صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كلمة صدق في جبهة النصرة

داود العتيبي
@dawood2002


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


في كل حدث سياسي أو رأي حادث ينقسم الناس طرفين ووسطا ، فمن أقصى اليمين إلى أقصى اليسار إلى المنتصف ، وليس بالضرورة أن يكون أهل الأعراف على حق ، بل ربما حالف الحق أهل اليمين ، لذلك الوسطية ليست ممدوحة في كل حال .

وفي مقالي السابق : إعلان الدولة الإسلامية وهم أم خيال ؟
http://saaid.net/arabic/689.htm

قسوت فيه بالعبارة على فكر القاعدة وعلى بعض آرائها فأوجد في الحال الثلاثة الأطراف الآنفة الذكر ...
وهذا التقسيم موجود قبل أن أكتب المقال فالقاعدة تاريخها قديم والناس في الحكم عليها مختلفون .
دعوني أبدأ بالصنف الأول وهم الذين يكرهون القاعدة للحق الذي معها ولا يريدون رفع راية الجهاد ولا مناكفة الصليبيين ولا صد الرافضة من علمانيين أو عملاء أو غير ذلك .
وهؤلاء القبْحى .. لهم كيد على الإسلام سابق وكيد على الجهاد لاحق ، فكيدهم على الجهاد من كيدهم على الإسلام .
هؤلاء الذين لا يريدون دولة الإسلام ولا حكم الشريعة بل رضوا بالدون والهوان وأكل الخنزير ودبغ جلود الكلاب، أنسوا برونق الديمقراطية ، وأناقة البيت الأبيض فشربوا كأس المذلة وأذاقوا شعوبهم منها .

والطرف المناقض لهم تماما وهم الصنف الثالث :
الذين يطبلون ويزمرون لكل ما يصدر عن القاعدة ولا يقبلون نصحا من غيرهم ، وإن جاءهم ناقد أو بصير مخالف رموه بما يشبه الكفر وهؤلاء أضر على القاعدة من الأولين ، لأن الأولين عداؤهم ظاهر والآخرين عداؤهم غير ظاهر فيحولون بين الحق وبين قبوله باعتراضهم وتسفيههم وربما تكفيرهم للمخالفين .
ويكثرون علينا من مقولة هي من تلبيس إبليس \" لا يفتي قاعد لمجاهد\" وهي مخالفة للكتاب والسنة والعقل ، وأما ما تلمزون به غيركم من أنهم أصحاب الفنادق ، فإن استمرار جهاد أرباب الخنادق تأتّى من دعم أصحاب الفنادق .
وأما الطرف الثاني وهم الوسطيون فهم الذين عرفوا الجهاد من محمد صلى الله عليه وسلم ولم يربطوه بشخص أو جماعة هنا أوهناك ، تراهم في كل مضمار في العلم أو الدعوة أو الجهاد يقاتلون ويقتلون ومظانّ الحق عند هذه الفئة .
ومن الجدير قراءة ما كتب هؤلاء وما رأوه في هذه الأحداث والتعلم منهم واقتباس أقوالهم والعمل بها .. بعيدا عن تأثير الجماعة .

واعذروني على المقدمة الطويلة التي جنحت بنا عن عنوان المقال إلا أنها تمهيد ضروري .

فعند نقدي للقاعدة هلل وكبر الكارهون لها وسب وشتم المغالون في حبها ، وأثنى وشكر المنصفون، وفهم بعض الناس مطاولتي لجبهة النصرة وقدحي بها قدحا يفرح أرباب الصليب وأحفاد القردة .
وأقول

أولا : في نظرتي الحالية : أفصل بين القاعدة وبين الجبهة التي من أفرادها القاعدة .

ثانيا :جبهة النصرة معرضة للخطأ ولا شك عندي أن إعلانها البيعة للظواهري خطأ عظيم وخروج عن النص ، لكن اسمحوا لي أن أقول كلمة صدق فيهم :
إذا ذكر الجهاد وإذا ذكرت التضحية والإقدام فاذكر جبهة النصرة، أرعبوا أعداء الله وحطموا أصنام النصيريين ومرغوا أنف حزب اللات ، هم أرفق الناس بالسوريين ولهم أكبر نصيب من الحب والولاء ، فتاريخهم حافل بالمحافل ، أكثر الكتائب طاعة وعبادة والتزاما ، لا ترى فيهم مدخنا ولا شاتما ، الآخرة إليهم أحب من الدنيا ، وتراب الجهاد آنس إليهم من عطر الأبكار .
إذا ذكر الموت أقدموا وإذا ذكرت الدنيا أحجموا ، في كل يوم يذهب من شجاعة قلوبهم شهداءُ بالعشرات وجرحى فوق ذلك ، زادُهم المصحف وفاكهتهم السواك .
وما والله نقدنا لها إلا حبا في تضحيتها .. ولو كنت أملك درهما واحدا لجعلته للجبهة .

