صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قبلة الجبين..عرفان ووقار

سميرة بيطام


بسم الله الرحمن الرحيم


من طبيعة مسحات الجمال ألوان زاهية تنعكس من على أثواب أنيقة تزيد الجسد لياقة آو ترسل في الوجه إشعاع فيه من الضياء ما يطبع جمالين بدل جمال واحد.
و من طبيعة مسحات الجمال ذاك الإتقان من الله في خلقه.. تجذب لها استئناس المحبين لتصبح ألفة ثم مودة خالصة نقية.
و لصفاء السريرة مسحة أخرى تبعث على الثقة و التوادد بأنشودة الأمل ، يرددها المحبون على مسامع الإنسانية لتستمر باستمرار نبض الحياة الهنيئة طالما فيه إصرار على حياة يكسوها ذوق جمالي يهز المشاعر و يصل العقول بالمعاني السامية ، فيغدو الشجون يتطلع إلى المقامات الرفيعة و الأدب العالي ، فتنبعث ذهنية الأدبيات بالفن الرفيع فيتمتع السمع و البصر باللحن العذب الذي تلين له القلوب القاسية لتأثير الكلمة الطيبة و الأداء الجيد لإيقاع الأمل.
فمسحات الجمال تمتد إلى المبدع و المتلقي للإبداع فتتفتح بذلك العقول و ينزاح الكره من على طريق التحابب ، فيطلق العنان لمشاعر التراحم و التلاحم برابطة هي في الله جمعت شملا غريبا و ألفت بين قلوب لم تكن لتتآلف لولا ذاك الحب في الله.
..لكن ، لي مسحة جمال كبرت معي أو ربما كبرت معها لأنها فرضت تقاليدها على سلوكي منذ صغري في أن اقبل على الجبين كيان يكبرني سنا و نضجا و فكرا و لما لا هدوءا في العطاء..هي همسة بنبرة الاحترام و الانضباط في حسن الاحترام و الوقار لمن أهداني يوما ما كلمة طيبة و أعانني على صعاب الحياة في عام من عمري كان بمثابة دهر بثقل المعاناة ، فاخترت قبلة الجبين ردا للجميل بسلام ووداعة ،ولأن قلبي ازداد اتساعا مع الأحزان و ازدادت دموع عيوني جمالا بلمعانها، فراحت البسمة الشاردة تترجم على لساني أطياف الرضى ببريق الذكريات ، فلم تكن للآهات أنة بل كانت منارة تحمل أمواج الحيرة لأنها أغرقتني في أعماق بحر الصمت لكل ما هو ينتمي لكيان أحببته في الله فختمت على جبينه قبلة الوقار..فرسمت بسمة منقوشة بأمل أني مسافرة مع أشواق الطيور الباكية و تناهيد الطبيعة في كل مكان يحيط بي..
لا زلت اذكر دفء قبلة الجبين على أخت لي كبرت على يديها فازدادت قيمة العالم عندي بميزان التقوى لحسن صنيع الله..فغفوت على وقع نصائحها على حقيقة الدنيا في أن الصعب قد يجعلني أعانق أخطائي في اندفاع مني لاحتواء الضعف .

لكني على الصعب في القرار ..لم أتجرأ يوما على نقد أبيات خواطرها و لم أتجرأ في أي فرصة من الفرص أن اكره غلظة منها على الرغم من قسوة الأيام علي..لكن قبلة الجبين كانت المانع في أن اقبل على نكران الجميل ، فكان للقلب معها خفقات و لدمعي فيها دقات و في صدري لهيب و زفرات ..لم يكن لساني يقدر على التعبير في كل ما عانيته من ألم ، لكن للأسف كان بعد الوصال ارتحال ، فناداني الركب الراحل أن وداعا ..فهتف قلبي و لساني ..لا..لا ترحلي، لكن سابقني القدر في أن لا عودة بعد رحيل، فأدركت أن نفحات إيماني كانت عذبة و أنا استشعر فرقة الألفة ، فرحلت على الذكريات الجميلة و احتفظت بقبلة الجبين و أعطيت عهدا على نفسي في أن لا اهديها لأحد حتى لا تضيع معالم الوقار لغير ذي الوقار..فكان التسليم لقضاء الله و قدره و كلي آمل في العودة لأني أخشى على قبلة الجبين أن يتخطفها مني احد و هي لصاحبة التميز و لا أريد لغيرها بديلا..بإذن المولى و بمراده تعالى عز شانه و علا...


الأستاذة سميرة بيطام
seteur_sam@yahoo.fr

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية