صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







القرآن أولاً .. القرآن آبداً

بدر الثوعي
@badrTH_313


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


كم رأيت من شاد للثقافة منهك القوى ، قد احتطب من معارف الأرض سنين عددا ؛ ينقض ظهره بالكتب رجاء أن تدفئه في ليلة يجمد بها قلبه ، ويعلوه الجليد ، يعلل نفسه بعسى ؛ وعسى تفتح عمل اﻹنسان .

يدير عجلة أيامه بحثا عن الهداية ، فتارة تصيبه نشوة المعرفة ؛ فيقول : الهداية ثم ، وتارة يجثو على ركبتيه يائسا ، معترفا بعجزه وضعفه .

هذا السيل المعلوماتي الجرار أصاب بعض القناعات فمالت عند بعضهم ، واقتلعت من الجذور عند آخرين ، وصار سؤال الهداية حاضرا عند من يرجو الله والدار اﻵخرة .

أمسك مصحفك وتتبع آيات الهدى والهداية ؛ ستدلك أن للهداية طريقا معبدا غايته "القرآن" ، فقد وصفه الله -جل وعﻻ- في أكثر من موضع بأنه "هدى ورحمة " ، ووعد سالك طريقه بالهداية فقال " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " وقال " نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى " وفي وصف دقيق لمﻻمح الهداية كما يريدها الله قال " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله "

هذه البشرية كلها محتاجة لكتاب الله ولذلك أنزل الله هذا القرآن "هدى للناس" لكل الناس ، أنزله نورا تبدد ظلمات الكون الأعمى " وأنزلنا إليكم نورا مبينا * فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم " وقال "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السﻻم "

هذه الدنيا مفتقرة إلى العدل ؛ والعدل كل العدل في كتاب الله ، وما عداه فلن يخلو من ظلم وهوى " آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت ﻷعدل بينكم " وقال سبحانه " وأن احكم بينهم بما أنزل الله وﻻ تتبع أهواءهم " وقال "فاحكم بينهم بما أنزل الله وﻻ تتبع أهواءهم " وقال " تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين "

كتاب تﻻوته هداية وأمان من الكفر " وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه " وقال عز من قائل " وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله "

أعرفتم سر اقتران الهداية بالقرآن ؟ تحدثوني عن العطش المعرفي أحدثكم عن بئر تروي الصادي للحقيقة والمعرفة ؛ لكننا نكسل عن المتح منها ، أو نتغافل في أحوال أخرى .

ﻻ قيمة لموعظة خلت من اﻹنذار بالقرآن ؛ فالله سبحانه وصف القرآن بأنه "موعظة من ربكم " ، وتكرر الحديث عن اﻹنذار بالقرآن في سورة الأنعام وحدها ثﻻث مرات كما في قوله " وأوحي إلي هذا القرآن ﻷنذركم به ومن بلغ " وفي قوله "وأنذر به الذين يخافون " وفي قوله " وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر به أم القرى ومن حولها"

لذلك صرت أقول لكل من استنصحني بشأن البناء المعرفي والثقافي :

" يا صديقي ؛ القرآن أوﻻ .. القرآن أبدا "
 


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

منوعات الفوائد

  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية