صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الفقهاء وأهل الأهواء

أمين الزهراني
@AminAlzahrani


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,,
أسوأ الناكسين حالاً فقيهٌ يتبع هواه!
أو صاحب هوى يتفقّه!
فصاحب الهوى إن قرأ القرآن بعين الهوى فسيتأول متشابه القرآن ليشبع هواه،،

قال سبحانه{فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}
لن يصعب على أهل الأهواء تأوّل الآية والحديث لتشرّب الفتنة ونشرها!!
صاحب الهوى قد يلوي نصوص متشابه القرآن لشرعنة هواه!
فإذا كان ذلك حال صاحب الهوى مع كتاب الله!
فكيف هو حاله لو بحث في كتب العلماء ووقع على شذوذاتهم!؟
بل كيف سيكون ضلاله لو قرأ في كتب أهل الأهواء أنفسهم؟!

وفي الحديث الذي رواه النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام..) متفق عليه

ذكر ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين عن شيخه ابن تيمية رحمهمها الله أنه قال:
" أنا مخيّر بين إفتائهم وتركهم، فهم لا يستفتون للدين بل لوصولهم إلى أغراضهم حيث كانت، ولو وجدوها عند غيري لم يجيئوا
إلي"

عندما يعلم المفتي سوء واقع المستفتي أو سوء نواياه
! حينها لا يُقبل منه إطلاق فتواه على عواهنها بطريقة يجعلها عرضة لاستغلال صاحب الهوى لترويج باطله وربما تجريد الفتوى من ضوابطها وواقعها الذي صدرت فيه!

أحد المعاصرين القائلين بإباحة الموسيقى، ولديه بحث في ذلك،،
رفض الخروج ببحثه في قنوات الإم بي سي وروتانا وشبيهاتها برغم إلحاحهم عليه مرات كثيرة,,
وعندما سُئل عن سبب رفضه!!

برر ذلك بعدة أمور:
- أن معظم ما يخرج في تلك القنوات ليس من قبيل الغناء الذي يراه مباحا!
- أن رواد تلك القنوات طلاب هوى وليسوا طلاب علم وحق!
- ليقينه أنهم يريدونه مطية لتمرير فجورهم المرفوض شرعاً وعقلاً وفطرة.!!

وهذا هو الفرق بين:
المجتهد الباحث عن الحق (حتى وإن أخطأ)..
وبين الجاهل طالب الشهرة صاحب الهوى..

بغض النظر عن مدى الإتفاق أو الإختلاف مع صاحب ذلك القول لكن المراد هنا الإشارة إلى جانب مهم يغفل عنه حتى بعض أصحاب الإجتهادات العلمية الصحيحة،،
وهو الغفلة والجهل بل وتجاهل حال المستفتي وواقعه،،

عندما يفتي شخصٌ ما بجواز بيع السلاح لسفاحٍ عُرف عنه الإجرام! فهنا المفتي لا يُعد مغفلاً فقط! بل يعد شريكاً في الجريمة..!!
إذ أن ذلك العلم والعقل الذي لا يُكسب صاحبه القدرة على التفريق بين المصلح والمفسد لا يمكن أن يُتّكأ عليه!!


أمرٌ آخر،،

عندما ينبرى البعض لمناكفة العلماء والمصلحين بحجة الخلاف الفقهي والغيرة على الدين!!
ولكن لا نرى تلك الغيرة والحمية مع أهل الباطل والظلمة المرتكبين للحرام الصريح!!
فهنا نجزم بوجود الخلل!!

وفي هذا المعنى قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي في تغريدة له:
"كان الفقهاء يَعرضون الخلاف ويجاهدون من يحارب الأصول، واليوم يُعرَض الخلاف على موائد محاربي الأصول يبنون فقه ضرار كما بنى أسلافهم مسجد الضرار"!!

فيا أيها المناكف للعلماء ولمجتمعنا المحافظ واللامز لهم بالتشدد!
عندما تشتعل غيرتك لأجل إثبات قضية خلافية وينتفض قلمك بسببها وتبذل تضحياتك لأجلها,,
وفي المقابل نفتقد تلك الإستماته وتلك الغيرة في القضايا التي لا خلاف فيها..
فهنا أعد النظر في واقعك..

عندما تستميت في الدفاع والتبرير لتيارٍ ما بسبب تبنيه لقولٍ فقهي (مختلف فيه) على حد زعمك.
وفي المقابل تتجاهل ارتكاب ذلك التيار للموبقات ( غير المختلف فيها)!
فهنا يحق لنا أن نتساءل..!!

