صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تغريدات من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم

أبو صالح

 
بسم الله الرحمن الرحيم


١- بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم والناس في جاهلية جهلاء، من مقالات يظنونها علما وهي جهل، وأعمال يحسبونها صلاحا وهي فساد.
٢- بعث الله النبي والناس في جاهلية جهلاء وغاية البارع منهم علما وعملا أن يحصل قليلا من العلم الموروث عن الأنبياء قد اشتبه عليهم حقه بباطله .
٣- وُسِم اليهود بالغضب وهم مقصرون عن الحق، وكفرهم أصله من جهة عدم العمل بعلمهم فهم يعلمون الحق ولا يتبعونه عملا أو لا قولا ولا عملا .
٤- وسم النصارى بالضلال وهم غالون في الحق وكفرهم من جهة عملهم بلا علم فيجتهدون في أصناف العبادات بلا شريعة من الله ويقولون على الله ما لا يعلمون
٥- قال بعض السلف: إن من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبّادنا ففيه شبه من النصارى
٦- أخبر عليه الصلاة والسلام أنه سيكون في أمته مضاهاة لليهود والنصارى، وهم أهل الكتاب، ومضاهاة لفارس والروم، وهم الأعاجم.
٧- علم بخبر الرسول الصدق أن في أمته قوم متمسكون بهديه الذي هو دين الإسلام محضا، وقوم منحرفون إلى شعبة من شعب اليهود، أو إلى شعبة من شعب النصارى
٨- لا يكفر الرجل بكل انحراف، بل وقد لا يفسق أيضا، بل قد يكون الانحراف كفرا، وقد يكون فسقا، وقد يكون معصية وقد يكون خطأ.
٩- الانحراف أمر تتقاضاه الطباع ويزينه الشيطان فلذلك أمر العبد بدوام دعاء الله سبحانه بالهداية إلى الاستقامةالتي لايهودية فيها ولانصرانية أصلا
١٠- مجانبة ومخالفة هدي الكفار من الكتابيين والأميين قاعدة عظيمة من قواعد الشريعة كثيرة الشعب وأصلا جامعا من أصولها كثير الفروع.
١١- قد عم التشبه بالكفار كثيرا من الناس حتى صاروا في نوع جاهلية . فنعوذ بالله من رين القلوب وهوى النفوس اللذين يصدان عن معرفة الحق واتباعه .
١٢- من وقر الإيمان في قلبه وخلص إليه حقيقة الإسلام وأنه دين الله الذي لا يقبل سواه؛ إذا نبه كانت حياة قلبه وصحة إيمانه توجب استيقاظه بأسرع تنبيه
١٣- قد يبتلى بعض المنتسبين إلى العلم وغيرهم بالحسد لمن هداه الله لعلم نافع أو عمل صالح وهو خلق مذموم مطلقا وفي هذا الموضع من أخلاق المغضوب عليهم
١٤- (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم ... الآية) ذم الله اليهود على ما حسدوا المؤمنين على الهدى والعلم
١٥- وصف الله المغضوب عليهم بأنهم يكتمون العلم تارة بخلا به وتارة اعتياضا عن إظهاره بالدنيا وتارة خوفا أن يحتج عليهم بما أظهروه منه .
١٦- ابتلي طوائف بكتم العلم إما بخلا وكراهة أن ينال غيرهم من الفضل مانالوه أو اعتياضا عنه برياسة أو مال ويخاف من إظهاره انتقاص رياسته أو نقص ماله
١٧- قد يكون طائفة قد خالف غيره في مسألة أو اعتزى إلى طائفة قد خولفت في مسألة فيكتم من العلم ما فيه حجة لمخالفه وإن لم يتيقن أن مخالفه مبطل
١٨- قال عبد الرحمن بن مهدي وغيره : أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم.
١٩- يبتلى الكثير فلايقبلون من الدين لا فقها ولا رواية إلاما جاءت به طائفتهم؛ والإسلام يوجب اتباع الحق مطلقا من غير تعيين شخص أو طائفة غير الرسول
٢٠- وصف الله اليهود بتحريف الكلم عن مواضعه وبلوي ألسنتهم بالكتاب والتحريف فسر بتحريف التنزيل وبتحريف التأويل ؛وقد ابتليت بذلك طوائف من هذه الأمة
٢١- تحريف التأويل كثير جدا وقد ابتليت به طوائف من الأمة
كما وقع كثير من الناس في تحريف التنزيل فيحرفون ألفاظ الرسول ويروون أحاديث بروايات منكرة
٢٢- ربما تطاول بعض الناس إلى تحريف التنزيل وإن لم يمكنه ذلك كما قرأ بعضهم وكلم الله موسى تكليما
٢٣- تطاول البعض إلى السنة بما يظن أنه من عند الله كالوضع أو إقامة مايظن أنه حجة في الدين وليس بحجة وهذا نوع من أخلاق اليهود وذمها في النصوص كثير
٢٤- قال تعالى عن النصارى(يا أهل الكتاب لاتغلوا في دينكم ولاتقولوا على الله إلا الحق)(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) إلى غير ذلك
٢٥- وقع الغلو في الأنبياء والصالحين في طوائف من الضلال حتى خالط كثيرا منهم من مذاهب الحلول والاتحاد ما هو أقبح من قول النصارى أو مثله أو دونه
٢٦- (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم الآية) فسره النبي بأنهم أحلوا الحرام فأطاعوهم وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم .
٢٧- كثير من أتباع المتعبدة يطيع بعض المعظمين عنده في كل ما يأمره به وإن تضمن تحليل حرام أو تحريم حلال .
٢٨- قال سبحانه (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) فكان الضالون بل والمغضوب عليهم يبنون المساجد على قبور الأنبياء والصالحين .
٢٩- نهى النبي أمته عن بناء المساجد على قبور الأنبياء والصالحين في غير موضع حتى في وقت مفارقته الدنيا ثم إن هذا قد ابتلي به كثير من هذه الأمة .
٣٠- دخل من مشابهة فارس والروم في هذه الأمة من الآثار الرومية والفارسية قولا وعملا مالا خفاء فيه على مؤمن عليم بدين الإسلام وبما حدث فيه .
٣١- وقعت الأمة في أمور تضارع طريق المغضوب عليهم أو الضالين لتتبين الضرورة إلى هداية الصراط المستقيم وأن ينفتح لك باب إلى معرفة الانحراف لتحذره
٣٢- الصراط المستقيم هو أمور باطنة في القلب من اعتقادات وإرادات وغير ذلك وأمور ظاهرة من أقوال وأفعال قد تكون عبادات وقد تكون أيضا عادات.
٣٣- بين الباطن والظاهر ارتباط ومناسبة فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أمورا ظاهرة وما يقوم بالظاهر من الأعمال يوجب للقلب شعورا وأحوالا.
٣٤- بعث الله رسوله بالحكمة وهي سنته والشرعة التي شرعها وشرع أعمالا وأقوالا مما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين وأمر بمخالفتهم في الهدي الظاهر
٣٥- أُمرنا بالمخالفة في الظاهر وإن لم يظهر للكثير مفسدة ذلك لأمور منها أنها تورث تناسبا وتشاكلا يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال وهذا محسوس
٣٦- المخالفة في الهدى الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال والانعطاف إلى أهل الهدى والرضوان.
٣٧- المخالفة في الهدي الظاهر توجب تحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين
٣٨- كلما كان القلب أتم حياة وأعرف بالإسلام كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطنا أو ظاهرا أتم وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين أشد
٣٩- مشاركة المغضوب عليهم والضالين في الهدي الظاهر توجب الاختلاط الظاهر حتى يرتفع التمييز ظاهرا بين المهديين المرضيين وبين المغضوب عليهم والضالين
٤٠- إن كان الهدي الظاهر من موجبات كفر المغضوب عليهم والضالين فإنه يكون شعبة من شعب الكفر فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع ضلالهم ومعاصيهم.
٤١- الأمر بموافقة قوم أو بمخالفتهم قد يكون لأن نفس قصد موافقتهم أو نفس موافقتهم مصلحة وكذلك نفس قصد مخالفتهم أو نفس مخالفتهم مصلحة.
٤٢- نحن ننتفع بنفس متابعتنا لرسول الله ﷺ والسابقين من المهاجرين والأنصار في أعمال لولا أنهم فعلوها لربما قد كان لا يكون لنا فيها مصلحة .
٤٣- نحن ننتفع بمتابعتنالرسول الله والمهاجرين والأنصار لما يورث ذلك من محبتهم وائتلاف قلوبنا بقلوبهم وإن كان ذلك يدعونا إلى موافقتهم في أمور أخرى
٤٤- قد نتضرر بموافقتنا الكافرين في أعمال لولا أنهم يفعلونها لم نتضرر بفعلها .
٤٥- قد يكون الأمربالموافقة والمخالفة لأن الفعل متضمن للمصلحة والمفسدة ولو لم يفعلوه فتكون موافقتهم دليلا على المفسدة ومخالفتهم دليلا على المصلحة
٤٦- الغالب اجتماع الحكمة من نفس الفعل الذي وافقناهم أو خالفناهم فيه ومن نفس مشاركتهم فيه وبهذا يعرف معنى النهي عن اتباعهم وموافقتهم مطلقا ومقيدا
٤٧- دلالة الكتاب على خصوص الأعمال وتفاصيلها إنما يقع بطريق الإجمال والعموم أو الاستلزام والسنة هي التي تفسر الكتاب وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه .
٤٨- (ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) دخل في الذين لا يعلمون كل من خالف شريعته
٤٩- (ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون)ماعليه المشركون من هديهم الظاهر الذي من موجبات دينهم الباطل وتوابع ذلك يهوونه وموافقتهم فيه اتباع لما يهوونه
٥٠- يفرح الكافرون بموافقة المسلمين في بعض أمورهم ويسرون به ويودون أن لو بذلوا مالا عظيما ليحصل ذلك
٥١- لو فرض أن فعل الكافرين ليس من اتباع أهوائهم فلا ريب أن مخالفتهم في ذلك أحسم لمادة متابعتهم في أهوائهم وأعون على حصول مرضاة الله في تركها
٥٢- موافقة الكافرين في فعلهم الذي ليس من اتباع أهوائهم قد تكون ذريعة إلى موافقتهم في غيره فإن من حام حول الحمى أوشك أن يواقعه
٥٣- متابعة من ينكرون بعض ما أنزل إلى الرسول فيما يختصون به من دينهم وتوابع دينهم اتباع لأهوائهم بل يحصل اتباع أهوائهم بما هو دون ذلك
٥٤- في آية البقرة ١٢٠ قال في الخبر ملتهم وفي النهي أهواءهم لأنهم لا يرضون إلا باتباع الملة مطلقا والزجر وقع عن اتباع أهوائهم في قليل أو كثير .
٥٥- من المعلوم أن متابعة اليهود والنصارى في بعض ما هم عليه من الدين نوع متابعة لهم في بعض ما يهوونه أو مظنة لمتابعتهم فيما يهوونه .
٥٦- من حكمة نسخ القبلة وتغييرها مخالفة الكافرين في قبلتهم ليكون ذلك أقطع لما يطمعون فيه من الباطل ومعلوم أن هذا المعنى ثابت في كل مخالفة وموافقة
٥٧- إن الكافر إذا اتبع في شيء من أمره كان له من الحجة مثل ما كان أو قريب مما كان لليهود من الحجة في القبلة.
٥٨- جنس مخالفة الكفار وترك مشابهتهم أمر مشروع وكلما بعد الرجل عن مشابهتهم فيما لم يشرع لنا كان أبعد عن الوقوع في نفس المشابهة المنهي عنها.
٥٩- ماعليه الكفار من الهدى والعمل هو من سبيل غير المؤمنين بل من سبيل المفسدين والذين لايعلمون وما يقدر عدم اندراجه في العموم فالنهي ثابت عن جنسه
٦٠- متابعة الكفار في هديهم هي من اتباع ما يهوونه أو مظنة لا تباع ما يهوونه وتركها معونة على ترك ذلك وحسم لمادة متابعتهم فيما يهوونه
٦١- بين الله أخلاق وصفات المنافقين ووعد المنافقين المظهرين للإسلام مع هذه الأخلاق والكافرين المظهرين للكفر نار جهنم وأمر نبيه بجهاد الطائفتين
٦٢- الكافر وهو المظهر للكفر أمره بين وإنما الغرض هنا متعلق بصفات المنافقين المذكورة في الكتاب والسنة فإنها هي التي تخاف على أهل القبلة
٦٣- وصف المنافقون بأن بعضهم من بعض لتشابه قلوبهم وأعمالهم وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى متوادون متوالون ما دام غرضهم مشتركا ثم يتخلى بعضهم عن بعض
٦٤- قال الله في المؤمنين بعضهم أولياء بعض لأن المؤمن يحب المؤمن وينصره بظهر الغيب وإن تناءت بهم الديار وتباعد الزمان بخلاف المنافق إذ ولاؤه لغرض
٦٥- الأعمال ثلاثة: مايقوم بالعامل ولايتعلق بغيره كالصلاة ومايعمله لنفع غيره كالزكاة ومايأمر غيره أن يفعله فيكون الغير هو العامل وحظه هو الأمر به
٦٦- المعروف اسم جامع لكل ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح
والمنكر اسم جامع لكل ما كرهه الله ونهى عنه
٦٧- قال تعالى عن المنافقين(ويقبضون أيديهم) يقبضونها عن الإنفاق في سبيل الله وعن كل خير؛ فأشار إلى النفع بالمال والبدن وقبض اليد عبارة عن الإمساك
٦٨- قال تعالى في المؤمنين (يؤتون الزكاة) فإن الزكاة وإن كانت قد صارت حقيقة شرعية في الزكاة المفروضة فإنها اسم لكل نفع للخلق من نفع بدني أو مالي
٦٩- قوله تعالى (ولهم عذاب مقيم) إشارة إلى ما هو لازم للكفار والمنافقين في الدنيا والآخرة من الآلام النفسية غما وحزنا وقسوة ظلمة قلب وجهلا .
