ذلك بإذن الله. والذنوب هي أســــاس كل البلايا والذل والهوان والضعف والتخبط والتشتت الذي نعيشه.

(25)    يا مسلمون أما نخشى من النِقَــمِِِ  **    كم من قَِتيلٍ هوى والغيرُ في نغمِِ
         كم من نساءٍ ثُكالى عزَّ مُنجدُهــم    **   كم من سبايا وكم من ُيتــــَّـمٍ ودمِ
         يا مسلمون أفيقوا من رُقادكــــمُ  **     قبل المثولِ أمام اللهِ والنــــــــــدمِ
    من أبيات قصيدة مطلعها ( يا أمة الحقِ ليسَ اليومَ تبتسمــي!! ) كتبتها منذ سنوات أثناء مأساة البوسنة وأنا أرى أمة المليار مسلم التي سادت الأرض سابقا وقفت ذليلة عاجزة عن إنقاذ شعب مسلم يذبــــــح,بل الأدهى أنها وفي نفس الوقت تفرح بسفاسف الأمور وتلهو (رقص على الجراح) وتصـــــــــــــر على الذنوب, وكأنها لا تخشــــــــــــــــــــى مــــــن غضـــب الجبار وعقابــــــــــــــه في الدنيا وفي الآخرة.

(26) أستغرب عندما أسمع العديد من الأحبة الغيورين يدعون  في محننا  المتكررة في القنوت وغيره بالنصر للأمة وبالهزيمة لأعدائها بدون أن يدعون بوضوح عن إصلاح الأمة لحالها مع الله, وذلك لكي تتذكر الأمة وتعمل للتوبة من الذنوب والعودة إلى الله والتي هي أهم أسباب استجابة الدعاء. وحتى يكون ذلك حافزاً ومذكراً لكل الأمة لتحقيق أسباب وشروط النصر الذي سيمكنها من إيقاف ذبح الأعداء لأبنائها والانتصار لهم.
     وإن مما يتعين على المسلمين عندما يدعون الله في محنهم أن يدعوه وهم مقبلين بتوبة واستغفار وتذلل وخضوع وأوبة. ويتعيــــــــن على الأئمة أن يذكروا المسلمين بذلك, ولعل بدء صلاة الاستسقاء بالتذكير بالتوبة وما يتعين على الإمام من تذكير المسلمين بها خير شاهد على ذلك .
  ومن يتأمل واقع أمتنا الحالي ودعاءها المتكرر طلباً للنصر, ويتأمل آداب الدعاء وأسباب قبوله يدرك أن أحد أهم أسباب تأخر الاستجابة  هو واقع أمتنا المرير في البعد عن حقيقة دينها والتزام أوامره في كل الأمور.

(27) مما يلاحظ في هذا الجانب أيضا؛ ما حصل بعد بعض الأزمات التي عاشتها أمتنا من تركيز بعض الدعاة على الفتاوى والأحكام الخاصة بذلك الحدث أو التركيز علي كيد الأعداء مع ضعـــــــــــف  الاستفادة من الحدث لتذكير الأمة بوضوح وتركيز عن دائهــــــا الأساس . ولا شك أننا نحتاج بشدة إلى الفتاوى التي تبين لنا الحكم الشرعي في حدث معين وينبغي علينا توضيحها للأمة، ومن المهم أيضاً  تبيين مكر الأعداء وخطرهم, ولكن الأهــــــــــــــــــــــم علاج المرض الضخم الكبير الذي نتجت عنه كل تخبطات الأمة وانحرافاتها وتفرقها وتشتت آرائها وتوجهاتها وضعفها وذلها وتسلط الطغاة عليها وتمكن الأعداء منها ووضعها المأساوي الذي تعيشه,....ألا وهو عدم استقامتها على الإسلام كاملا وعدم عيشهـــــــــــــــا للدين حقيقةً لا خيالاً .

(28) كتب هذا المقال في 19 / 8 / 1422هـ الموافق 6 / 10 / 2001 م.

(29) من أفضل الكلمات التي عبرت عن مثل هذا اللهو عبارة ( رقـــــــص على الجـــــــــراح ) ، وهي عبارة ذكرتها الكاتبة يمان السباعي في كتابها القيم ( الراقصــــــون على جراحنـــــــــــا ) "من إصدار دار البشير بعمان".

الصفحة الرئيسة