ويكفيها شرفا أن أمريكا وبناتها جعلتهم في قائمة الإرهاب وهي شغلهم الشاغل ، وبنت الحرام دولة صهيون ترتجف وترتعد منهم وتقول يا ليتني كنت قبلها ترابا .
وكل ذلك أوجب عليها أن تكون أكثر حذرا فلا تفتح لأعدائها بابا مسدودا ولا ترمي لهم حبلا ممدودا .

وقد نقلت إلينا الأنباء عن قيام أمريكا وبعض الدول بتدريب مقاتلين مهرة ليس لهم شأن سوى تصيد هؤلاء المجاهدين وقنصهم واحدا واحدا ، وما أظن الاعتداء على رياض الأسعد واستشهاد بعض الأبطال هناك إلا من هذا القبيل .

لذا لزم لزوما ووجب وجوبا على جبهة النصرة الانخراط في المجتمع السوري والالتحام بالكتائب الأخرى وتفويت الفرصة على أعدائها الخارجيين والداخلين ، فقد أثبت التاريخ أن الحق إن لم يكن له مؤيدون صار هباء .

ألم يقل موسى عليه السلام \" هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري \"
وقال الله له \" سنشد عضدك بأخيك \" ؟
ألم يقل نبي الله لوط : \" لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد \" ؟
وأن لا تكون في معزل عن غيرها حتى لا يستنسر البغاث عليها .. عليها أن تشتت خصمها وتحول دون الاستفراد ، وأن تستيقظ من العملاء الأذكياء وقد زرعوا في كل مكان من سوريا ، فلا تستبعد أن يكون ذو اللحية المجاهد البكّاء في ظلمة الليل عميلا يهوديا لا يخاف الله ..

وقد نُكبت دولة العراق بمثل هذه الأمور كثيرا وللمزيد من الاطلاع على بعض اختراقات الجهاد والقاعدة أرجو النظر في مقال الباحث الفريد عبد الله بن محمد -صاحب حساب ( الشؤون الاستراتيجة ) في تويتر-
( حقيقة الاختراق في دولة العراق الإسلامية )
ومقاله الآخر :
( المسار الاستراتيجي لدولة العراق الإسلامية )
حتى تبصر حجم الاختراقات ، وأن إعلان دولة الإسلام في العراق والشام معا لا يستبعد أبدا أن يكون من قبيل تفتيت الجهاد ودعم المالكي وبشار الأسد .
هنالك جهود مشكورة وفعالة من قبل جبهة النصرة لتفادي أخطاء السابقين وهذا ملاحظ نريد أكثر من ذلك فنحن نريده جهادا عالميا غير محصور بفصيل دون فصيل، لا نريد أن تخسر الجبهةُ الحاضنةَ الشعبية المسلمة ولا العلماء والداعمين ، فما قوي الجهاد إلا بهؤلاء وفي تركهم للجهاد قتل له وموت كما حصل في أفغانستان .
جبهة النصرة تمنع التكفير من أفرادها وتعاقب كل من يكفر أو يصدر برأيه دون الرجوع إلى أهل العلم ، هذا جيد، نريد أكثر من ذلك، لا نريد انعزالكم عن ما يدور من حولكم فكريا وسياسيا .
أنا أظن أن سوريا هي الاختبار الآخير لعقلية القاعدة إما تحسين الوضع وتغيير بعض الملامح أو الذهاب إلى هامش التاريخ .
لا نريد بدايات حسنة ونهايات غير حسنة ، هذا أوان الإصلاح .

محب تراب المجاهدين : داود العتيبي
@dawood2002
https://www.facebook.com/syedalkwtirdawoodlotaibi

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

مقالات الفوائد

  • المقـالات
  • الصفحة الرئيسية