٧٠- للكفر والمعاصي آلام عاجلة دائمة ولذا تجد غالبهم لايطيبون عيشهم إلا بما يزيل عقولهم ويلهي قلوبهم من تناول مسكر أو رؤية مله أو سماع مطرب ونحوه
٧١- (أولئك سيرحمهم الله)يُعجل للمؤمنين من الرحمة في قلوبهم وحلاوة الإيمان والسرور به وانشراح صدورهم وبالعلم النافع والعمل الصالح بما لايمكن وصفه
٧٢- فسادالدين يقع من جهة الشبهات بالاعتقاد الباطل والتكلم به كالبدع ونحوها أو من جهة الشهوات في العمل بخلاف الاعتقاد الحق وهو فسق الأعمال ونحوها
٧٣- كان السلف يقولون احذروا من الناس صنفين صاحب هوى قد فتنه هواه وصاحب دنيا أعمته دنياه
٧٤- كان السلف يقولون احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون
٧٥- العالم الفاجر يشبه المغضوب عليهم الذين يعلمون الحق ولا يتبعونه والعابد الجاهل يشبه الضالين الذين يعملون بغير علم
٧٦- وصف بعضهم أحمد بن حنبل فقال: رحمه الله ؛ عن الدنيا ما كان أصبره وبالماضين ما كان أشبهه أتته البدع فنفاها والدنيا فأباها
٧٧- وصف الله أئمة المتقين فقال: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) فبالصبر تترك الشهوات وباليقين تدفع الشبهات
٧٨- قوله(فاستمتعتم بخلاقكم)إشارة إلى اتباع الشهوات وهو داء العصاة، وقوله(وخضتم كالذي خاضوا)إشارة إلى اتباع الشبهات وهو داء المبتدعة وأهل الأهواء
٧٩- كثيرا ما يجتمع اتباع الشبهات واتباع الشبهات فقل من تجد في اعتقاده فسادا إلا وهو ظاهر في عمله.
٨٠- أخبر الله أن في هذه الأمة من استمتع بخلاقه كمااستمتعت الأمم قبلهم وخاض كالذي خاضوا وذمهم على ذلك وتوعدهم عليه ثم حضهم على الاعتبار بمن قبلهم
٨١- عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتا وهديا تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا!
٨٢- قال حذيفة: المنافقون الذين منكم اليوم شر من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله ﷺ قلنا وكيف قال أولئك كانوا يخفون نفاقهم وهؤلاء أعلنوه
٨٣- نهى النبي ﷺ عن الاختلاف الذي فيه جحد كل واحد من المختلفين مامع الآخر من الحق وعلل ذلك بأن من كان قبلنا اختلفوا فهلكوا
٨٤- أكثر الاختلاف بين الأمة الذي يورث الأهواء تجده من ضرب أن يكون كل واحد من المختلفين مصيبا فيما يثبته أو في بعضه مخطئا في نفي ما عليه الآخر
٨٥- أكثر الجهل إنما يقع في النفي الذي هو الجحود والتكذيب لا في الإثبات لأن إحاطة الإنسان بما يثبته أيسر من إحاطته بما ينفيه
٨٦- نهيت الأمة أن تضرب آيات الله بعضها ببعض لأن مضمون الضرب الإيمان بإحدى الآيتين والكفر بالأخرى إذا اعتقد أن بينهما تضادا إذ الضدان لا يجتمعان
٨٧- من أسباب الاختلاف المذموم فساد النية لما في النفس من بغي وحسد وإرادة علو في الأرض بالفساد فيحب لذلك ذم قول غيره أو فعله أو غلبته ليتميز عليه
٨٨- من أسباب الاختلاف المذموم حب قول من يوافقه في نسب أو مذهب أو بلد أو صداقة ونحوه لما في قيام قوله من حصول شرف ورئاسة له وما أكثر هذا وهذا ظلم
٨٩- من أسباب الاختلاف المذموم جهل المختلفين بحقيقة الأمر الذي يتنازعان فيه أو الجهل بالدليل الذي يرشد به أحدهما الآخر.
٩٠- من أسباب الاختلاف المذموم جهل أحد المختلفين بما مع الآخر من الحق في الحكم أو في الدليل وإن كان عالما بما مع نفسه من الحق حكما ودليلا.
٩١- الجهل والظلم هما أصل كل شر كما قال سبحانه (وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا )
٩٢- نجد لكثير من الأمة من الاختلاف اختلاف تنوع ما أوجب اقتتال طوائف منهم وهذا عين المحرم .
٩٣- تجد كثيرا من المختلفين اختلاف تنوع في قلبه من الهوى لأحد هذه الأنواع والإعراض عن الآخر أو النهي عنه ما دخل به فيما نهى عنه النبي ﷺ .
٩٤- اختلاف التنوع كل واحد من المختلفين مصيب فيه بلا تردد لكن الذم واقع على من بغى على الآخر فيه .
٩٥- قال عليه الصلاة والسلام(...إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا وإنما نزل يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه)
٩٦- كما ورد فإن أصل هلاك بني آدم إنما كان التنازع في القدر وعنه نشأ مذهب المجوس والصابئة ومذاهب كثير من مجوس هذه الأمة وغيرهم ممن عطل الشرائع
٩٧- لو فرض أن الناس لاتترك المشابهة المنكرة لكان في العلم بها معرفة القبيح والإيمان بذلك فإن نفس العلم والإيمان بما كرهه الله خير وإن لم يعمل به
٩٨- فائدة العلم والإيمان أعظم من فائدة مجرد العمل الذي لم يقرنه علم فعارف المعروف ومنكر المنكر خير من ميت القلب الذي لايعرف معروفا ولاينكر منكرا
٩٩- إنكار القلب هو الإيمان بأن هذا منكر وكراهته لذلك فإذاحصل هذا كان في القلب إيمان وإذا فقد القلب معرفة المعروف وإنكار المنكر ارتفع الإيمان منه
١٠٠- كون الناس لا يتركون المنكر ولا يعترفون بأنه منكر ليس مانعا من إبلاغ الرسالة وبيان العلم بل ذلك لا يسقط وجوب الإبلاغ ولا وجوب الأمر والنهي .
١٠١- قد قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام لست منهم في شيء وذلك يقتضي تبرؤه منهم في جميع الأشياء ومن تابع غيره في بعض أموره فهو منه في ذلك الأمر
١٠٢- إذا كان الله قد برأ رسوله من جميع أمورهم فالمتبع للرسول حقيقة يتبرئ منهم كتبرئه منهم ومن كان موافقا لهم كان مخالفا للرسول بقدر موافقته لهم
١٠٣- حذر النبي الصحابة أن يتلقوا أمرالله بماتلقاه به أهل الكتابين وأمرهم بالسمع والطاعة فشكر الله لهم ذلك فرفع عنهم الآصار التي كانت على من قبلهم
١٠٤- إن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يكره أن تؤتى معصيته وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يكره مشابهة أهل الكتابين في هذه الآصار والأغلال.
١٠٥- كان الرسول يكره مشابهة أهل الكتابين في هذه الآصار والأغلال فزجر أصحابه عن التبتل وقال لا رهبانية في الإسلام وأمر بالسحور ونهى عن المواصلة
١٠٦- كان الرسول يكره مشابهة أهل الكتابين في هذه الآصار والأغلال فقال فيما يعيب أهل الكتابين ويحذرنا عن موافقتهم فتلك بقاياهم في الصوامع .
١٠٧- عقدت الموالاة بين المهاجرين والأنصار وبين من آمن بعدهم وهاجر وجاهدإلى يوم القيامة والمهاجر من هجر مانهى الله عنه والجهاد باق إلى يوم القيامة
١٠٨- كل شخص يمكن أن يقوم به هذان الوصفان فكثير من النفوس اللينة يميل إلى هجر السيئات دون الجهاد والنفوس القوية قد تميل إلى الجهاد دون هجر السيئات
١٠٩- إنما عقد الله الموالاة لمن جمع بين الوصفين-هجر ما نهى الله عنه والجهاد- وهم أمة محمد ﷺ الذين آمنوا به إيمانا صادقا
١١٠- الموالاة والموادة وإن كانت متعلقة بالقلب لكن المخالفة في الظاهر أهون على المؤمن من مقاطعة الكافرين ومباينتهم
١١١- مشاركة الكفار في الظاهر إن لم تكن ذريعة أو سببا قريبا أو بعيدا إلى نوع ما من الموالاة والموادة فليس فيها مصلحة المقاطعة والمباينة.
١١٢- المشاركة في الظاهر إن لم تكن ذريعة أو سببا إلى نوع ما من الموالاة والموادة فإنها تدعو إلى نوع من المواصلة كما توجبه الطبيعة وتدل عليه العادة
١١٣- في حديث المخالفة في صبغ الشعر أمربمخالفتهم وذلك يقتضي أن يكون جنس مخالفتهم أمرا مقصودا للشارع فالمخالفة إما علة مفردة أو علة أخرى أو بعض علة
١١٤- المخالفة المطلقة تنافي الموافقة في بعض الأشياء أو في أكثرها على طريق التساوي لأنها ضد الموافقة المطلقة فيكون الأمر بأحدهما نهيا عن الآخر
١١٥- لا يقال إذا خالف في شيء ما فقد حصلت المخالفة كما لا يقال إذا وافقه في شيء ما فقد حصلت الموافقة
١١٦- المخالفة المطلقة لا تحصل بالمخالفة في شيء ما إذا كانت الموافقة قد حصلت في أكثر منه وإنما تحصل بالمخالفة في جميع الأشياء أو في غالبها
١١٧- المخالفة المطلقة ضد الموافقة المطلقة فلا يجتمعان بل الحكم للغالب
١١٨- نفس المخالفة للكفار في الهدى الظاهر مصلحة ومنفعة للمؤمنين لما في مخالفتهم من المجانبة والمباينة التي توجب المباعدة عن أعمال أهل الجحيم
١١٩- إنما يظهر بعض المصلحة في مخالفة الكفار لمن تنور قلبه حتى رأى ما اتصف به المغضوب عليهم والضالون من مرض القلب الذي ضرره أشد من ضرر أمراض البدن
١٢٠- الكفر بمنزلة مرض القلب أو اشد ومتى كان القلب مريضا لم يصح شيء من الأعضاء صحة مطلقة وإنما الصلاح أن لا تشابه مريض القلب في شيء من أموره
١٢١- فساد الأصل مؤثر في الفرع ومن انتبه لهذا قديعلم بعض حكمة ماأنزل الله فإن من في قلبه مرض قد يرتاب في الأمر بنفس المخالفة لعدم استبانته لفائدته
١٢٢- أعمال الكافر وأموره لا بد فيها من خلل يمنع أن تتم له منفعة بها ولو فرض صلاح شيء منها على التمام لاستحق ثواب الآخرة ولكنها إما فاسدة أو ناقصة
١٢٣- إذا كانت مخالفة الكفار سببا لظهور الدين فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله فتكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة
١٢٤- دلت الأحاديث على كثرة ماشرعه الله لنبيه من مخالفة اليهود وعلى أنه خالفهم في عامة أمورهم حتى قالوا مايريد أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه
١٢٥- مخالفة الكفار تارة تكون في أصل الحكم وتارة في وصفه
١٢٦- اجتناب مالم يشرع الله اجتنابه مقاربة لليهود وملابسة ما شرع الله اجتنابه مقاربة للنصارى وخير الهدي هدي محمد ﷺ
١٢٧- كل ما يفعله المشركون من العبادات ونحوها مما يكون كفرا أو معصية بالنية ينهى المؤمنون عن ظاهره وإن لم يقصدوا به قصدهم سدا للذريعة وحسما للمادة
١٢٨- أمر الجاهلية وفعلهم مذموم في دين الإسلام وإلا لم يكن في إضافة بعض المنكرات إلى الجاهلية ذم لها ومعلوم أن إضافتها إلى الجاهلية خرج مخرج الذم.
١٢٩- قوله سبحانه وتعالى (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) فإن ذلك ذم للتبرج وذم لحال الجاهلية الأولى وذلك يقتضي المنع من مشابهتهم في الجملة
١٣٠- قوله عليه الصلاة والسلام لأبي ذر رضي الله عنه لما عير رجلا بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية ذم لذلك الخلق ولأخلاق الجاهلية التي لم يجيء بها الإسلام
١٣١- قوله تعالى (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية) فإن إضافة الحمية إلى الجاهلية يقتضي ذمها فما كان أخلاقهم وأفعالهم فهو كذلك
١٣٢- من قام به شعبة كفر فلا يصير كافرا الكفر المطلق حتى تقوم به حقيقة الكفر ومن قام به شعبة إيمان فلا يصير مؤمنا حتى يقوم به أصل الإيمان وحقيقته
١٣٣- أمرنا بمنع الظالم وإعانة المظلوم ليتبين أن المحذور هو التعصب للطائفة مطلقا كفعل الجاهلية فأما نصرها بالحق من غير عدوان فحسن واجب أو مستحب
١٣٤- دلت الأحاديث على أن إضافة الأمر إلى الجاهلية يقتضي ذمه والنهي عنه وذلك يقتضي المنع من كل أمور الجاهلية
١٣٥- إن الرجل مع فضله وعلمه ودينه قد يكون فيه بعض الخصال المسماة بجاهلية ويهودية ونصرانية ولا يوجب ذلك كفره ولا فسقه كما في حديث أبي ذر
١٣٦- من لم يعلم الحق فهو جاهل جهلا بسيطا فإن اعتقد خلافه فهو جاهل جهلا مركبا فإن قال خلاف الحق عالما بالحق أو غير عالم فهو جاهل أيضا
١٣٧- من عمل بخلاف الحق فهو جاهل وإن علم أنه مخالف للحق؛ (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة) قال الصحابة كل من عمل سوءا فهو جاهل
١٣٨- العلم الحقيقي الراسخ في القلب يمتنع أن يصدر معه مايخالفه من قول أو فعل إلا بغفلة القلب عنه أو ضعفه عن مقاومة مايعارضه وهذا يناقض حقيقة العلم
١٣٩- الناس قبل البعثة كانوا في جاهلية منسوبة إلى الجهل فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنما أحدثه لهم جهال ويفعله جاهل وتلك الجاهلية العامة
١٤٠- كل ما يخالف ما جاء به المرسلون من يهودية ونصرانية فهي جاهلية
١٤١- بعد البعثة قد تكون الجاهلية المطلقة في مصر دون مصر كما في دار الكفار أو شخص دون شخص كالرجل قبل أن يسلم فإنه في جاهلية وإن كان في دار الإسلام
١٤٢- لا جاهلية في زمان مطلق بعد مبعث محمد ﷺ فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة
١٤٣- (أربع في أمتي من أمر الجاهلية ) (إنك امرؤ فيك جاهلية ) قد تقوم الجاهلية المقيدة في بعض ديار المسلمين وفي كثير من المسلمين
١٤٤- (ومبتغ في الإسلام سنة جاهلية)يدخل فيه كل جاهلية مطلقة يهودية أونصرانية أو وثنية أو ماانتزع منها فجميعها مبتدعها ومنسوخها صارت جاهلية بالبعثة
١٤٥- إذاكانت الشريعة قد جاءت بالنهي عن مشاركة الكفار في المكان الذي حل بهم فيه العذاب فكيف بمشاركتهم في الأعمال التي يعملونها واستحقوا بها العذاب
١٤٦- جميع ما يعمله الكفار مما ليس من أعمال المسلمين السابقين إما كفر وإما معصية وإما شعار لأحدهما وإما مظنة لهما وإما أن يخاف أن يجر إلى المعصية
١٤٧- متابعة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في أعمالهم أنفع وأولى من متابعتهم في مساكنهم ورؤية آثارهم
١٤٨- التشبه يعم من فعل الشيء لأجل أنهم فعلوه وهو نادر ومن تبع غيره في فعل لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذا عن ذلك الغير
١٤٩- من فعل الشيء واتفق أن الغير فعله ولم يأخذه أحدهما عن صاحبه ففي كونه تشبها نظر وقد ينهى عنه لئلا يكون ذريعة إلى التشبه ولما فيه من المخالفة
١٥٠- كره الإمام أحمد لباس أشياء كانت شعار الظلمة في وقته من السواد ونحوه
١٥١- مفارقة المسلم المشرك في اللباس أمر مطلوب للشارع كقوله فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت
١٥٢- لما كان الفرق بين الرجال والنساء مطلوبا ظاهرا وباطنا لعن ﷺ المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء وقال أخرجوهم من بيوتكم
١٥٣- وصف اليهود بقسوة القلوب ونهي عن مشابهتهم فيها وقد أخذ قوم من هذه الأمة ممن ينسب إلى علم أو دين من هذا بنصيب فنعوذ بالله من كل مايكرهه ورسوله
١٥٤- قال أبو موسى لقراء البصرة أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم
١٥٥ ( طويلة ولا يمكن اختصارها بدون خلل )- قال ابن مسعود: إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم فاخترعوا كتابا من عند أنفسهم اشتهته قلوبهم واستحلته أنفسهم وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون
١٥٦- مر أنس بن مالك رضي الله عنه بديار قد فنيت فقال :هؤلاء أهل ديار أهلكهم الله ببغيهم وحسدهم إن الحسد يطفئ نور الحسنات والبغي يصدق ذلك أو يكذبه
١٥٧- قال أنس بن مالك رضي الله عنه: العين تزني والكف والقدم والجسد واللسان والفرج يصدق ذلك أو يكذبه
١٥٧- التشديد يكون باتخاذ ماليس بواجب ولا مستحب بمنزلة الواجب والمستحب في العبادات واتخاذ ماليس بمحرم ولا مكروه بمنزلة المحرم والمكروه في الطيبات
١٥٨- التشديد على النفس ابتداء يكون سببا لتشديد آخر يفعله الله إما بالشرع وإما بالقدر .
١٥٩- كثيرا ما قد رأينا وسمعنا من كان يتنطع في أشياء فيبتلى أيضا بأسباب تشدد الأمور عليه في الإيجاب والتحريم مثل كثير من الموسوسين في الطهارات
١٦٠- كثير من الموسوسين في الطهارات إذا زادوا على المشروع ابتلوا بأسباب توجب حقيقة عليهم أشياء فيها عظيم مشقة ومضرة؛ فشددوا فشدد الله عليهم
١٦١- سنة الرسول التي هي الاقتصاد في العبادة وفي ترك الشهوات خير من رهبانية النصارى التي هي ترك عامة الشهوات والغلو في العبادات صوما وصلاة
١٦٢- الآصار هي الإيجابات الشديدة والأغلال هي التحريمات الشديدة فان الإصر هو الثقل والشدة وهذا شأن ما وجب والغل يمنع من الانطلاق وهذا شأن المحظور
١٦٣- (إياكم والغلو في الدين)عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال ؛ وهو مجاوزة الحد بأن يزاد في حمد الشيء أو ذمه على مايستحق ونحو ذلك.
١٦٣- النصارى أكثر غلوا في الاعتقادات والأعمال من سائر الطوائف وإياهم نهى الله عن الغلو في القرآن في قوله تعالى( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم)
١٦٤- (فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)
يقتضي أن مجانبة هديهم مطلقا أبعد عن الوقوع فيما به هلكوا وأن المشارك لهم في بعض هديهم يخاف عليه ذلك
١٦٥- حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن مشابهة من قبلنا في أنهم كانوا يفرقون في الحدود بين الاشراف والضعفاء وأمر أن يسوى بين الناس في ذلك
١٦٦- كثيرا من ذوي الرأي والسياسة يظن أن إعفاء الرؤساء من العقوبات أجود في السياسة فبين الرسول أن هلاك بني إسرائيل إنما كان في تخصيص هؤلاء بالعفو
١٦٧- التحذير منه ﷺ واللعن عن مشابهة أهل الكتاب في بناء المسجد على قبر الرجل الصالح صريح في النهي عن المشابهة في هذا
١٦٨- التحذير عن مشابهة أهل الكتاب في بناء المسجد على قبر الرجل الصالح دليل على الحذر عن جنس أعمالهم حيث لا يؤمن أن تكون سائر أعمالهم من هذا الجنس
١٦٩- قوله ﷺ كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع يدخل فيه كل ما كانوا عليه من العبادات والعادات مثل دعواهم ياآل فلان وأعيادهم وغير ذلك من أمورهم
١٧٠- أمر الجاهلية أي ما كانوا عليه مما لم يقره الإسلام أولم ينه في الإسلام عنه بعينه ولا يدخل فيه ما كانوا عليه في الجاهلية واقره الله في الإسلام
١٧١- من أصل دروس دين الله وشرائعه وظهور الكفر والمعاصي التشبه بالكافرين كما أن من أصل كل خير المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم
١٧٢- أصل كل خير المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم ولهذا عظم وقع البدع في الدين وإن لم يكن فيها تشبه بالكفار فكيف إذا جمعت الوصفين
١٧٣- لما غلبت المشابهة للكفار على الملوك مما خالفوا به هدي المسلمين ودخلوا فيما كرهه الله ورسوله سُلط عليهم الترك الكافرين ففعلوا مالم يجر مثله
١٧٤- من المعلوم أن تعظيم أعياد الكفار ونحوها بالموافقة فيها هو نوع من إكرامهم فإنهم يفرحون بذلك ويسرون به كما يغتمون بإهمال أمر دينهم الباطل
١٧٥- سألت إمرأة أبابكر رضي الله عنه:ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ قال بقاؤكم عليه ما استقامت لكم أئمتكم.
١٧٦- كل ما اتخذ من عبادة وقربة وطاعة مما كان أهل الجاهلية يتعبدون به ولم يشرع الله التعبد به في الاسلام وإن لم ينوه عنه بعينه فهو من عمل الجاهلية
١٧٧- قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: من بنى ببلاد المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة
١٧٨- ما من أحد له أدنى نظر في الفقه إلا وقد بلغه طائفة مما ذكره عامة علماء الإسلام في تعليل النهي عن أشياء بمخالفة الكفار أو مخالفة الأعاجم.
١٧٩- التأمل والنظر فيما ذكره عامة علماء الإسلام يورث علما ضروريا باتفاق الأئمة على النهي عن موافقة الكفار والأعاجم والأمر بمخالفتهم.
١٨٠- بُيِّن في الكتاب والسنة أن العبرة بالأسماء التي حمدها الله وذمها كالمؤمنين والكافرين والبر والفاجر والعالم والجاهل
١٨١- الفضل الحقيقي هو اتباع ما بعث الله به محمدا ﷺ من الإيمان والعلم باطنا وظاهرا فكل من كان فيه أمكن كان أفضل
١٨٢- إنما الفضل بالأسماء المحمودة في الكتاب والسنة كالإسلام والإيمان ونحو ذلك لابمجرد كون الإنسان عربيا أوعجميا أو أسود أو أبيض أو قرويا أو بدويا
١٨٣- إن الله جعل سكنى القرى يقتضي من كمال الإنسان في العلم والدين ورقة القلوب مالايقتضيه سكنى البادية هذا هو الأصل وإن جاز تخلف هذا المقتضى لمانع
١٨٤- البادية توجب من صلابة البدن والخلق ومتانة الكلام مالا يكون في القرى هذا هو الأصل وإن جاز تخلف هذا المقتضى لمانع
١٨٥- الخير كله أصله وفصله منحصر في العلم والإيمان وضد الإيمان إما الكفر الظاهر أو النفاق الباطن ونقيض العلم عدمه
١٨٦- كان العرب قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعله ليس عندهم علم منزل من السماء ولا شريعة موروثة عن نبي ولا هم مشتغلون بالعلوم العقلية
١٨٧- كان العرب كأرض جيدة لكنها معطلة أو قد نبت فيها المؤذي من الشجر وصارت مأوى السباع فإذا طهرت عن ذلك وازدرع فيها جاء فيها من الحرث مالا يوصف
١٨٨- بُعث محمد بالهدى الذي لم ولن يُجعل في الأرض أعظم منه فتلقاه العرب بعد مجاهدة ومعالجة فنقلهم عن الجاهلية والظلمات التي أحالت قلوبهم عن فطرتهم
١٨٩- لما تلقى العرب الهدى زالت الريون عن قلوبهم واستنارت به فأخذوه بالفطرة الجيدة فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم والكمال الذي أُنزل إليهم
١٩٠- لما طهر الهدى قلوب العرب صار السابقون الأولون أفضل الخلق بعد الأنبياء وصار أفضل الناس بعدهم من تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة من العرب والعجم
١٩١- إذا نهت الشريعة عن مشابهة الأعاجم دخل في ذلك ما عليه الأعاجم الكفار قديما وحديثا وما عليه الأعاجم المسلمون مما لم يكن عليه السابقون الأولون
١٩٢- يدخل في مسمى الجاهلية العربية ما كان عليه أهل الجاهلية قبل الإسلام وما عاد إليه كثير من العرب من الجاهلية التي كانوا عليها
١٩٣- كان الذين تناولوا العلم والإيمان من أبناء فارس إنما حصل ذلك بمتابعتهم للدين الحنيف بلوازمه من العربية وغيرها
١٩٤- من نقص من العرب إنما نقص بتخليهم عن متابعتهم للدين الحنيف بلوازمه من العربية وغيرها وإما بموافقتهم للعجم فيما جاءت السنة أن يخالفوا فيه
١٩٥- العادات لها تأثير عظيم فيما يحبه الله وفيما يكرهه لذا جاءت الشريعة بلزوم عادات السابقين في أقوالهم وأعمالهم وكراهة الخروج عنها من غير حاجة
١٩٦- نهي عن التشبه بالكفار من العجم وغيرهم لما يفضي إليه من فوت الفضائل التي جعلها الله للسابقين الأولين أو حصول النقائص التي كانت في غيرهم
١٩٧- الواجب على المسلم إذانظر في الفضائل أو تكلم فيها أن يسلك سبيل العاقل الذي غرضه أن يعرف الخير ويتحراه جهده وليس الفخر على أحد ولاالغمط من أحد
١٩٨- نهى الله على لسان رسوله عن نوعي الاستطالة على الخلق وهي الفخر والبغي فالمستطيل إن استطال بحق فقد افتخر وإن كان بغير حق فقد بغى وكلاهما لايحل
١٩٩- فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص فرب حبشي أفضل عند الله من جمهور قريش
٢٠٠- العبرة بما كان عليه السابقون الأولون فكل ما كان إلى هداهم أقرب فهو المفضل وكل ماخالفه فهو المخالف سواء كان المخالف عربي النسب أو عربي اللسان
٢٠١- شرع من قبلنا شرعا لنا مبني أن يثبت أنه شرع لهم بنقل موثوق كخبرالله أو رسوله أو ينقل بالتواتر ونحوه أما بمجرد قولهم أو كتبهم فلايجوز بالاتفاق
٢٠١- المخالفة تكون بعد ظهور الدين وعلوه كالجهاد وإلزامهم بالجزية والصغار فلما كان المسلمون في أول الأمر ضعفاء لم تشرع فلما كمل الدين وظهر شرعت
٢٠٢- لو أن المسلم بدار حرب أو دار كفر غير حرب لم يكن مأمورا بالمخالفة في الهدي الظاهر لما عليه في ذلك من الضرر
٢٠٣- قد يستحب للمسلم أو يجب عليه بدار حرب أو دار كفر غير حرب أن يشاركهم أحيانا في هديهم الظاهر لمصلحة دينية كدعوتهم والاطلاع على باطن أمرهم ونحوه
٢٠٤- في دار الإسلام والهجرة التي أعز الله فيها دينه وجعل على الكافرين بها الصغار والجزية ففيها شرعت المخالفة.
٢٠٥- إذا ظهرت الموافقة والمخالفة لهم باختلاف الزمان ظهرت حقيقة الأحاديث في الموافقة والمخالفة
٢٠٦- النبي ﷺ هو الذي كان له أن يوافقهم لأنه يعلم حقهم من باطلهم بما يعلمه الله إياه ونحن نتبعه فأما نحن فلا يجوز لنا ذلك
٢٠٧- أما نحن فلا يجوز لنا أن نأخذ شيئا من الدين عنهم لا من أقوالهم ولا من أفعالهم بإجماع المسلمين المعلوم بالاضطرار من دين الرسول ﷺ
٢٠٨- نهينا عن التشبه بهم فيما لم يكن سلف الأمة عليه فأما ما كانوا عليه فلا ريب فيه سواء فعلوه أو تركوه فإنا لا نترك أمر الله لأجل أن الكفار تفعله
٢٠٩- لانترك أمر الله لأجل أن الكفار تفعله مع أن الله لم يأمر بشيء يوافقونا عليه إلا ولابد فيه نوع مغايرة يتميز بها دين الله المحكم عما نسخ أو بدل
٢١٠- الكتاب والسنة والإجماع والآثار والاعتبار دلت على أن التشبه بالكفار في الجملة منهي عنه وأن مخالفتهم في هديهم مشروع إما إيجابا وإما استحبابا
٢١١- ما أُمرنا به من مخالفة الكفار مشروع سواء قصد فاعله التشبه بهم أو لم يقصد وكذلك ما نهينا عنه من مشابهتهم يعم ما إذا قصدت مشابهتهم أو لم تقصد
٢١٢- ما كان مشروعا في الشريعتين السابقتين أو ما كان مشروعا لنا وهم يفعلونه فهنا تقع المخالفة في صفة ذلك العمل وهذا كثير في العبادات وفي العادات
٢١٣- ما شرع من العبادات أو العادات أو كلاهما ثم نسخ بالكلية فموافقتهم فيه أقبح من موافقتهم فيما هو مشروع الأصل ولهذا كانت الموافقة في هذا محرمة
٢١٤- ماأحدثه الكفار من العبادات أو العادات أو كليهما فالموافقة فيه ظاهرة القبح فإنه لو أحدثه المسلمون لكان قبيحا فكيف إذا كان مما لم يشرعه نبي قط
٢١٥- كل ما كان من خصائصهم مما يتشابهون فيه من عبادة أو عادة أو كليهما مما لم يشرع لنا ولم يفعله سلفنا فهو من المحدثات في هذه الأمة ومن البدع
٢١٦- المشابهة منهي عنها في الجملة ولو كانت في السلف والبدعة منهي عنها ولو لم يفعلها الكفار فإذا اجتمع الوصفان صارا علتين مستقلتين في القبح والنهي
٢١٧- أعياد المشركين جمعت الشبهة والشهوة والباطل ولا منفعة فيها في الدين وما فيها من اللذة العاجلة فعاقبتها إلى ألم فصارت زورا وحضورها شهودها
٢١٨- إذا كان الله قد مدح ترك شهود أعياد المشركين الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع فكيف بالموافقة بزيادة من العمل الذي هو عمل الزور لا مجرد شهوده
٢١٩- العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك
٢٢٠- العيد يجمع أمورا منها يوم عائد كيوم الفطر
ومنها اجتماع فيه ومنها أعمال تجمع ذلك من العبادات أو العادات وقد يختص بمكان بعينه وقد يكون مطلقا
٢٢١- كل من هذه الأمور قد يسمى عيدا:الزمان كيوم الجمعه والاجتماع والأعمال والمكان كقبرالرسول وقد يكون اللفظ إسمالمجموع اليوم والعمل فيه وهو الغالب
٢٢٢- ورد نهي شديد عن فعل شيء من أعياد الجاهلية على أي وجه وأعياد الكفار من الكتابيين والأميين في الإسلام جنس واحد كما أن كفرهما سواء في التحريم
٢٢٣- أعياد الكتابيين التي تتخذ دينا وعبادة أعظم تحريما من عيد يتخذ لهوا ولعبا لأن التعبد بما يسخطه الله ويكرهه أعظم من اقتضاء الشهوات بما حرمه
٢٢٤- التعبد بما يسخطه الله ويكرهه أعظم من اقتضاء الشهوات بما حرمه ولهذا كان الشرك أعظم إثما من الزنا
٢٢٥- أعياد الكتابيين التي تتخذ دينا وعبادة أعظم تحريما من عيد يتخذ لهوا ولذا كان جهادهم أفضل من جهاد الوثنيين ومن قتلوه من المسلمين له أجر شهيدين
٢٢٦- أهل الكتابين أقروا على دينهم مع ما فيه من أعيادهم بشرط أن لا يظهروها ولا شيئا من دينهم أما الكفار من الأميين فلم يقروا
٢٢٧- إذاكانت أعيادالوثنيين قد حسمت خشية التدنس بشيء من أمر من آيس الشيطان أن يقيم أمرهم بالجزيرة فالخشية من التدنس بالكتابيين أشد والنهي عنه أوكد
٢٢٨- الخشية من تدنس المسلم بأوصاف الكتابيين الباقين أشد منه بالوثنيين والنهي عنه أوكد كيف وقد تقدم الخبر الصادق بسلوك طائفة من هذه الأمة سبيلهم
٢٢٩- منع الرسول أمته منعا قويا عن أعيادالكفار وسعى في دروسها وطموسها بكل سبيل وليس في إقرار أهل الكتاب على دينهم إبقاء لشيء من أعيادهم في حق أمته
٢٣٠- بالغ ﷺ في الأمر بمخالفة الكتابيين في كثير من المباحات وصفات الطاعات لئلا يكون ذلك ذريعة إلى موافقتهم في غير ذلك ولتكون حاجزا من سائر أمورهم
٢٣١- كلما كثرت المخالفة بينك وبين أهل الجحيم كان أبعد لك عن أعمال أهل الجحيم.
٢٣٢- ليس بعد حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته ونصحه لهم بأبي هو وأمي غاية وكل ذلك من فضل الله عليه وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون
٢٣٣- لولا أنه من دين المسلمين الذي تلقوه عن نبيهم المنع من مشاركة الكفار أعيادهم والكف عنه لوجب أن يوجد من بعضهم فعل بعض ذلك لوجود المقتضى لذلك
٢٣٤- منع الكفار من إظهار أعيادهم لما فيه من الفساد إما لأنها معصية أو شعار المعصية وعلى التقديرين فالمسلم ممنوع من المعصية ومن شعائر المعصية
٢٣٥ (بتصرف )- في مشاركة المسلم للكفار في أعيادهم أو فعلها تجرئة للكافر على إظهارها لقوة قلبه بالمسلم
٢٣٦- نهى عمر رضي الله عنه عن لسان الكفار وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم فكيف بفعل بعض أفعالهم أو بفعل ما هو من مقتضيات دينهم
٢٣٧- نهى عمر عن لسان الكفار ودخول الكنيسة؛ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة و بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم
٢٣٨- إذا كان السخط ينزل على الكفار يوم عيدهم بسبب عملهم كما ورد عن عمر رضي الله عنه فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد يعرض لعقوبة ذلك
٢٣٩- كُره أن يتعود الرجل النطق بغير العربية فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون
٢٤٠- اعتياد العربية يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا بينا ويؤثر في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق
٢٤١- لا ريب أن اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة أنه مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم
٢٤٢- الدين فيه فقه أقوال وأعمال ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله قال عمر: تعلموا العربية فإنها من دينكم.
٢٤٣- الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي جعلها الله لكل أمة كما ورد في الآيات فلافرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج
٢٤٤- الموافقة للكفار في جميع العيد موافقة في الكفر والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر
٢٤٥- الأعياد هي من أخص ماتتميز به بين الشرائع ومن أظهر شعائرها فالموافقة فيها موافقة في أخص وأظهر شرائع الكفر قد تنتهي إلى الكفر في الجملة وشروطه
٢٤٦- عيد الكفار شريعة من شرائع الكفر أو شعيرة من شعائره فحرمت موافقتهم فيها كسائر شعائر الكفر وشرائعه
٢٤٧- أهل الكتاب يقرون على دينهم المبتدع والمنسوخ بشرط أن يكونوا مستسرين به والمسلم لا يقر على دين مبتدع ولا منسوخ لا سرا ولا علانية
٢٤٨- إذا سوغ فعل القليل أدى إلى فعل الكثير ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه العوام وتناسوا أصله فيصير عادة حتى يكاد أن يفضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر
٢٤٩- اليهود تمنع أن ينسخ الله الشرائع أو يبعث رسولا بشريعة تخالف ماقبلها كما أخبر الله(سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها)
٢٥٠- النصارى واليهود في النسخ على النقيض فالنصارى تجيز لأحبارهم ورهبانهم شرع الشرائع ونسخها فلذلك لا ينضبط للنصارى شريعة محكمة مستمرة على الأزمان
٢٥١- لا بد أن نعرف المنكر معرفة تميز بينه وبين المباح والمعروف والمستحب والواجب لنتمكن من اتقائه واجتنابه كما نعرف المحرمات إذ الفرض علينا تركها
٢٥٢- من لم يعرف المنكر لا جملة ولا تفصيلا لم يتمكن من قصد اجتنابه والمعرفة الجملية كافية بخلاف الواجبات
٢٥٣- لما كان الفرض في الواجبات فعلها والفعل لا يتأتى إلا مفصلا وجبت معرفتها على سبيل التفصيل
٢٥٤- ما كان أصله مشروعا لنا والكفار يفعلونه فإنا نخالفهم في وصفه فأما مالم يكن في ديننا بحال فليس لنا أن نشابههم لا في أصله ولا في وصفه
٢٥٥- المشابهة تفضي إلى كفر أو معصية غالبا أو تفضي إليهما في الجملة وليس في هذا المفضى مصلحة وما أفضى إلى ذلك كان محرما فالمشابهة محرمة
٢٥٦- إن استقراء الشريعة يدل على أن ما أفضى إلى الكفر غالبا، وما أفضى إليه على وجه خفي، وما أفضى إليه في الجملة ولا حاجة تدعو إليه؛ فكل ذلك حرام
٢٥٧- العبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع
٢٥٨- من صرف نهمته وهمته إلى المشروع فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ويتم دينه به ويكمل إسلامه
٢٥٩- من أخذ من غير المشروع بعض حاجته قلت رغبته في المشروع لذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن حتى ربما يكرهه
٢٦٠- من أكثر من السفر إلى زيارة المشاهد ونحوها لا يبقى لحج البيت المحرم في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة
٢٦١- من أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع
٢٦٢- عظم النكير على من أحدث البدع وحذر منها لأنها لو خرج الرجل منها كفافا لا عليه ولا له لكان الأمر خفيفا بل لا بد أن توجب له فسادا في قلبه ودينه
٢٦٣- لا بد أن توجب البدع لمن أحدثها فسادا في قلبه ودينه ينشأ من نقص منفعة الشريعة في حقه إذا القلب لا يتسع للعوض والمعوض عنه
٢٦٤- اغتذاء القلب من الأعمال المبتدعة يمنع من الاغتذاء أو من كمال الاغتذاء بالأعمال النافعة الشرعية فيفسد عليه حاله من حيث لا يعلم
٢٦٤- لو أن رجلين أحدهما اجتمع اهتمامه بالمشروع والآخر مهتم بالمشروع وبغيره فتجد بالضرورة المتجرد للمشروع أعظم اهتماما به من المشرك بينه وبين غيره
٢٦٥- جبلت المخلوقات على التفاعل بين المتشابهين وكلما كانت المشابهة أكثر كان التفاعل في الأخلاق والصفات أتم حتى يؤول الأمر إلى أن لا يتميز أحدهما عن الآخر إلا بالعين فقط
٢٦٦- يتفاعل المتشابهون جبلة وكلما كثرت المشابهة كان التفاعل في الأخلاق والصفات أتم حتى يؤول الأمر إلى أن لا يتميز أحدهما عن الآخر إلا بالعين فقط
٢٦٧- المشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي.
٢٦٨- المشاركة في الهدي الظاهر توجب مناسبة وائتلافا وإن بعد المكان والزمان وهذا أمر محسوس
٢٦٩- مشابهة الكفار في الظاهر سبب ومظنة لمشابهتهم في الأخلاق والأفعال المذمومة بل في الاعتقادات وكل ماكان سببا إلى مثل هذا الفساد فإن الشارع يحرمه
٢٧٠- المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة
٢٧١- الاشتراك في نوع وصف كغربة أو صناعة أو ملك يوجد ألفة ومشابهة ورعاية بين المتصفين وهذا بموجب الطباع ومقتضاها إلا أن يمنع عن ذلك دين أو غرض خاص
٢٧٢- إذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة والموالاة فكيف في أمور دينية فإن إفضاءها إلى نوع من الموالاة والمحبة أكثر وأشد وتنافي الإيمان
٢٧٣- بين سبحانه أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه مستلزم لعدم ولاية الكفار فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأن عدم اللازم يقتضي عدم الملزوم
٢٧٤- أخبر سبحانه وتعالى أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرا فمن واد الكفار فليس بمؤمن
فالمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة
٢٧٥- ليس النهي عن خصوص أعياد الكفار بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك
٢٧٦- البعض قد يمنع من إحداث أشياء في أيام عيد الكفار ويقول لعياله أنا أصنع لكم في زمن آخر وإنما المحرك له وجود عيدهم فهذا من مقتضيات المشابهه
٢٧٧- يحال الأهل على عيد الله ورسوله ويقضي لهم فيه من الحقوق ما يقطع استشرافهم إلى غيره ومن أغضب أهله لله أرضاه الله وأرضاهم
٢٧٨- الضابط أنه لا يحدث في أيام أعياد الكفار أمر أصلا بل يجعل يوما كسائر الايام فقد نهى النبي ﷺ عن يومي لعب الجاهلية وعن الذبح بمكان عيد المشركين
٢٧٩- كما لا يتشبه بالكفار في الأعياد فلا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك بل ينهى عن ذلك فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب إجابة دعوته
٢٨٠- من أهدى للمسلمين هدية في أعياد الكفار مخالفة للعادة في سائر الأوقات لم تقبل هديته خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم
٢٨١- لا يبيع المسلم ما يستعين المسلمون به على مشابهة الكفار في عيدهم من الطعام واللباس ونحو ذلك لأن في ذلك إعانة على المنكرات
٢٨٢- نهي عن أعياد الكفار لسببين أحدهما أن فيها مشابهة لهم والثاني أنها من البدع
فما أحدث من المواسم والأعياد فهو منكر وإن لم يكن فيه مشابهة لهم
٢٨٣- من ندب إلى شيء يتقرب به إلى الله أو أوجبه بقوله أو فعله من غير أن يشرعه الله فقد شرع من الدين مالم يأذن به الله
٢٨٤- من اتبع من ندب إلى شيء يتقرب به إلى الله أو أوجبه بقوله أو فعله من غير أن يشرعه الله فقد اتخذه شريكا لله شرع له من الدين مالم يأذن به الله
٢٨٥- لا يجوز اتباع من قال أو عمل قولا أو عملا قد علم الصواب في خلافه وإن كان القائل أو الفاعل مأجورا أو معذورا
٢٨٦- لا يجوز اتباع المجتهد المخطئ في خطئه إذا كان مجتهدا الاجتهاد الذي يعفي فيه عن المخطئ ويثاب أيضا على اجتهاده
٢٨٧- (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا.. الآيه)فمن أطاع أحدا في دين لم يأذن به الله من تحليل أو تحريم أو استحباب أو إيجاب فقد لحقه من هذا الذم نصيب
٢٨٨- يلحق الذم من يبين له الحق فيتركه أو من قصر في طلبه حتى لم يتبين له أو أعرض عن طلب معرفته لهوى أو لكسل أو نحو ذلك
٢٨٩- عاب الله على المشركين شيئين أحدهما أنهم أشركوا به مالم ينزل به سلطانا والثاني تحريمهم مالم يحرمه الله عليهم
٢٩٠- أصل الضلال في أهل الأرض إنما نشأ من هذين إما اتخاذ دين لم يشرعه الله أو تحريم مالم يحرمه الله.
٢٩١- أعمال الخلق تنقسم إلى عبادات يتخذونها دينا ينتفعون بها في الآخرة أو في الدنيا والآخرة وإلى عادات ينتفعون بها في معايشهم
٢٩٢- الأصل في العبادات أن لا يشرع منها إلا ما شرعه الله ، والأصل في العادات أن لا يحظر منها إلا ما حظره الله.
٢٩٣- المعتبر في تخصيص عموم النهي عن البدع هو الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع نصا واستنباطا
٢٩٤- عادة بعض البلاد أو أكثرها وقول كثير من العلماء أو العباد أو أكثرهم ونحو ذلك ليس مما يصلح أن يكون معارضا لكلام الرسول ﷺ حتى يعارض به
٢٩٥- اعتقاد أن أكثر العادات المخالفة للسنن مجمع عليها بناء على أن الأمة أقرتها ولم تنكرها خطأ فلم يزل ولا يزال من ينهى عما خالف السنة من المحدثات
٢٩٦- لا يجوز دعوى إجماع بعمل بلد أو بلاد من بلدان المسلمين فكيف بعمل طوائف منهم
٢٩٧- إذا كان أكثر العلماء لم يعتمدوا على عمل علماء أهل المدينة وإجماعهم مع علمهم وإيمانهم بل رأوا السنة حجة عليهم كغيرهم فكيف يُعتمد على عادات
٢٩٨- كيف يعتمد العالم على عادات اعتادهاعامة أو من قيدته العامة أو قوم مترئسون بالجهالة لم يرسخوا في العلم ولايعدون من أولي الأمر ولايصلحون للشورى
٢٩٩- كيف يعتمد المؤمن العالم على عادات أكثر من اعتادها عامة أو قد دخل معهم فيها بحكم العادة قوم من أهل الفضل عن غير روية أو لشبهة
٣٠٠- المجادلة المحمودة إنما هي بإبداء المدارك وإظهار الحجج التي هي مستند الأقوال والأعمال.
٣٠١- ليس من المجادلة المحمودة إظهار الاعتماد على ما ليس هو المعتمد في القول والعمل فهذا نوع من النفاق في العلم والجدل والكلام والعمل
٣٠٢- لا يجوز حمل قوله ﷺ كل بدعة ضلالة على البدعة التي نهى عنها بخصوصها لأن هذا تعطيل لفائدة هذا الحديث
٣٠٣- لايجوز حمل (كل بدعة ضلالة) على المنهي عنها بخصوصها فإنه قد علم بالنهي عن الكفر والفسوق والمعاصي أنه قد أبيح محرم سواء كان بدعة أو لم يكن
٣٠٤- إذا كان لا منكر في الدين إلا مانهي عنه بخصوصه وما نهي عنه فهو منكر سواء كان بدعة أو لم يكن صار وصف البدعة عديم التأثير. قبحا؛ أو حسنا بعدمه
٣٠٥- البدعة والنهي الخاص بينهما عموم وخصوص فليس كل بدعة جاء عنها نهي خاص وليس كل ماجاء فيه نهي خاص بدعة فالتكلم بأحدهما وإرادة الآخر تلبيس وتدليس
٣٠٦- لو تأملت البدع التي نهي عنها بأعيانها وما لم ينه عنها بأعيانها وجدت هذا الضرب هو الأكثر واللفظ العام لايجوز أن يراد به القليل أو النادر
٣٠٧- لا يحل لأحد أن يقابل الكلمة الجامعة (كل بدعة ضلالة) بسلب عمومها وهو أن يقال ليست كل بدعة ضلالة فإن هذا إلى مشاقة الرسول أقرب منه إلى التأويل
٣٠٨- قصد التعميم المحيط ظاهر من نص رسول الله ﷺ بهذه الكلمة الجامعة (كل بدعة ضلالة) فلا يعدل عن مقصوده بأبي هو وأمي ﷺ
٣٠٩- البدعة في اللغة تعم كل ما فعل ابتداء من غير مثال سابق وأما البدعة الشرعية فكل مالم يدل عليه دليل شرعي
٣١٠- (كل بدعة ضلالة) لم يرد به كل عمل مبتدأ فإن دين الإسلام بل كل دين جاءت به الرسل فهو عمل مبتدأ وإنما أراد ما ابتديء من الأعمال التي لم يشرعها
٣١١- قال ﷺ (خذوا العطاء ما كان عطاء فإذا كان عوضا عن دين أحدكم فلا تأخذوه)
٣١٢- لما صار الأمراء يعطون مال الله لمن يعينهم على أهوائهم وإن كانت معصية كان من امتنع من أخذه متبعا لسنة رسول الله ﷺ
٣١٣- قد يجوز إحداث ماتدعو له الحاجة إذا كان السبب حدث بعد النبي لكن تركه من غير تفريط منا أو كان المقتضي لفعله قائما لكن تركه لمعارض قد زال بموته
٣١٤- ما لم يحدث سبب يحوج إليه أو كان السبب المحوج إليه بعض ذنوب العباد فهنا لا يجوز الإحداث
٣١٥- كل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله ﷺ موجودا لو كان مصلحة ولم يفعل يعلم أنه ليس بمصلحة
٣١٦- أما ما حدث المقتضي له بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم من غير معصية الخالق فقد يكون مصلحة
٣١٧- ما كان المقتضي لفعله موجودا لو كان مصلحة ومع هذا لم يشرع فتغيير للدين أدخله فيه من نسب إلى تغيير الدين من ملوك وعلماء وعباد أو من زل باجتهاد
٣١٨- كل مايبديه المحدث من المصلحة أو يستدل به من الأدلة قد كان ثابتا على عهد الرسول ﷺومع هذا لم يفعله فهذا الترك سنة خاصة مقدمة على كل عموم وقياس
٣١٩- المعصية لاتبيح إحداث أخرى بل الطريق في ذلك التوبة إلى الله وتتبع سنة نبيه وقد استقام الأمر وإن لم يستقم فلاتُسأل إلا عن عملك لا عن عمل الناس
٣٢٠- الشرائع أغذية القلوب فمتى اغتذت القلوب بالبدع لم يبق فيها فضل للسنن فتكون بمنزلة من اغتذى بالطعام الخبيث
٣٢١- إنما أحدث عامة الأمراء سياسات جائرة من أخذ أموال لا يجوز أخذها وعقوبات لا تجوز لأنهم فرطوا في المشروع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
٣٢٢- لو قبض الأمراء ما يسوغ قبضه ووضعوه حيث يسوغ وضعه طالبين بذلك إقامة دين الله لا رياسة أنفسهم لما احتاجوا إلى المكوس الموضوعة
٣٢٣- لو أقام الأمراء الحدود المشروعة على الجميع متحرين في ترغيبهم وترهيبهم للعدل الذي شرعه الله لمااحتاجوا إلى العقوبات الجائرة ولا إلى من يحفظهم