حسناً!

رأينا اجتهادك وكتاباتك وتغريداتك التي حاولت من خلالها لمز المصلحين والدعاة وعلماء الأمة وإعلامها..
دعني أسلّم جدلاً بصحة ما تقول،،
فليتنا نسمع منك ألآن كلمة تنتقد فيها المفسدين والظلمة ودعاة الإنحلال وإعلامهم!

واجهت التشدّد كما زعمت!
فأين هي مواجهتك للإنحلال؟!

شهّرت بدعاة الفتنة كما تقول؟!
فأين هو تشهيرك بالظلمة!؟

رأينا مسارعتك في تتبع المشتبهات..!
فأين هي مسارعتك في الدفاع عن المحكمات..!؟

أيعقل أننا مجتمع ملائكي! ولا يوجد فيه أي مظهر من مظاهر التساهل والإنفلات الأخلاقي والظلم!!
أليس الفضاء الإعلامي المحلي مليئ بقنوات الطرب والرقص والإفساد!؟
إذاً ما بالنا افتقدنا قلمك حيالها إن كنت تزعم أن هدفك هو الدفاع عن الدين وعن مبادئك!!

أي مبادئ وغيرة هذه.. التي تتحرك في مواطن الخلاف!!
ولا تتحرك في مواطن الإجماع والإتفاق!!
أم أنه الهوى والإنتقام للنفس والبحث عن الشهرة!!

المؤمن الحق لا يجد صعوبة في تمييز القول الحق من القول الباطل،
ويكفي لمعرفة بطلان رأي ماً بالنظر للشريحة التي تردد ذلك الرأي أو تحتفي بصاحبه،

فيا من تُنشر مقالاتك في الإعلام الصهيوني!
و يلجأ إلى أقوالك الطغاة!
ويحتفي بمواقفك الغربيين!
ويسعى لإبرازك أهل الأهواء!
مبدين الرضى والإرتياح بشذوذك عن أمتك!
احذر وأعد النظر في مدى إعتزازك بدينك،
فقد أخبرنا سبحانه بما لا ريب فيه "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"

عندما تقوى بك شوكة "الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا"!
فحينها إحذر دخولك في وعيد "فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق".

عندما تثار حفيظتك بصغائر أخطاء علماء السنة..
ولا تبال بطوام علماء الشيعة فهنا لا تنتظر مني الثقة بحيادك.

عندما تقام حفلات التخوين والتعميم للتيارات الإسلامية بسبب خطأ فردي شاذ،،
وفي المقابل يتم غض الطرف عن الإرهاب الشيعي الممنهج وإعتباره أخطاء فردية،،
فهنا لا تنتظر من الناس أن ينظروا إلى ذلك التناقض بحسن نية..

ولا يزال البعض يتخذ من مناكفة الحركات الإسلامية والسلفية والصحوة منهجاً وديدناً محاولاً الإنسلاخ من ماضيه! حتى بدت من فمه البغضاء وما يخفي صدره أكبر..!
فصار يبغض كل مشروع يخرج بمظهر إسلامي حتى ولو كان مشروع الفضيلة والأخلاق والعدل؟!
لماذا؟
فقط لألّا يُبقي أي مشتركات تجمعه بالصحوة ودعاتها!
ولا يزال البعض يلمز أهل الدين ولباسهم حتى وقع في لمز الدين نفسه!
ولا يزال البعض يمارس رفض كل رأي يتبناه علماء الدين حتى وقع في رفض أحكام الله نفسها!
ولا يزال البعض يمارس السخرية بكلام العلماء حتى وقع في السخرية بكلام الله ورسوله!
ربما من حيث لا يشعر!

عندما يكون مشروع الإنسان فقط هو نسف الآخرين فهذا مؤشر على أنه بلا مشروع،،
وهي الحقيقة التي يعيشها معظم من يسمّى بالليبراليين! وصرح بها الأستاذ خالد الغنامي -أحد التائبين المنقلبين على التيار الليبرالي- في لقاءٍ تلفزيوني، حينما كرر أن الليبراليين العرب لا يملكون مشروعاً تنموياً وأن معظم جهودهم واهتماماتهم تتمحور حول المرأة والتشكيك بالدين ومناكفة أهل الدين فقط.

اللهم أرنا الحق حقّا وارزقنا اتباعه،،
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه،،
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

مقالات الفوائد

  • المقـالات
  • الصفحة الرئيسية