٣٢٤- إذاأقام العلماءالكتاب وفقهوا بيناته وهداه والعمل الصالح وأقاموا حكمة الله وهي سنة رسوله لوجدوا فيها من العلوم النافعة مايحيط بعلم عامة الناس
٣٢٥- إذاأقام العلماءالكتاب وفقهوا بيناته وهداه والعمل الصالح وأقاموا حكمة الله وهي سنة رسوله لميزوا حينئذ بين المحق والمبطل من جميع الخلق
٣٢٦- إذا أقيم الكتاب وفقهت بيناته وهداه والعمل الصالح وأقيمت السنة لاستغني بذلك عن الحجج الفاسدة التي يزعم مبتدعوها أنهم ينصرون بها أصل الدين
٣٢٧- إذا أقيم كتاب الله وفقهت بيناته وهداه والعمل الصالح وأقيمت السنة لاستغني بذلك عن الرأي الفاسد الذي يزعم القياسيون أنهم يتمون به فروع الدين
٣٢٨- ما كان من الحجج صحيحا ومن الرأي سديدا فذلك له أصل في كتاب الله وسنة رسوله فهمه من فهمه وحرمه من حرمه
٣٢٩- في إقامة الكتاب والسنة وفقه مافيهما من الحجج والهدى والعمل الصالح العلم النافع والتمييز بين المحق والمبطل والاستغناء عن الحجج والآراءالفاسدة
٣٣٠- من تعبد بما شرع الله من الأقوال والأعمال ظاهرا وباطنا وذاق طعم الكلم الطيب والعمل الصالح الذي بعث به الرسول وجد في ذلك ما يغني عما قد أحدث
٣٣١- إن لم يعلم النبي ﷺ الفضل لزمان معين ولا أصحابه ولا التابعون ولا سائر الأئمة امتنع أن نعلم نحن من الدين الذي يقرب إلى الله مالم يعلموه
٣٣٢- يمتنع أن يعلم النبي وأصحابه والتابعون والأئمة الفضل لزمان ولايسارعوا إليه أو يعلموا به مع توفر داعيهم على العمل الصالح وتعليم الخلق والنصيحة
٣٣٣- العمل المبتدع مستلزم إما لاعتقاد هو ضلال في الدين أو عمل دين لغير الله والتدين بالاعتقادات الفاسدة أو التدين لغير الله فلا يجوز
٣٣٤- لو قال الرجل أنا لاأعتقد الفضل لزمان فلا يمكنه مع التعبد إزالة الحال الذي في قلبه من التعظيم والإجلال والذي لاينشأ إلا بشعور من جنس الاعتقاد
٣٣٥- فعل البدع يناقض الاعتقادات الواجبة وينازع الرسل ما جاءوا به عن الله وتورث القلب نفاقا ولو كان نفاقا خفيفا
٣٣٦- من تدبر علم يقينا ما في حشو البدع من السموم المضعفة للايمان ولهذا قيل إن البدع مشتقة من الكفر
٣٣٧- ما يحصل من الفوائد في البدع إنما لما اشتملت عليه من المشروع في جنسه وحسن القصد في عبادة الله وطاعته ودعائه وعفو الله لاجتهاد صاحبه أو تقليده
٣٣٨- الفوائد الموجودة في البدع لا يمنع كراهتها والنهي عنها والاعتياض عنها بالمشروع الذي لا بدعة؛ بل اليهود والنصارى يجدون في عباداتهم أيضا فوائد
٣٣٩- المبتدعات لا بد أن تشتمل على شر راجح على الخير إذ لو كان خيرها راجحا لما أهملتها الشريعة و بدعيتها وموجب النهي عنها أن إثمها أكثر من نفعها
٣٤٠- يجب بيان حال البدع وأن لا يقتدى بمن استحلها ولو كان مجتهدا من أولي العلم والفضل الصديقين فمن دونهم وأن لا يقصر في طلب العلم المبين لحقيقتها
٣٤١- البدع مشتملة على مفاسد اعتقادية أو حالية مناقضة لما جاء به الرسول ﷺ وما فيها من المنفعة مرجوح لا يصلح للمعارضة
٣٤٢- إن كان فعل البدع قوم ذوو فضل فقد تركها قوم معتقدين كراهتها وأنكرها قوم والتاركون والمنكرون إن لم يكونوا أفضل ممن فعلها فليسوا دونهم في الفضل
٣٤٣- من مفاسد البدع أن القلوب تستعذبها وتستغني بها عن كثير من السنن حتى تجد كثيرا من العامة يحافظ عليها مالا يحافظ على الفرائض والسنن
٣٤٤- من مفاسد البدع أن تنقص بسببها العناية بالفرائض والسنن وتفتر الرغبة فيها فتجد الرجل يجتهد فيها ويخلص ويفعل فيها مالا يفعله في الفرائض والسنن
٣٤٥- من مفاسد البدع فوات مافي الفرائض والسنن من المغفرة والرحمة والرقة والطهارة والخشوع وإجابة الدعوة وحلاوة المناجاة فإن لم يفت كل ذلك فات كماله
٣٤٦- مما في البدع من المفاسد مصير المعروف منكرا والمنكر معروفا وما يترتب على ذلك من جهالة أكثر الناس بدين المرسلين وانتشار زرع الجاهلية
٣٤٧- من مفاسد البدع مسارقة الطبع إلى الانحلال من ربقة الاتباع وفوات سلوك الصراط المستقيم فالنفس فيها كبر فتحب أن تخرج من العبودية والاتباع ماأمكن
٣٤٨- قال أبو عثمان النيسابوري رحمه الله ما ترك أحد شيئا من السنة إلا لكبر في نفسه
٣٤٩- من مفاسد البدع أن ينسلخ القلب عن حقيقة الاتباع للرسول ويصير فيه من الكبر وضعف الايمان ما يفسد عليه دينه أو يكاد وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
٣٥٠- كمال محبة الرسول وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته باطنا وظاهرا ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان.
٣٥١- أكثر هؤلاء الحرصاء على أمثال هذه البدع كالمولد تجدهم فاترين في أمر الرسول عما أمروا بالنشاط فيه وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه
٣٥٢- عليك بأدبين:احرص على التمسك بالسنة باطنا وظاهرا في خاصتك وخاصة من يطيعك واعرف المعروف وأنكر المنكر، والثاني ادع الناس إلى السنة بحسب الإمكان
٣٥٣- لا تدعو إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه أو بترك واجب أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه
٣٥٤- إن وجد في البدعة من خير فعوض عنه من المشروع ما أمكنك إذ النفوس لا تترك شيئا إلا بشيء ولا ينبغي لأحد أن يترك خيرا إلا إلى مثله أو إلى خير منه
٣٥٥- كما أن الفاعلين للبدع معيبون قد أتوا مكروها فالتاركون أيضا للسنن مذمومون.
٣٥٦- تجدكثير ممن ينكر بدع العبادات مقصرا في فعل السنن من ذلك أو الأمر به ولعل حالهم أسوأ من حال من يأتي بتلك العادات المشتملة على نوع من الكراهة
٣٥٧- الدين هو فعل المعروف والأمر به وترك المنكر والنهي عنه ؛ ولا قوام لأحدهما إلا بصاحبه
٣٥٨- النفوس قد خلقت لتعمل لا لتترك وإنما الترك مقصودا لغيره فإن النفس إن لم تشتغل بعمل صالح وإلا لم تترك العمل السيء أو الناقص
٣٥٩- لما كان من الأعمال السيئة ما يفسد على النفوس العمل الصالح نهيت عنه حفظا للعمل الصالح
٣٦٠- حقيقة الدين والعمل بما جاءت به الرسل نظر المصالح الشرعية والمفاسد في الأفعال لتعرف ماينبغي من مراتب المعروف والمنكر لتقدم أهمها عند المزاحمة
٣٦١- معرفة مراتب المعروف والمنكر والدليل بحيث يقدم عند التزاحم أعرف المعروفين فيدعى إليه وينكر أنكر المنكرين ويرجح أقوى الدليلين فلخاصة العلماء
٣٦٢- الذي يجب تعلمه وتعليمه والأمر به وفعله سنة رسول الله ﷺ باطنها وظاهرها قولها وعملها في الأمور العلمية والعملية مطلقا على حسب مقتضى الشريعة
٣٦٣- أول مراتب الدين العمل الصالح المشروع الذي لا كراهة فيه وهو سنة الرسول والغالب على هذا أعمال السابقين من المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان
٣٦٤(لاحقة لما قبلها)- الثانية العمل الصالح من بعض وجوهه وهذه في المتأخرين ممن ينتسب إلى علم أو عبادة ومن العامة وهم خير ممن لا يعمل صالحا أو من عمله من جنس المحرم
٣٦٥- من تعبد ببعض العبادات المشتملة على نوع من الكراهة وترك جنس الشهوات قد يكون حاله خيرا من حال البطال الذي ليس فيه حرص على عبادة الله وطاعته
٣٦٦- المؤمن يعرف المعروف وينكر المنكر ولا يمنعه من ذلك موافقة بعض المنافقين له ظاهرا في المأمور به والمنهي عنه ولا مخالفة بعض علماء المؤمنين
٣٦٧- العبادات المشروعة التي تتكرر بتكرر الأوقات حتى تصير سننا ومواسم قد شرع الله منها ما فيه كفاية للعباد فاذا أحدث اجتماع زائد على هذه الإجتماعات معتاد كان ذلك مضاهاة لما شرعه الله وسنه
٣٦٨- شرع الله من العبادات التي تتكرر بتكرر الأوقات حتى تصير سننا ومواسم ما فيه كفاية فاذا أحدث زيادة عليها معتادة كان ذلك مضاهاة لما شرعه وسنه
٣٦٩- من أراد معرفة حقيقة الشرك وأنواعه وماكرهه الله ورسوله وأحوال المشركين في عبادتهم ليتبين له تأويل القرآن فلينظر سيرة النبي وأحوال العرب آنذاك
٣٧٠- أنكر النبي ﷺ مجرد مشابهة الكفار في اتخاذ شجرة يعكفون عليها معلقين عليها سلاحهم فكيف بما هو أطم من ذلك من مشابهة المشركين أو هو الشرك بعينه
٣٧١- البقاع التي لم ترد ويعتقد أن لها خصيصة ليس من الإسلام تعظيمها بأي نوع من التعظيم فإن تعظيم مكان لم يعظمه الشرع شر من تعظيم زمان لم يعظمه
٣٧٢- اعتقاد خصيصة لبقاع لم ترد ليس من الإسلام تعظيمها بأي نوع من التعظيم وتعظيم الأجسام بالعبادة عندها أقرب إلى عبادة الأوثان من تعظيم الزمان
٣٧٣- المشاهد الباطلة إنما وضعت مضاهاة لبيوت الله وتعظيما لما لم يعظمه الله وعكوفا على أشياء لا تنفع ولا تضر وصدا للخلق عن سبيل الله
٣٧٤- المشاهد الباطلة إنما وضعت صدا للخلق عن سبيل الله وهي عبادته وحده لاشريك له بما شرعه على لسان رسولهﷺ واتخاذها عيدا والاجتماع واعتياد قصدها
٣٧٥- العبادة والعمل بغير علم منهي عنه كما أن العبادة والعمل بما يخالف العلم منهي عنه.
٣٧٦- قد يحكى حكايات فيها تأثير مثل أن رجلا دعا عند أحد المشاهد فاستجيب له أو نذر لها فقضيت حاجته ونحوه وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام
٣٧٧- ربما قيست المشاهد على ما شرع الله تعظيمه من بيته والحجر الأسود وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في أهل الأرض
٣٧٨- إجابة الدعاء عند المشاهد قد يكون بسبب اضطرار الداعي وصدق التجائه وقد يكون سببه مجرد رحمة الله وقد يكون أمرا قضاه الله لا لأجل دعائه أو لأخرى
٣٧٩- قد يستجاب للكفارفيسقون وينصرون ويعافون ويرزقون مع دعائهم عند أوثانهم وتوسلهم بها(كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا)
٣٨٠- أسباب المقدورات فيها أمور يطول تعدادها وإنما على الخلق اتباع ما بعث الله به المرسلين والعلم بأن فيه خير الدنيا والآخرة
٣٨١- قبر النبي ﷺ أفضل قبر على وجه الأرض وقد نهى عن اتخاذه عيدا فقبر غيره أولى بالنهي كائنا من كان
٣٨٢- (ولا تتخذوا بيوتكم قبورا) أي لا تعطلوها عن الصلاة فيها والدعاء والقراءة فتكون بمنزلة القبور
٣٨٣- (لا تتخذوا قبري عيدا ولابيوتكم قبورا) أمر بتحري العبادة في البيوت ونهى عن تحريها عند القبور وهو عكس مايفعله المشركون من النصارى ومن تشبه بهم
٣٨٤- النصارى عظموا الأنبياء حتى عبدوهم وعبدوا تماثيلهم واليهود استخفوا بهم حتى قتلوهم والأمة الوسط عرفوا مقاديرهم فلم يغلوا فيهم ولم يجفوا عنهم
٣٨٥- ليس على المؤمن ولا له أن يطالب الرسل بتبيين وجوه المفاسد وإنما عليه طاعتهم (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله)
٣٨٦- إنما حقوق الأنبياء في تعزيرهم وتوقيرهم ومحبتهم محبة مقدمة على النفس والمال والأهل وإيثار طاعتهم ومتابعة سننهم ونحو ذلك من الحقوق
٣٨٦- عامة من يشرك بالأنبياء شركا أكبر أو أصغر يترك ما يجب عليه من طاعتهم بقدر ما ابتدعه من الإشراك بهم
٣٨٧- من فقه في دين الله يتبين له ما جاءت به الحنفية من الدين الخالص لله وعلم كمال سنة إمام المتقين في تجريد التوحيد ونفي الشرك بكل طريق
٣٨٨- من تأمل كتب الآثار وعرف حال السلف تيقن قطعا أن القوم ماكانوا يستغيثون عند القبور ولا يتحرون الدعاء عندها أصلا بل كانوا ينهون عن ذلك من يفعله
٣٨٩- (ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله) فإذا لم يشرع الله الدعاء عند المقابر فمن شرعه فقد شرع من الدين مالم يأذن به الله
٣٩٠- من جعل من الدين العبادة عند المقابر واستحباب قصدالدعاء عندها وفضله فقد أشرك بالله مالم ينزل به سلطانا وقال عليه مالايعلم إذ لم ينزل حجة بذلك
٣٩١- (قل إنما حرم ربي الفواحش.. الآية) (وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا) ما أحسن قول الله مالم ينزل به سلطانا لئلا يحتج بالمقاييس والحكايات
٣٩٢- الابتهال الذي يفعله القبوريون إذا فعله المخلصون لم يرد المخلصون إلا نادرا ولم يستجب للقبوريين إلا نادرا
٣٩٣- (ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث... الحديث) فالمخلصون لا يزالون في دعائهم بخير
٣٩٤- القبوريون إذا استجيب لهم نادرا فإن أحدهم يضعف توحيده ويقل نصيبه من ربه ولايجد في قلبه من ذوق طعم الإيمان وحلاوته ماكان يجده السابقون الأولون
٣٩٥- لا يحصل بالأسباب المحرمة لا خير محض ولا غالب ومن كان له خبرة بأحوال العالم وعقل تيقن ذلك يقينا لا شك فيه
٣٩٦- طريقة الأنبياءأمر الخلق بما فيه صلاحهم ونهيهم عمافيه فسادهم ولايشغلونهم بالكلام في أسباب الكائنات فذلك كثير التعب قليل الفائدة أو موجب للضرر
٣٩٧- مثل النبيﷺ كطبيب رأى المريض فعلم مرضه فقال له اشرب كذا واجتنب كذا ففعل فشفي والمتفلسف يطول الكلام في سبب المرض وصفته مع عدم علم بما يشفي منه
٣٩٨- يكفي العاقل أن يعلم أن ما سوى المشروع لا يؤثر بحال فلا منفعة فيه أو أنه وإن أثر فضرره أكثر من نفعه
٣٩٩- كم من عبد دعا دعاء غير مباح فقضيت حاجته في ذلك الدعاء وكانت سبب هلاكه في الدنيا والآخرة
٤٠٠- قد يسأل العبد ما لا تصلح له مسألته كما فعل خلق كثير دعوا بأشياء فحصلت لهم وكان فيها هلاكهم
٤٠١- قد يسأل العبد على الوجه الذي لا يحبه الله كالمعتدين فهو سبحانه لا يحب المعتدين في صفة الدعاء ولا في المسئول وإن كانت حاجتهم قد تقضى فتنة لهم
٤٠٢- يبلغ كثير أن بعض الصالحين عبدوا عبادة أو دعوا دعوة ووجدوا أثر ذلك فيجعلون ذلك دليلا على استحسان ذلك ويجعلونه سنة كأنه قد فعله نبي وهذا غلط
٤٠٣- إنما يثبت استحباب الأفعال واتخاذها دينا بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ وما كان عليه السابقون الأولون وما سوى ذلك من الأمور المحدثة فلا يستحب
٤٠٤- إنما يثبت استحباب الأفعال بالكتاب والسنة وما كان عليه السابقون أما المحدثات فلا يستحب وإن اشتملت على فوائد فإن مفاسدها راجحة على فوائدها
٤٠٥- قد يغلب الحب أو البغض لأشخاص فيدعو أحدهم لأقوام وعلى أقوام بما لا يصلح فيستجاب له ويستحق العقوبة على ذلك الدعاء كما يستحقها على سائر الذنوب
٤٠٦- إن لم يكن للمذنب ما يمحو من توبة أو حسنات ماحية أو شفاعة غيره أو غير ذلك فقد يعاقب إما بأن يسلب طعم الإيمان وحلاوته أو عمل الإيمان أو أصله
٤٠٧- من العقوبة سلب ماعند المذنب من ذوق طعم الإيمان وحلاوته أو يسلب عمل الإيمان فيصير فاسقا أو يسلب أصل الإيمان فيكون كافرا منافقا أو غير منافق
٤٠٨- الكرامة في الحقيقة ما نفعت في الآخرة أو نفعت في الدنيا ولم تضر في الآخرة
٤٠٩- ما ينعم به الله على بعض الكفار والفساق من الرياسات والأموال في الدنيا فإنها إنما تصير نعمة حقيقية إذا لم تضر صاحبها في الآخرة
٤١٠- الأدعية المحرمة ونحوها محرمة لما فيها من الفساد الذي يربو على منفعتها
٤١١- حصول الغرض من الأدعية المحرمة ونحوها فتنة في حق من لم يهده الله وينور قلبه فيفرق بين أمر التكوين وأمر التشريع ويفرق بين أمر القدر وأمر الشرع
٤١٢- أقسام الأمور ثلاثة: أحدها: أمور قدرها الله وهو لا يحبها ولا يرضاها فإن الأسباب المحصلة لهذه تكون محرمة موجبة لعقابه
٤١٣- القسم الثاني من الأمور: أمور شرعها فهو يحبها من العبد ويرضاها ولكن لم يعنه على حصولها فهذه محمودة عنده مرضية وإن لم توجد
٤١٤- القسم الثالث من الأمور: أن يعين الله العبد على ما يحبه منه
٤١٥- ما كان من الدعاء غير المباح ذا أثر فهو من باب الإعانة لا العبادة كدعاء سائر الكفار والمنافقين والفساق
٤١٦- من رحمة الله أن الدعاء المتضمن شركا لايحصل به الغرض إلا في الأمور الحقيرة فأما الأمورالعظيمة كإنزال الغيث وكشف العذاب فلا ينفع فيه هذا الشرك
٤١٧- كون المطالب العظيمة لايستجيب فيها إلا الله يدل على توحيده وقطع شبهة المشرك وأن حصول مادون هذا إنما هو منه وحده وإن جرت بأسباب محرمة أو مباحة
٤١٨- خلق الله للسموات والأرض والرياح والسحاب وغير ذلك من الأجسام العظيمة يدل على وحدانيته وأنه خالق كل شيء وأن ما دون هذا بأن يكون خلقا له أولى
٤١٩- خلق الله للأجسام العظيمة يدل على أن ما دون هذا بأن يكون خلقا له أولى إذ هو حاصل عن مخلوقاته العظيمة فخالق السبب التام خالق للمسبب لا محالة
٤٢٠- قد جعل الله الخير كله في أنا لا نعبد إلا إياه ولا نستعين إلا إياه وعامة آيات القرآن تثبت هذا الأصل الأصيل العظيم الذي هو أصل الأصول
٤٢١- الدعاء سبب لحصول الخير المطلوب أو غيره كسائر الأسباب المقدرة والمشروعة وسواء سمي سببا أو شرطا أو جزءا من السبب فالمقصود هنا واحد
٤٢٢- إذا أراد الله بعبد خيرا ألهمه دعاءه والاستعانة به وجعل استعانته ودعاءه سببا للخير الذي قضاه له كما أنه إذا أراد أن يشبع عبدا ألهمه أن يأكل
٤٢٣- إذا أراد الله تعالى أن يتوب على عبد ألهمه أن يتوب فيتوب عليه وإذا أراد أن يرحمه ويدخله الجنة يسره لعمل أهل الجنة
٤٢٤- المشيئة الإلهية اقتضت وجود الخيرات بأسبابها المقدرة لها كما اقتضت دخول الجنة بالعمل الصالح والعلم بالتعلم فمبدأ الأمور من الله وتمامها عليه
٤٢٥- العبد نفسه ليس هو المؤثر في الرب أو في ملكوت الرب بل الرب سبحانه هو المؤثر في ملكوته وهو جاعل دعاء عبده سببا لما يريده سبحانه من القضاء
٤٢٦- غالب الأدعية التي ليست مشروعة لاتكون هي السبب في حصول المطلوب ولا جزءا منه ولا يعلم ذلك بل لا يتوهم إلا وهما كاذبا كالنذر سواء(لا يأتي بخير)
٤٢٧- النذر ليس من الأسباب الجالبة لخير أو الدافعة لشر وإنما يوافق القدر موافقة كما توافقه سائرالأسباب فيخرج من البخيل حينئذ مالم يكن يخرجه من قبل
٤٢٨- أخبر الصادق المصدوق أن نذر طاعة الله فضلا عن معصيته ليس سببا لحصول الخير وإنما الخير الذي يحصل للناذر يوافقه موافقة كما يوافق سائر الأسباب
٤٢٩- مجرد اقتران الشيء بالشيء بعض الأوقات مع انتقاضه ليس دليلا على العلة باتفاق؛ إذا كان هنالك سبب آخر صالح إذ تخلف الأثر عنه يدل على عدم العلية
٤٣٠- إن كان الاقتران دليلا على العلة فالانتقاض دليل على عدمها
٤٣١- إحالة حدوث الحادث على ما علم من الأسباب التي لا يحصيها إلا الله أولى من إحالته على ما لم يثبت كونه سببا
٤٣٢- افترق الناس في الأسباب على ثلاث فرق مغضوب عليهم وضالون والذين أنعم الله عليهم
٤٣٣- المغضوب عليهم يطعنون في الأسباب المشروعة وغير المشروعة ويقولون الدعاء المشروع قد يؤثر وقد لا يؤثر ويتصل بذلك دلالة الآيات على تصديق الأنبياء
٤٣٤- الضالون يتوهمون في كل مايتخيل سببا والمتكايسون من المتفلسفة يحيلون ذلك على أمور فلكية وقوى نفسانية وأسباب طبيعية يدورون حولها لا يعدلون عنها
٤٣٥- المهتدون لا ينكرون ما خلقه الله من القوى والطبائع في جميع الأجسام والأرواح إذ الجميع خلق الله لكنهم يؤمنون بما وراء ذلك من قدرة الله
٤٣٦- المهتدون يؤمنون أن إجابة الله للمؤمن خارجة عن قوة نفس العبد وتصرف جسمه وروحه وبأن الله يخرق العادات لأنبيائه لحكم كإظهار صدقهم وإكرامهم بذلك
٤٣٧- المهتدون لا يلتفتون إلى الأوهام التي دلت الأدلة العقلية أو الشرعية على فسادها ولا يعملون بما حرمته الشريعة وإن ظُنَّ أن له تأثيرا
٤٣٨- كل مايظن أنه سبب لحصول المطالب مما حرمته الشريعة من دعاء أو غيره لابد فيه من أحد أمرين إماأن لايكون سببا صحيحا وإماأن يكون ضرره أكثر من نفعه
٤٣٩- ماكان سببا صحيحا منفعته أكثر من مضرته فلا ينهى عنه الشرع بحال وكل مالم يشرع من العبادات مع قيام المقتضي لفعله بلا مانع فإنه من باب النهي عنه
٤٤٠- تجد أكثر المؤمنين قد دعوا الله وسألوه أشياء أسبابها منتفية في حقهم فأحدثت لهم على وجه يوجب العلم تارة والظن الغالب أخرى أن الدعاء هو السبب
٤٤١- أما اعتقاد تأثير الأدعية المحرمة فعامته إنما نجد اعتقاده عند أهل الجهل الذين لا يميزون بين الدليل وغيره ولايفهمون ما يشترط للدليل من الاطراد
٤٤٢- اعتقاد تأثيرالأدعية المحرمة إنما يقع في أهل الظلمات من الكفاروالمنافقين أو ذوي الكبائر ممن أظلمت قلوبهم بالمعاصي فلا يميزون بين الحق والباطل
٤٤٣- ما أحسن ما قال مالك لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها
٤٤٤- كلما ضعف تمسك الأمم بعهود أنبيائهم ونقص إيمانهم عوضوا عن ذلك بما أحدثوه من البدع والشرك وغيره
٤٤٥- كيف يجوز أن يكون الدعاء عند القبور أجوب وأفضل والسلف تنكره ولا تعرفه وتنهى عنه ولا تأمرنا به
٤٤٦- من كانت له نية صالحة أثيب على نيته وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع إذا لم يتعمد مخالفة الشرع.
٤٤٧- إن الخلق لم ينهوا عن الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد استهانة بأهلها بل لما يخاف عليهم من الفتنة وإنما تكون الفتنة إذا انعقد سببها
٤٤٨- كون قبور الأنبياء والصالحين لها عند الله حرمة وكرامة لا يقتضي استحباب الصلاة أو قصد الدعاء والنسك عندها لما فيه من مفاسد حذر منها الشارع
٤٤٩- (لا تتخذوا قبري عيدا) اعتياد قصد المكان المعين في وقت معين عائد بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع هو بعينه معنى العيد وينهى عن دق ذلك وجله
٤٥٠- ينبغي محبة فضلاء الأمة واتباعهم وإحياء ما أحيوه من الدين والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والرضوان أما اتخاذ قبورهم أعيادا فمما حرمه الله ورسوله
٤٥١- ما علمت أحدا من علماء المسلمين يقول إن الذكر عند القبور أو الصيام والقراءة أفضل منه في غير تلك البقعة
٤٥٢- اعلم أن المقبورين من الأنبياء والصالحين المدفونين يكرهون ما يفعل عندهم كل الكراهة كما أن المسيح يكره ما يفعله النصارى به
٤٥٣- لا يحسب المسلم أن النهي عن اتخاذ القبور أعيادا وأوثانا فيه غض من كرامة أصحابها بل هو من باب إكرامهم فالقلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن
٤٥٤- تجد أكثر هؤلاء العاكفين على القبور معرضين عن سنة ذلك المقبور وطريقه مشتغلين بقبره عما أمر به ودعا إليه
٤٥٥- من كرامة الأنبياء والصالحين أن يتبع ما دعوا إليه من العمل الصالح ليكثر أجرهم بكثرة أجور من تبعهم
٤٥٦- من أقبل على الصلوات بوجهه وقلبه عاقلا لما اشتملته من الكلم الطيب والعمل الصالح مهتما بها كل الاهتمام أغنته عن كل مايتوهم فيه خيرا من جنسها
٤٥٧- من أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله بعقله وتدبره بقلبه وجد من الفهم والحلاوة والهدى وشفاء القلوب والبركة والمنفعة مالا يجده في شيء من الكلام
٤٥٨- من اعتاد الدعاء المشروع في أوقاته كالأسحار وأدبار الصلوات والسجود ونحو ذلك أغناه عن كل دعاء مبتدع في ذاته أو في بعض صفاته
٤٥٩- على العاقل أن يجتهد في اتباع السنة في كل شيء ويعتاض عن كل مايظن من البدع أنه خير بنوعه من السنن فإنه من يتحرى الخير يعطه ومن يتوقى الشر يوقه
٤٦٠- متابعة النبي ﷺ تكون بطاعة أمره وتكون في فعله بأن يفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعله فإذا قصد العبادة في مكان كان قصد العبادة فيه متابعة له
٤٦١- يجب الفرق بين اتباع النبي ﷺ والاستنان به فيما فعله وبين ابتداع بدعة لم يسنها لأجل تعلقها به
٤٦٢- قول الصحابي وفعله إذا خالفه نظيره ليس بحجة فكيف إذا انفرد به عن جماهير الصحابة
٤٦٣- (إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين)قال أبو قلابة هي لكل مبتدع من هذه الأمة إلى يوم القيامة
٤٦٤- إن أهل الكذب والفرية عليهم من الغضب والذلة ما أوعدهم الله به؛ والشرك وسائر البدع مبناها على الكذب والافتراء
٤٦٥- كل من كان عن التوحيد والسنة أبعد كان إلى الشرك والابتداع والافتراء أقرب
٤٦٦- الرافضة أكذب طوائف أهل الأهواء وأعظمهم شركا فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم ولا أبعد عن التوحيد حتى إنهم يخربون مساجد الله ويعمرون المشاهد
٤٦٧- الرافضة يخربون ويعطلون مساجد الله ويعمرون المشاهد التي أقيمت على القبور التي نهى الله ورسوله عن اتخاذها والله أمر بعمارة المساجد لا المشاهد
٤٦٨- أمر عليه الصلاة والسلام بعمارة المساجد والصلاة فيها ولم يأمرنا ببناء مشهد لا على قبر نبي ولا على غير قبر نبي ولا على مقام نبي
٤٦٩- عامة البدع المنهي عنها قد يفعلها بعض الناس ويحصل له بها نوع فائدة وذلك لا يدل أنها مشروعة بل لو لم تكن مفسدتها أغلب من مصلحتها لما نهي عنها
٤٧٠-
٤٧١- تحصل إجابة الدعوة بشيئين: بكمال الطاعة للألوهية وبصحة الإيمان بالربوبية فمن استجاب لربه بامتثال أمره ونهيه حصل مقصوده من الدعاء وأجيب دعاؤه
٤٧٢- قد يستجاب للمضطرين لإقرارهم بالربوبية مع عدم اخلاصهم في العبادة ولا طاعتهم لله ولرسوله ولكنه يعطيهم متاعا في الدنيا ومالهم في الآخرة من خلاق
٤٧٣- ليس كل من متعه الله برزق ونصر إما إجابة لدعائه وإما بدون ذلك يكون ممن يحبه الله ويواليه
٤٧٤- إن الله سبحانه يرزق المؤمن والكافر والبر والفاجر وقد يجيب دعاءهم ويعطيهم سؤلهم في الدنيا ومالهم في الآخرة من خلاق
٤٧٥- (أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون) حصول بعض دعاء المعتدي كالدعاء بمعصية الله ليس دليلا على صلاح عمله
٤٧٦- الوسيلة التي أمر الله بابتغائها إليه تعم الوسيلة في عبادته وفي مسألته
٤٧٧- الأعمال الصالحة هي أعظم ما يتوسل به العبد إلى الله ويتوجه به إليه ويسأله به لأنه وعد أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله
٤٧٨- التوسل بالأنبياء والصالحين يكون إما بطاعتهم واتباعهم وإما بدعائهم وشفاعتهم أما مجرد الدعاء والتوسل بهم من غير طاعة لهم ولاشفاعة منهم فلاينفع
٤٧٩- لما أكرم الله نبيه بالرسالة أقام بمكة بضع عشرة سنة هو ومن آمن به من المهاجرين الأولين و هم افضل الخلق ولم يذهب هو ولا أحد من أصحابه إلى حراء
٤٨٠- الرافضة أمة مخذولة ليس لها عقل صحيح ولا نقل صريح ولا دين مقبول ولا دنيا منصورة
٤٨١- أصل دين المسلمين أنه لاتختص بقعة بقصد العبادة فيها إلا المساجد خاصة وأما تعظيم بقاع للعبادة غير المساجد فمما جاء الإسلام بمحوه وإزالته ونسخه
٤٨٢- عكوف المؤمنين في المساجد لعبادة الله وحده لاشريك له وعكوف المشركين على ما يرجونه ويخافونه من دون الله ومن يتخذونهم شركاء لله وشفعاء عند الله
٤٨٣- الله سبحانه له حقوق لا يشركه فيها غيره وللرسل حقوق لا يشركهم فيها غيرهم وللمؤمنين على المؤمنين حقوق مشتركة
٤٨٤- الله تعالى مستحق أن يعبد لايشرك به شيء وهذا هو أصل التوحيد الذي بعث به الرسل وأنزلت به الكتب ويدخل فيه أن لا نخاف إلا إياه ولا نتقي إلا إياه
٤٨٥- لا يباح إلا ما أباحه الرسول فليس لأحد أن يأخذ كل ما تيسر له إن لم يكن مباحا في الشريعة
٤٨٦- لم يأمر الله قط مخلوقا أن يسأل مخلوقا وإن كان قد أباح ذلك في بعض المواضع لكنه لم يأمر به بل الأفضل للعبد أن لا يسأل قط إلا الله
٤٨٧- الله هو الذي يتوكل عليه ويستعان به ويستغاث به ويخاف ويرجى ويعبد وتنيب القلوب إليه ولا حول ولا قوة إلا به ولا منجى منه إلا إليه .
٤٨٨- الرسول ﷺ يطاع ويحب ويرضى به ويسلم إليه حكمه ويعزر ويوقر ويتبع ويؤمن به وبما جاء به
٤٨٩- (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا) الإيمان بالله والرسول والتعزير والتوقير للرسول والتسبيح لله وحده
٤٩٠- (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه)عامة في الأولين والآخرين بأن الإسلام هو دين الله الذي جاء به أنبياؤه وعليه العبادة من أول رسول بعثه
٤٩١- (ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن)فسر إسلام الوجه لله بما يتضمن إخلاص قصد العبد لله بالعبادة له وحده وهو محسن بالعمل الصالح المشروع
٤٩٢- جماع الدين أن لا نعبد إلا الله وأن نعبده بما شرع لا نعبده بالبدع (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)
٤٩٣- إذا كان بعض الدين لله وبعضه لغيره كان في ذلك من الشرك بحسب ذلك
٤٩٤- الشهادة بأن محمدا رسول الله تتضمن تصديقه في كل ما أخبر وطاعته في كل ما أمر فما أثبته وجب إثباته وما نفاه وجب نفيه
٤٩٥- يجب على الخلق أن يثبتوا ما أثبته الرسول لربه من الأسماء والصفات وينفوا عنه ما نفاه عنه من مماثلة المخلوقات فيخلصون من التعطيل والتمثيل
٤٩٦- لاحرام إلا ماحرمه الله ورسوله ولا دين إلا ماشرعه الله ورسوله ولهذا ذم الله المشركين لكونهم حرموا مالم يحرمه الله وشرعوا دينا لم يأذن به الله
٤٩٧- من دعا إلى غير الله فقد أشرك ومن دعا إليه بغير إذنه فقد ابتدع والشرك بدعة والمبتدع يؤول إلى الشرك ولم يوجد مبتدع إلا وفيه نوع من الشرك
٤٩٨- قرن الله بعدم إيمان أهل الكتاب بالله واليوم الآخر أنهم لا يحرمون ما حرمه الله ورسوله ولا يدينون دين الحق
٤٩٩- المؤمنون صدقوا الرسول فيما أخبر به عن الله وعن اليوم الآخر فآمنوا بالله واليوم الآخر وأطاعوه فيما أمر ونهى وحلل وحرم ودانوا دين الحق
٥٠٠- لا بد في الإسلام من الاستسلام لله وحده وترك الاستسلام لما سواه فمن استسلم لله ولغير الله فهو مشرك ومن لم يستسلم له فهو مستكبر عن عبادته
٥٠١- كلما كان الرجل أتم إخلاصا لله كان أحق بشفاعة النبي يوم القيامة وأما من علق قلبه بأحد من المخلوقين يرجوه ويخافه فهذا من أبعد الناس عن الشفاعة
٥٠٢- أصل دين الأنبياء واحد وهو عبادة الله وحده لا شريك له وهو يعبد في كل وقت بما أمر به في ذلك الوقت وذلك هو دين الإسلام في ذلك الوقت
٥٠٣- من خرج عن شريعة موسى قبل النسخ لم يكن مسلما ومن لم يدخل في شريعة محمد ﷺ بعد النسخ لم يكن مسلما
٥٠٤- لم يشرع الله لنبي من الأنبياء أن يعبد غير الله البتة قال تعالى (أن اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) فأمر الرسل أن يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه
٥٠٥- ( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) فأهل الإشراك متفرقون وأهل الإخلاص متفقون
٥٠٦- (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك)فأهل الرحمة مجتمعون متفقون والمشركون فرقوا دينهم وكانوا شيعا ولهذا تجد ما أحدث من الشرك والبدع يفترق أهله
٥٠٧- كان لكل قوم من المشركين طاغوت يتخذونه نداوهؤلاء ينفرون عن طاغوت هؤلاء وهؤلاء ينفرون عن طاغوت هؤلاء وقد يكون لأهل كل طاغوت شريعة ليست للآخرين
٥٠٨- الموحدون يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئا في بيوته التي قد أذن أن ترفع ويذكر فيها أما المشركون فكل قوم يقصدون من لا تعظمه الطائفة الأخرى
٥٠٩- قد زين الشيطان لكثير من الناس سوء عملهم واستزلهم عن إخلاص الدين لربهم إلى أنواع من الشرك ورضى غير الله والرغبة إلى غيره
٥١٠- مع شهود ربوبية الله العامة الشاملة للمؤمن والكافر والبر والفاجر يجب شهود ألوهيته التي اختص بها المؤمنين الذين عبدوه وأطاعواأمره واتبعوا رسله
٥١١- من لم يفرق بين أولياء الله وأعدائه وبين ما أمر به وأوجبه وبين ماكرهه ونهى عنه وأبغضه مع شمول قدرته ومشيئته وخلقه لكل شيء وقع في دين المشركين
٥١٢- (فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك) القدر يؤمن به ولا يحتج به بل العبد مأمور أن يرجع إلى القدر عند المصائب ويستغفر الله عند الذنوب والمعايب
٥١٣- بعث الله أنبياءه بإثبات مفصل ونفي مجمل فأثبتوا له الأسماء والصفات ونفوا عنه مماثلة المخلوقات ومن خالفهم عكسوا فجاءوا بنفي مفصل وإثبات مجمل
٥١٤- ليجتهد المؤمن في تحقيق العلم والإيمان وليتخذ الله هاديا ونصيرا وحاكما ووليا فإنه نعم المولى ونعم النصير وكفى بربك هاديا ونصيرا
تمت

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فوائد وفرائد
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية