صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







( السفــر إلى الخــارج ) ضحايــا وآلالام

حورية الدعوة

 
1 ـ تحقيق:

المكاتب السياحية تحارب الزواج

المسافرون للخارج أكثر الناس أمراضاً ومشكلات وإعراضاً عن الزواج



* رئيس محكمة الضمان والأنكحة:
- أكثر الشباب المغرم بالسفر يتزوج من غير رغبة فتحدث المشكلات
- شركات السفر والسياحة مسؤولة عن ضياع شبابنا


* د. عمر العيد:
- كم من أبناء المسلمين تأثر بالكفار؟ وكم من الأموال الطائلة أهدرت في المحرمات؟
- السياحة في الإسلام جهاد في سبيل الله


* د. الهويمل:
- لو لم يكن في السفر للخارج سوى رؤية المنكرات.. لكفى
- كثرة النظر للمنكرات والتبرج تجعل العين تألفها


* د. الحبيب:
- هناك مزلق خطير وهو ربط تقدمهم المادي بمعتقداتهم
- تنعدم سيطرة الأب وقوامته على أبنائه بسبب كثرة الأسفار


* د. الحديثي:
40% من المسافرين يتعرضون لأمراض مختلفة.. والإيدز ليس له أعراض سريعة الظهور

* الشيخ الشعلان:
تنبّه لجلساء ابنك.. وكل دقيقة من عمرك تقرّبك للآخرة

* الشيخ ابن سعيد:
- الفضائيات والإنترنت شجعت على السفر
- نلمس ونشاهد تغيرات تطرأ على بعض المسافرين حتى ماتت الغيرة لدى بعضهم


* الشيخ المهيدب:
- التشبّه بالكفار وراءه السفر.. والفتنة أشد من القتل
- المسافرون يدعمون ميزانيات الأعداء.. بل يسوقون للسفر


* الشيخ آل معجب:
المسافرون معرضون عن الزواج .. لماذا؟


****

أسفار وأوزار
* ما إن تبدأ الإجازة الصيفية حتى تتصاعد الأفكار وتتوالى الاقتراحات في كيفية قضائها وتزجية الفراغ فيها، ولعل هذه الأفكار لدى بعض الأسر مشاريع متكاملة يسبقها تفكير بما تم في الأعوام الماضية ومقارنات متوالية حيث تبرز النداءات بأهمية الراحة من مراحل الكد والنصب والمجالدة طوال العام.. ولكن من المآسي المحزنة أنه بعد كل هذا التفكير وعناء البحث ومقارنة البدائل تكون القرارات خاطئة والاختيارات مجافية للحق؛ ذلك أن النتيجة والمحصلة ذات خسران بيّن تحزم فيها الحقائب والسفر تجاه بلاد الكفر أو بلاد تشبهها معرضين عن حكم سفرهم لبلاد الكفار وبلدان الاختلاط والسفور بدعوى الترفيه، إنهم يبحرون نحو الغرق، والأدهى والأمر أن يقتاد لتلك الأسفار شباب وشابات يغامر بشبابهم ويزج بهم في أحضان الجهالة والفساد والسفه.

هناك حيث ما يحرم شرعاً يباح علناً وما تنفر منه الأخلاق السوية المسلمة يجدونه مبذولاً في الشوارع العامة وإنها إقامة بيّنة بين الكافرين والظالمين والمعرضين والجاحدين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين ) [ رواه أبو داود ].

في تلك الأسفار تهدر الكرامة وتضيع حدود الله جل وعلا يتشرب الأبناء الأوضار والنجاسات يعدونها حرية وتقدماً وهي والله انحدار مقيت نحو الهاوية وإنه العجب الذي يحار منه العقلاء كيف يفر أولئك الناس نحو الهلكة بعد أن أكرموا بالعيش بين جنبات المجتمع المسلم ولكنه الهوى والتخلي عن المسؤولية وإضاعة الأمانة المعلقة في أعناقهم والتي منها هؤلاء الأبناء. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) رواه البخاري.

إن الوقت لا يقدر بمال البتة أنفاس لا تعود ولحظات لا ترجع وإضاعتها في السفر العابث غبن ظاهر ومحق بيّن، ومن أراد ترويحاً ففيما أباح الله غنى عما حرم الله قال تعالى: ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ).

وفي هذا التحقيق نتناول أبعاد هذا الموضوع
لنجلي حقائق مهمة حول هذا الشأن فإلى التحقيق:

----------------------
الإغراء بالفاحشة
----------------------

بداية يتحدث فضيلة الشيخ سعود بن عبد الله معجب رئيس محكمة الضمان والأنكحة بالرياض، فيذكر أن أعداء الإسلام وأصحاب المؤسسات والشركات السياحية وغير السياحية الذين لا همّ لهم إلا الحصول على المال رغّبوا الشباب بالسفر للخارج لبلاد الكفار أو للبلدان التي يكثر فيها الفساد وروّجوا لذلك بالإعلانات والدعايات المزيفة والإغراءات الكاذبة من رخص الأسعار وقلة التكاليف وطيب المقام حتى أوهموا أن من لم يسافر إلى تلك البلدان لم يتمتع بوقته وإجازته!! حتى أصبح السفر للخارج في نظر المخدوعين من أبناء المسلمين موضع افتخار، دون تفكير في العواقب والنتائج والأخطار التي تهدد دينه وتهدده هو ويعظم المصاب حين يسافر مع عائلته للسياحة وغيرها.

وبين فضيلة الشيخ محمد بن سعد السعيد إمام وخطيب جامع سلطانة الشرقي بالرياض حول هذا الموضوع موضحاً أن ما تقوم به وسائل الإعلام من قنوات مفسدة وصحف ومجلات وغيرها وبعض الشركات والمؤسسات ويستغل لذلك أيضا شبكات الإنترنت، حيث تعرض الصور الفاتنة والمناظر المثيرة التي تلهب مشاعر الشباب وتثير شهواتهم وتجعل الشاب دائم التفكير في شهواته ورغباته الجنسية.

ويذكر فضيلة الشيخ محمد بن هديب المهيدب إمام وخطيب جامع عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ بالرياض أن أعداء الإسلام يخططون لسلب أموال المسلمين وإفساد دينهم والقضاء عليهم قال تعالى: ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) وقال تعالى: ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنزّل عليكم من خير من ربكم ).

----------------------
العقيدة في خطر
----------------------

يقول الشيخ محمد المهيدب إن من أشد أضرار السفر للخارج ما يقع على العقيدة، حيث تظهر مولاة الكفار والتقرّب إليهم والتشبه بهم قال تعالى: ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) .

الشيخ الدكتور عمر بن سعود العيد الأستاذ المساعد بكلية أصول الدين قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- يوصي بقراءة كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم" فهو كتاب نافع مفيد يعلن فيه شيخ الإسلام رحمه الله البراءة من الكفار ومما هم عليه من الأخلاق والعادات كما يحذر رحمه الله من الجلوس معهم والتأثر بهم.

ويوضح الشيخ محمد السعيد خطورة التأثر بعقائد الكفار، حيث حملات التنصير المستمرة ضد المسلمين لإغوائهم وإضلالهم فهم حريصون كل الحرص على تشكيك المسلمين في عقيدتهم وانحرافهم عن الصراط المستقيم قال تعالى: ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً ) .

----------------------
السهم المسموم
----------------------

مظاهر السفور والتبرج والفجور المنتشرة في الخارج أخطار محدقة بالمسافرين لتلك البلدان،
يقول فضيلة الشيخ الدكتور/ إبراهيم بن سليمان الهويمل الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض: المحاذير الشرعية في السفر لبلاد الكفار قصد السياحة والنزهة أهمها ما يقع على دين المرء، فالسفور والمنكرات متفشية في الشوارع فإذا سافر نظر لهذه المنكرات وهذا نقص على دين المسلم والنظر سهم مسموم من سهام إبليس ولو لم يكن في السفر إلا رؤية المنكرات وعدم القدرة على تغييرها لكفى ومع استمرار النظر إلى مظاهر السفور والتبرج يألف الناظر هذه المنكرات لتصبح أمراً معتاداً.

وفي هذا يذكر فضيلة الشيخ محمد المهيدب: أن نشوء المنكرات والترخيص لبيوت الفساد وإنتشار الرذيلة في تلك البلدان حتى أصبحت أجساد النساء تباع كالسلع واستباحة الكبائر والفواحش كالزنى واللواط وانتشار ذلك في الأماكن العامة كالحدائق وغيرها وكثرة أماكن الخمور وتفشي المخدرات هي أضر على المسلم من الموت أو القتل قال تعالى: ( والفتنة أشد من القتل ) هناك توأد الفضيلة باسم الحرية فكيف يكون موقف شاب مسلم لم يألف هذه المناظر وفتاة شرفت بالحياء والعفة والطهر ثم ترى هذه المشاهد لا شك أنه سيكون لذلك الآثار السلبية الوخيمة عليهم.

----------------------
الحضارة المزيفة
----------------------

ببريق حضارة الغرب المخادعة يخدع أبناء المسلمين، حيث يذكر الشيخ عمر العيد أن السفر لبلاد الكفار يحصل به محبة الكفار ومحبة مواطنهم وأماكنهم التي يرتادونها ويحصل أيضا التشبّه بهؤلاء الكفار والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من تشبّه بقوم فهو منهم ) رواه أحمد. فلا يجوز التشبّه بهم وكم من الناس حين سافروا أحبوا الكفار وأحبوا ديارهم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( المرء مع من أحب ) رواه البخاري- وما يحصل من اكتساب أخلاقهم وما يتعاملون به وحتى مظهرهم كم من أبناء المسلمين تأثروا بهؤلاء الكفار في مظهرهم في شعورهم وألبستهم ورقصهم وزمرهم وفسقهم.

ويوضح فضيلة الشيخ سعود آل معجب قائلاً: يخدع الشاب بمظاهر الحضارة الزائفة والتي تقصي الأخلاق وتنحط قيمها وللأسف يخدع الشباب بحرية الفجور والفسق وتعظم تلك البلدان وأهلها في صدره ويهون أمر الإسلام وبلاد الإسلام في نظره فيعود مشبعاً بمظاهرهم وأخلاقهم ليكون عنصراً فاسداً في المجتمع، إنه لم يمعن النظر ولم يفكر في أنهم يفقدون أعظم أمر كرمنا الله تعالى به، ألا وهو دين الإسلام الذي إن تمسك به اطمأنت القلوب وحفظت الأعراض والأنفس والأموال.

ويذكر الشيخ محمد السعيد أن من المآسي المشاهدة بعد قدوم المسافرين من الخارج تغير في المظهر والخلق؛ هذا يلبس لباسهم وهذا يتكلم بكلامهم وآخر اصطحب كلباً ناهيك عن تبرج وسفور النساء العائدات!!

ويحذّر الشيخ محمد المهيدب من خطورة التأثر بالكفار والتشبّه بهم ويذكر أيضاً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى على عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ثوبين معصفرين قال " إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها " رواه مسلم.

ويقول سعادة الدكتور عبد الرحمن بن محمد الحبيب الأستاذ المساعد بقسم التربية " الإدارة التربوية" كلية التربية جامعة الملك سعود. إن هناك شبهة عظيمة ومزلقاً خطيراً ينتج عن السفر لبلاد الكفار ألا وهو ربط التقدم المادي وحياتهم المادية ربط ذلك بمعتقداتهم وأفكارهم وإشاعة أن هذا التقدم المادي نتاج تلك المعتقدات والأخلاق وهذا مزلق له عواقبه الخطيرة ولم يسلم منه الكبار من المتعلمين فما بالك بالشباب وهذا التأثر حاصل بدون سفر من خلال ما يرى ويسمع ويقرأ عبر وسائل الإعلام المضللة ولكن بلا شك فإن السفر لتلك البلدان ومعايشة الكفار تجعل التأثر أعمق وأبقى .

----------------------
الأموال المهدرة
----------------------

إسراف وتبذير يكتنف رحلات المسافرين يبذلون في ملذاتهم الأموال الطائلة والله جل وعلا يقول: ( ولا تبذر تبذيراً إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً ). ويقول جل ذكره: ( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) وفي ذلك يوضح فضيلة الشيخ الدكتور عمر بن سعود العيد: إن المسلم يحتاج إلى مال في سفره فكم من الناس ينفقون أموالاً طائلة على أمور محرمة تقضى للأسف في المنتزهات وتنفق على الزمر والطرب وعلى معاص وفسق والنبي صلى الله عليه وسلم بين أن العبد سيسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.

ويقول فضيلة الشيخ محمد السعيد إن من الآثار السلبية المترتبة على السفر للخارج صرف الأموال الباهظة في غير محلها حيث تنفق فيما يغضب الله تعالى وكم من شباب رجعوا لا يملكون إلا ثيابهم فقراء ذليلين بعد أن كانوا أغنياء مكرمين أهدروا أموالهم في الخمور ودور الخنا والفواحش – نسأل الله لهم الهداية - .

وفي ذلك يتحدث فضيلة الشيخ محمد بن هديب المهيدب مبيناً أن أموالاً طائلة تحول لبلاد الكفار وفي ذلك ولا شك دعم لاقتصادهم وإعانة لهم وإن المسافر ليتحمل نفقات باهظة من تذاكر الطيران وأجور الفنادق والضرائب المفروضة عليه وغيرها مما لو أنفق بعضه على الأسر المحتاجة لكفاهم لعام كامل أو يزيد.

ويقول فضيلة الشيخ عبد الله بن فوزان الفوزان القاضي بمحكمة الضمان والأنكحة بالرياض: بالنسبة للشباب خاصة المسافرين للخارج بصفة عامة فحدث ولا حرج يتحملون من الديون لهذا الغرض مجاراة للأصدقاء السيئين ناهيك عن النتائج السيئة بعد ذلك فهو يعود مفلساً وقد يحرم من عمله فيتسلّط على أهله ويؤذيهم وقد يلجأ للسرقة ومقارنة ذوي السلوك المنحرف وقد يقع في مهلكة المخدرات استعمالاً وترويجاً فيكون بذلك أهلك نفسه وآذى أسرته ومجتمعه.


----------------------
حين تترك الأخلاق هنا
----------------------

يذكر الشيخ محمد المهيدب ما يحصل من كثير من المسلمات حين تسافر إلى تلك البلاد من نزع الحجاب وخلع اللباس الساتر مع التأثر بلباس الكافرات وهذا تحول سريع ظاهر فكيف بتحول الباطن إن المسلم عليه مراقبة الله جل وعلا في كل مكان قال تعالى: ( إن الله كان عليكم رقيباً ).

ويوضح الشيخ محمد السعيد الأخطار الوخيمة والآثار السلبية المترتبة على السفر للخارج، حيث يتحلل المسافر من خلقه ودينه مرتكبا صنوفاً شتى من المحرمات والموبقات، حيث الوقوع في الجرائم من زنا ولواط وخمور ومخدرات، فالغرب الكافر يعيش حياة بهيمية، بل أسوأ منها انحلال وسفور وخلاعة معلن بها واختلاط مقيت بين الرجال والنساء وعدم الغيرة على المحارم والذي يندى له الجبين حين تموت الغيرة من قلوب بعض الناس فتسير نساؤه سافرات الوجوه متبرجات بالزينة لا حول ولا قوة إلا بالله.
كما يحصل أيضا التعرف على نوعيات فاسدة من البشر وأجناس منحرفة فكرياً وعقدياً وأخلاقياً لا هم لهم سوى حياة الفسق والمجون والعربدة والسكر والعهر والتردد على أماكن الخمور والمراقص ودور الخنا والفواحش .



----------------------
أمراض السفر
----------------------

وعن هذا الموضوع يتحدث سعادة الدكتور مقبل بن عبد الله الحديثي استشاري الأمراض الباطنية والأمراض المعدية بمستشفى الملك خالد الجامعي ووكيل كلية الطب للشؤون الأكاديمية فيقول: إن المسافر للخارج أياً كان وجهة سفره أو هدفه من السفر فهو عرضة للعديد من الأمراض ومنها:

1 ـ الأمراض العامة وقد تصيب أي شخص بقدرة الله تعالى عند تغير البيئة التي يسكن فيها فهو قد ترك بيته وبرنامجه اليومي وتغير طعامه وشرابه، حيث يعتمد غالباً على المطاعم أثناء السفر وتتغير عليه أجواء المناخ فقد يصاب بالإرهاق والإجهاد، وقد يصاب بعض الأشخاص بالإعياء خاصة من لديهم أمراض مزمنة كالسكري أو أمراض القلب أو الكلى هؤلاء عرضة لانتكاس حالتهم أثناء أو بعد السفر.
وأيضاً المسافر عرضة لأمراض الإسهال التي تصيب 40% من المسافرين وتتراوح بين البسيط وبين شديد الخطورة ومن أسبابه التسمم الغذائي الناتج عن تناول الأطعمة الملوثة، حيث كثيراً ما يحدث عدم الاعتناء بالطرق الصحية عند تجهيز الغذاء في المطاعم ومن أمراض التسمم الخطيرة أمراض التيفوئيد أو حمى التيفوئيد.

2 ـ أمراض ناتجة عن السفر لمناطق موبوءة بأمراض كالملاريا وهذا يظهر في دول جنوب شرق آسيا ودول أفريقية وقد تكون تلك البلدان موبوءة أيضا بالأمراض الخطيرة الفيروسية أو الجرثومية وذلك يتضح أيضا عند السفر للدول الغربية وشمال أوربا.

3 ـ الأمراض التناسلية [ الجنسية ] وهذه الأمراض الخطيرة تنتقل من شخص لآخر عن طريق الاتصال الجنسي فجريمة الزنى واللواط من أكبر أسباب انتقالها وهي إنما تنتقل بقدرة الله جل وعلا فهي عقوبة ينزلها الله على من يشاء وهي أيضاً ابتلاء. ولا تنتقل بالمعايشة العادية والأكل والشرب وإنما من أكبر أسبابها كما ذكرت الاتصال الجنسي وتنتشر أيضا بين متعاطي المخدرات لاستخدامهم الحقن أو أدوات ملوثة وهي أمراض كثيرة أذكر منها مرض السيلان ومرض الزهري ومرض الهربس التناسلي وبعض التقرحات أو البكتيريا التي تصيب الجهاز التناسلي .
وأخطر هذه الأمراض هو طاعون العصر أو فيروس نقص المناعة المكتسبة الذي يعرف بـ" فيروس الإيدز" وتلك الأمراض أهم أسباب انتقالها عن طريق الاتصال الجنسي ومعظم الحالات لا تظهر عليهم الأعراض فليس بالضرورة أن تظهر الأعراض على المصاب ومع ذلك تنتقل هذه الأمراض عن طريق الاتصال الجنسي وكثير من البغايا ليس لديهن أعراض ظاهرة عليهن ولكنهن حاملات للفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض آنفة الذكر، فقد تظهر المرأة صحيحة الجسم وبدون أي أعراض ومع ذلك تحمل مرض الإيدز أو جرثومة السيلان أو جرثومة الزهري وغيره وينتقل المرض بالتالي إلى الشخص الذي يتم معه الاتصال الجنسي وعلى ذلك فجريمة الزنى واللواط أساس لهذه البلايا والشرور ولقد حذّر الله جل وعلا من هذه الكبائر قال تعالى: ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ). وقال تعالى محذراً من جريمة قوم لوط ( إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ) .

ووجد أن من البغايا من تقوم بنقل هذا المرض عن قصد، حيث تعلم أنها مصابة وتتعمد نقل المرض الجنسي الخبيث. علماً بأن الشخص قد يكون حاملاً للمرض لعدة سنوات ولم تظهر عليه الأعراض بعد، فحامل فيروس الإيدز قد لا يعلم به هو ولا من يخالطهم ولا الأطباء حتى يعمل التحليل المناسب. وهنا مكمن خطورة مرض الإيدز وغيره من الأمراض الجنسية، حيث ينقلها المصاب إلى زوجته فبعد العلاقات الآثمة في الخارج واقتراف الفاحشة جاء يحمل الفيروس أو الجرثومة ليهديها إلى زوجته وهو بهذا قد ارتكب جرماً عظيماً بدءاً بالفاحشة ثم الظلم الواقع على الزوجة المسكينة التي وثقت به وزد على هذا أن فيروس الإيدز يمكن أن ينتقل من الأم المصابة إلى الأولاد.
وأحياناً يكون الذي قد أقام العلاقات المحرمة غير متزوج ثم يعود حاملاً للمرض الخطير ويقدم على الزواج وينقل هذا المرض إلى الزوجة المغلوبة على أمرها ولم تعلم بحاله وهذا غش وخداع، وعلى ذلك فإن الواجب على المسلم تقوى الله جل وعلا والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الذي يأمر بالعفة وتجنب الموبقات ويحذر من الاقتراب منها فالزنى واللواط ودواعيهما أهم أسباب انتقال هذا المرض بلا شك وحقيقةً فإن الابتعاد عن هذه الفواحش يمنع انتقال هذه الأمراض الخبيثة وأقول لكل من أغواه الشيطان وأقام العلاقات الجنسية المحرمة أقول له: أن يتوب إلى الله جل وعلا وأن يعود لإيمانه بربه وخوفه منه ويبادر لطاعة الله كما أحذره قبل اتصاله بزوجته أو قبل زواجه بالفحص الطبي المتكامل خاصة ما يتعلق بمرض الإيدز أو غيره من الأمراض الجنسية، فالله هو المطلع العلام وإخفاء هذه الأمراض خيانة للأمانة وجناية على الزوجة والأولاد والمجتمع.

----------------------
مآس واقعية
----------------------

ويذكر الدكتور مقبل حالات محزنة مؤسفة فيها العظة والعبرة عمن أصيبوا بهذه الأمراض الجنسية وخصوصاً مرض الإيدز حيث يقول:

- أحد الأشخاص أصيب بفيروس الإيدز بعد سفره لدولة قريبة ومارس الزنى مع بغي وكان ذلك مرة واحدة حسب إفادته لي والشخص لم يتزوج ونصحناه بالطبع بعدم الزواج حتى لا ينقل هذا المرض.

- شخص آخر اكتشفت إصابته ( بالإيدز ) بعد زواجه ولكن بحمد الله لم تصب زوجته بهذا المرض بعد، وكانت حياته مأساوية بسبب الإصابة بهذا الفيروس.

----------------------
نـــــداء
----------------------

ويبيّن الدكتور مقبل أن هذه الآثار السلبية مترتبة على السفر للخارج ويدعو العاقل للتدبر والتأمل، فالتعرض للفتن والموبقات واضح جلي في بلاد الكفار وقد أفتى العلماء بحرمة السفر للخارج بدون مسوغ شرعي، فلا يجوز السفر للخارج لقصد السباحة والنزهة مثلاً وها هي المآسي المحزنة المترتبة على سفر الشباب أو العوائل وغيرهم طلباً للترويح عن النفس مما يوقع في الشرور والآثام.

----------------------
أم الخبائث
----------------------

ويقول د. مقبل الحديثي: المخدرات والخمور محرمة في شرع الله جل وعلا والإنسان الذي يخاف الله ويتقيه يجب عليه أن يتجنب المخدرات والخمور وأن يبتعد عن مواطنها ورفقاء السوء الذين يقودون إليها وهي منتشرة في الخارج وتحدث في المجتمعات المصائب والاضطرابات والمشكلات المعقدة دمرت الإنسان والأسر ونشرت الرعب بين أفراد المجتمع ومتناول الخمور أو المخدرات قليلها أو كثيرها معرض نفسه لعقوبة الله جل وعلا ويتوب الله على من تاب، وهو بشربه للخمور أو تعاطيه للمخدرات يتعرض لحالة السكر وفقدان العقل ويترتب على ذلك حوادث سير خطيرة أثناء القيادة أو حوادث أخرى، كذلك تفتك المخدرات والخمور بأعضاء الجسم فالخمرة تؤدي إلى تليّف الكبد وجملة أخرى من الأمراض الفتاكة، وعلى ذلك فهي والمخدرات هلاك العقل والجسد.
ومن يتقي الله واجب عليه أن يخشاه أينما حلَّ وارتحل وسبحان علام الغيوب، والله جل وعلا يقول: ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) .

----------------------
محاذير
----------------------

وعند الضرورة الشرعية للسفر للخارج تبرز أمور متعددة منها:

* نقل الدم عند الإصابة بحادث مثلاً – نسأل الله أن يقي المسلمين – وهنا ننصح بالحيطة والحذر فقد يكون الدم ملوثا بالفيروسات أو الجراثيم ونصيحتي أن ينقل له الدم ممن يوثق بهم كرفقاء السفر الصالحين.

* لحم الخنزير محرّم في شرع الله المطهر وأنصح من سافروا – بمسوّغ شرعي طبعاً – التأكد من نوعية اللحم المقدم لهم والحرص على ذلك وأنبّه أن شحم الخنزير يدخل في مكونات كثير من الأطعمة فليحذر من ذلك.

* الخمر أم الخبائث وفي هذا الصدد أنبّه أن الكعكات كمثال والتي تقدم في المطاعم وغيرها تحوي نسباً من الخمر "الكحول" والواجب تجنبها وأمثال ذلك كثير.

وأوصي الأسر والشباب بتقوى الله تعالى وعلى أولياء الأمور تقع مسؤولية ضياع الأبناء بسفرهم للخارج وفي داخل هذا البلاد ما يغني ولله الحمد عن السفر للخارج وذلك عند الالتزام بشرع الله وطاعته جل وعلا.

----------------------
السفر وعزوف الشباب عن الزواج
----------------------

يذكر الشيخ سعود آل معجب فيقول: من الأضرار الملموسة والمشاهد في سفر الشباب للخارج انصراف الكثير منهم عن الذي حثهم الإسلام عليه يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) رواه البخاري.
فمع كثرة سفر الشاب وتردده على البلاد الفاسدة وتوغله في الآثام وممارسة الفواحش والرذائل في تلك البلدان تضعف عنده رغبة الزواج وينتج عن ذلك الضرر العظيم عليه وعلى مجتمعه بكثرة النساء العوانس فيفضي ذلك إلى الفساد لأن منع المشروع يفضي إلى غير المشروع.

----------------------
السفر والطلاق
----------------------

يذكر فضيلة الشيخ سعود آل معجب أن أهل الشاب كثير السفر يلحون عليه بالزواج فإذا تم زواجه من غير رغبة منه فإن ذلك قد يؤدي إلى الطلاق لإحساسه بالتقييد وعدم الحرية وانشغال فكره بالسفر إلى تلك البلاد التي تعوّد السفر إليها وما شاهده وما عمله فيها وانخداعه بالمظاهر الزائفة لأهل تلك البلاد فتهون عليه زوجته المسلمة العفيفة فيحصل منه المضايقة لها وإساءة عشرتها فيطلقها أو تطلب منه الطلاق للضرر الذي حصل عليها.

وربما أنه تزوجها وهو محمَّل بالأمراض والأوجاع التي اكتسبها من سفره المتكرر إلى البلاد الإباحية فتحصل العدوى وربما يحصل بينهما ولد فتكون المصيبة عظيمة على الأسرة بأكملها، بل على المجتمع نسأل الله العافية.

وهناك أيضا أمر مهم فربما مع تكرار سفر الشاب للخارج للسياحة أو الدراسة والعمل وانخداعه بالمظاهر الزائفة التي عليها نساء تلك البلدان ربما يبذل قصارى جهده وماله للاقتران بإحدى النساء سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة ولا يخفى الضرر الناتج عن ذلك الزواج والتفصيل في هذا الموضوع أعني الزواج من الأجنبيات يحتاج إلى وقت ومساحة أكبر في هذه المجلة.

ويقول فضيلة الشيخ / عبد الله بن فوزان الفوزان: ما أكثر الخلاف والمنازعات بين الأزواج وزوجاتهم بسبب هذا السفر وكثير ما يلجأ للطلاق لهذا السبب وناهيك عما يترتب بعد الطلاق من تشتت الزوج والزوجة والأولاد. وإن هذه المنازعات ناشئة إما عن اختلاف الرغبات أين تكون وجهة السفر؟ أو رغبة أحد الأزواج في السفر دون الآخر.

----------------------
الآثار السيئة للسفر للخارج على التربية
----------------------

ويركز سعادة الدكتور عبد الرحمن بن محمد الحبيب على الجوانب التربوية وما يحدثه السفر للخارج من آثار سيئة عليها، حيث يقول: إن الإنسان في تربية وتعلم طوال حياته، حيث إن التربية والتعليم لا يقتصران على ما يتلقاه الإنسان من خبرات داخل مؤسسات التربية والتعليم.
فالإنسان يتربى ويتعلم من كل ما يراه ويسمعه ويعايشه في هذه الحياة في أي وقت وفي أي موقف.
من هذا المنطلق أقول: إن من يريد أن يزكي نفسه ويعلمها ما ينفعها عليه أن يبذل وسعه في ألا يعرف نفسه إلا على المعروف والطيب وما له أثر إيجابي عليها، وأن يجنبها الخبرات السيئة، وينطبق هذا المبدأ على من هم تحت يده وعليه مسؤولية تربيتهم. والسفر لبلاد الكفار للسياحة بلا شك يزيد من تعرضه هو وأبنائه لأفكار ومعتقدات وأنماط سلوك هي أبعد ما تكون عن الإيجابية، حيث سيرى وسيعايش المسافر السفور والتبرج وتداول أم الخبائث في المحلات والشوارع والحدائق العامة والملاهي وغير ذلك من مختلف المنكرات التي تعج بها تلك البلاد. وتختفي هناك نداءات التوحيد من مآذن المساجد ويسمع بدلاً منها قرع أجراس الكنائس ويختفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيظهر بدلاً منه الدعوة للمنكرات بأنواعها بأساليب لا تسأل عن براعتها في الجذب والإغراء ويختفي الحياء ويظهر بدلاً منه الوقاحة والجرأة على ما حرّم الله.
وكل ذلك وغيره من الأمور يكون لها بلا شك الأثر السلبي على الأفراد والأسر بصفة عامة وعلى الشباب بصفة خاصة.
ولا شك أن المعايشة والمخالطة في هذا الجو من الأخلاق لها أثرها المدمر على دين المرء وأخلاقه النابعة من تمسكه بهذا الدين.
أما مبدأ إتاحة الحرية وإطلاق العنان لها في تلك المجتمعات والتي تنطلق بلا حدود من الأخطار الرئيسة الناتجة عن السفر لبلاد الكفار، حيث إعجاب الشباب بهذا المبدأ واحتمال حصول ذلك كبير عندهم.
وهذا مهلك لشبابنا في معتقداتهم وأخلاقهم كأفراد، ومدمر للعلاقات الأسرية لأن من مظاهر هذه الحرية انعدام سيطرة الأب وقوامته على أبنائه وأسرته.

----------------------
عوامل تقود للسفر للخارج
----------------------

ويذكر الشيخ محمد السعيد جملة من العوامل المحرّضة على السفر للخارج ومنها:

- عدم الخوف والخشية من الله عز وجل القائل في كتابه ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) مما يتولّد عن ذلك ضعف الوازع الديني، وعدم المبالاة والمجاهرة بالمعاصي الناتجة من عدم الحياء.

- عدم الفقه في الدين والجهل بأمور الشرع ومن ذلك عدم الاطلاع على فتاوى علماء الإسلام التي تحرّم السفر للبلدان الكافرة المنحلة إلا في حدود ضيقة، فلعل من يطلع على هذه الفتاوى ممن همَّ بالسفر لبلاد الإباحية أن يتقي ربه ويعيد حساباته مع نفسه ويتراجع وذلك خير وأبقى.

- وجود الفراغ عند البعض وكأن هذا الفراغ في نظره شر لابد منه ولابد من التخلص منه فليجأ للسفر للخارج لأنه وللأسف الشديد لم يعرف كيف ينظم وقته ويستفيد من إجازته على الوجه المشروع.

- الغنى المطغي والثراء الزائد عند البعض.

- النفس الأمارة بالسوء وإغواء الشيطان له.

- رفقاء السوء ودعاة الضلال خصوصاً من سبق له السفر وزلّت به القدم ويرغبون في إيقاع غيرهم فيما وقعوا وتورطوا فيه لدرجة أن بعضهم تصل به الجرأة إلى عرض صور المومسات الغانيات القذرة المشينة ليغرر بها الشباب ظلماً وعدواناً ونشراً للفاحشة.

- القدوة السيئة من بعض الآباء الذين فتنوا بالسفر للخارج مما يجرئ أبناءه على السفر وربما أعطى الوالد لولده تذكرة السفر كهدية لنجاحه وتفوقه في الدراسة.

- ما تقوم به أفراد العمالة الوافدة من مدح لبلدانهم المنحلة وتصويرها في أحسن صورة وأروع مشهد مما يرغَّب ويحفَّز الآخرين على السفر ويغرر بهم حتى وإن كانت تلك البلاد أسوأ بقاع العالم.

- وسائل الإعلام ودورها مع الشركات والمؤسسات السياحية في التغرير بشباب المسلمين وحملهم على السفر للخارج.


----------------------
نصيحة فضيلة الشيخ صالح الفوزان
----------------------

* فيما سُئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: ما هي نصيحتكم للآباء الذين يرسلون أبناءهم للخارج في الصيف بحجة دراسة اللغة الإنجليزية أو السياحة.. وما هي نصيحتكم لمن يسافرون للخارج؟
- فأجاب: نصيحتي لهؤلاء الآباء أن يتقوا الله في أبنائهم فإنهم أمانة في أعناقهم يسألون عنها يوم القيامة، فلا يجوز لهم المغامرة بهؤلاء الأبناء بإرسالهم إلى بلاد الكفر والفساد خشية عليهم من الانحراف، وتعلّم اللغة الإنجليزية إن كانوا بحاجة إليها أمكنهم تعليمهم إياها في بلادهم بدون سفر إلى بلاد الكفار وأعظم من هذا خطر إرسالهم للسياحة. والسفر لهذا الغرض محرّم كما سبق في الجواب الأول، ونصيحتي لمن يسافرون للخارج من يجوز لهم السفر شرعاً أن يتقوا الله ويحافظوا على دينهم ويظهروه ويعتزوا به ويدعوا إليه ويبلغوه للناس وأن يكونوا قدوة صالحة يمثلون المسلمين تمثيلاً صحيحاً، وألا يبقوا في بلاد الكفار أكثر من الحاجة الضرورية، والله أعلم.

----------------------
النجاة والمخرج
----------------------

إنه لا بد من وقفة للتذكر والاتعاظ ومراجعة النفس ومحاسبتها حتى تعود إلى رشدها وتلزم طريق الحق وأن تعلم عظم المخازي والرزايا التي يجرها السفر للخارج على الفرد وعلى الأمة المسلمة بأسرها.
فعن علاج هذه الظاهرة يذكر الشيخ محمد السعيد: أهمية التربية الإسلامية للناشئة وتحصينهم بالإيمان بالله تعالى وحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وتخويفهم بالله وعذابه الأليم لمن ترك سبيل الهداية وحاد عن جادة الصراط المستقيم.
أيضاً الحظر على وسائل الإعلام من نشر الدعايات المضللة والإعلانات المغررة والصور الفاتنة المشجعة على السفر للخارج، وتحذير الناشئة من أضرار القنوات الفضائية وما تحمله من الشرور والآثام وما يعرض عبر شبكات الإنترنت من الصور الفاحشة والأفكار الهدامة.

كما يحذّر الشيخ محمد المهيدب من أسلوب مريض ينتهجه بعض العائدين من الخارج ويدعو إلى أن يراجعوا أنفسهم ويتقوا الله جل وعلا، ذلك أنهم يدعون للسفر ويثنون على بلاد الكفار ويمدحونها بحجة المناظر الجميلة ويبين الشيخ محمد أن ترك هذا الأسلوب المجافي للصواب الداعي للإغواء يقلل من الإعلان والدعاية عن بلاد الكفار.

ومن الحلول التي يذكرها الشيخ عثمان بن عبد الرحمن الشعلان إمام مسجد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين – حفظه الله – أن يتذكر المسافر أنه إنما يضيع عمره الذي لا يعود؛ فكل دقيقة تمضي تبعد عن الدنيا وتقرّب من الآخرة وإن المرء قد يخسر مالاً أو يفقد شيئاً وقد يستعيده ولكن أنى له أن يستعيد لحظة من عمره. وعلى ذلك فالسفر لتلك البلدان التي تظهر الكفر والفسق والدعارة والدياثة والإلحاد ومحاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنه ولا شك إضاعة للوقت فيما حرّم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهي لذة عاجلة يعقبها الندم.

ويضيف الشيخ محمد السعيد حلولاً أخرى لمشكلة السفر للخارج منها:
- الحد من البعثات الخارجية واقتصارها على حدود الضرورة.
- عدم إعطاء السفهاء وصغار السن الأموال ليضيعوها في معصية الله، حيث تشجعهم تلك الأموال على السفر العابث.
- التحذير من مخالطة المنحرفين وقرناء السوء.
- تنظيم الوقت، وهو من أهم القضايا، حيث يجب أن تشغل النفس بطاعة الله ولا تترك في مهاوي الردى والآثام وأن توجّه للنافع المفيد والعمل الصالح.

----------------------
ضوابط السفر للخارج
----------------------

وفي هذا الموضوع يقول فضيلة الشيخ عمر العيد إن العلماء – رحمهم الله – ضبطوا له ضوابط فلابد أن تكون هناك مصلحة ضرورية، جهاد في سبيل الله ومن الجدير ذكره أن السياحة في الإسلام جهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته ولم يكن معروفاً من قبل عن سلفنا – رحمهم الله تعالى – السفر لبلاد الكفار بغرض السياحة والنزهة وإنما هي عادة أخذت من الكفار أنفسهم.
ويضيف فضيلته أن من الضوابط الشرعية أيضاً للسفر للخارج أن يكون بهدف الدعوة إلى الله تعالى وهؤلاء القوم الذين يسافرون إلى تلك الديار حين ينزلون لا تجدهم يسألون عن: أين المركز الإسلامي؟ أين المسجد؟ أين تجمع المسلمين وإنما يسألون عن الشواطئ وأماكن اللهو المليئة بالعري والخنا ويسألون عن مواطن الترفيه الفاسد، حيث الطرب والفسق والزمر والمجون.
ومن الضوابط طلب العلم الذي لا يوجد في بلاد الإسلام. ومع كل ذلك يشترط العلماء – رحمهم الله – أن يستطيع المسلم إظهار دينه فإن كان لا يستطيع إظهار معالم هذا الدين القويم فلا يجوز له السفر إلى تلك الديار.

----------------------
أين تقضي الإجازة
----------------------

حين يضع المرء أمامه الفرص المحرمة لقضاء الإجازة ويتجاهل الخيارات المباحة فإنه بذلك نفى عنه ميزان العدل في النظر لهذا الأمر فإن الترفيه عن النفس لا ينفصل عن طاعة الله والعمل بأمره والابتعاد عن المنكرات بشتى صورها.
وفي هذا الموضوع يتحدث الدكتور إبراهيم الهويمل مبيناً أن في بلادنا ولله الحمد ما يصرف عن السفر لغيرها، فبلاد فيها الحرمان الشريفان أعظم ترويح عن النفس أن يكون لها نصيب أوفر من الإجازة طلباً لراحة النفس وهدوئها وطمأنينتها كما أن للمرء الترويح عن نفسه بالسفر لمناطق في هذه البلاد أنعم الله عليها بالمناظر الجميلة والهواء العليل مع الإلتزام بآداب الإسلام من الحشمة والكرامة والبعد عن المحرمات.

كما يركّز الشيخ محمد المهيدب على نعمة الأمن ولله الحمد وأن استمرارها على هذه البلاد متوقف على تمسكها بكتاب ربَّها وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ويذكر فضيلته ما تعاني منه البلاد المنحلة والكافرة من ارتفاع نسبة الجريمة من قتل وسلب وهتك للعرض فلماذا يعرض المسلم نفسه وأهله لمثل هذه المخاطر؟

ويستطرد فضيلته أن في هذه البلاد ولله الحمد ما يعوّض عن السفر للخارج، فالأماكن الباردة لمن يتذمرون من الحر موجودة، والعلاج متوفر ولله الحمد وخير من كل ذلك أن يحفظ المرء دينه ويحمي نفسه وأهله في بلاد آمنة.

ويوضح الشيخ عثمان الشعلان عظم الأجر وجزيل الثواب لمن قصد بيت الله الحرام بمكة المكرمة وأدى العمرة والصلاة فيه وهي بمائة ألف صلاة ثم زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه وهي تعدل 1000 صلاة فيما سواه ثم مكثت في بلدك محافظا على أولادك غير مضيع للأمانة ألحقتهم بحلق تحفيظ القرآن الكريم وأرشدتهم لصلاة الجماعة خاصة صلاة الفجر.

وهنا لا يغفل دور المراكز الصيفية وأثرها في استثمار أوقات الشباب فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة.

ويقول فضيلة الشيخ محمد السعيد إن من مآسي السفر للخارج تضييع الأمانة، فالمسافر لخارج بلاده إن اصطحب أسرته فتلك مصيبة وإثم حيث جنى على نفسه وعليهم وإن تركهم وأهملهم فهذا سبب لضياعهم، حيث يفقدون الموجه والمربي. والأسوأ من ذلك تركهم للخادمة والسائق لتتعاظم الشرور والله جلَّ وعلا يقول ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة.. ) فعلى أولياء الأمور تقوى الله – جل وعلا – وإن كان ولابد فليكن قضاء الإجازة داخل هذه البلاد وأن يوضع لذلك الضوابط المشروعة والقواعد التي لا تتنافى مع أحكام الشريعة الإسلامية.
المرجع: مجلة الدعوة العدد 1745ربيع الأول1421هـ


2 ـ رسالة عاجلة إلى زوجي الحبيب



هذه رسالة لك وإلى كل الأزواج الصالحين ـ نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً ـ من زوجاتكم اللواتي يعانين من الصمت.. ولا يجرؤون على التصريح خشية السخرية منكم.. أو أنهن صرحن ولم يجدن آذاناً صاغية..

ما إن تبدأ الإجازة الصيفية إلا وأضع يدي على قلبي.. خشية المفاجأة المرتقبة: سأسافر إلى دولة كذا وكذا للنزهة والسياحة مع بعض الشباب..
قد لا تعلم كم أعاني من الضغوط الشديدة بسبب سفرك هذا.. أو لعلك تعلم ولا تبالي.. وإليك بعضاً من هذه الضغوط.. لعلها تحملك على مراجعة نفسك قبل الإقدام على السفر..

يا زوجي.. أنا وأنت من عائلة محافظة.. قلَّ من يسافر من شبابها للخارج.. ومن يفعل ذلك فلحاجة أو دعوة أو دراسة.. أما السياحة فنادراً ما يسافر لأجلها أحد منا.. وهؤلاء ترتسم حولهم علامات استفهام وتعجب كثيرة.. وأنت بسفرك هذا تثير هذه العلامات حول شخصك دونما حاجة.. صحيح أنني أثق بك وبرفقتك الصالحة.. لكن أهلي وإخوتي والناس ليسوا كذلك..!!

زوجي الحبيب.. يُفترض فيك أن تكون قدوة صالحة.. فإذا سافرت للخارج اقتدى بك الكثيرون ممن لا دين ولا خوف من الله يردعهم.. وهو كثير في مجتمعنا.. فهل تريد أن تبوء بإثمك وإثمهم؟! كذلك؟!!
أنت تعرف بلا شك أن كثيراً من العلماء أفتى بحرمة السفر للبلاد التي تكثر فيها الفتن.. ولا يخفى عليك أن هذه الدول تعج بالمنكرات والفتن التي تأتي إليك.. تطرق عليك بابك وتُلح عليك.. حتى وإن أعرضت عنها وامتنعت.. فاتق الله في نفسك واحذر حرص الشيطان فإن لم تقع هذه المرة فحتماً ستقع في مرات قادمة..
وإذا سافرت تركتني وأبناءك عند أهلي أسابيع قد تطول وقد تقصر.. وهم وإن صبروا واحتملوا سنة فلن يحتملوا كل سنة..
فارحمني ـ رحمك الله ـ من الإحراج والتجريح الذي أشعر به بسبب تصريحهم أو تلميحهم باستهجان سفرك هذا..

زوجي العزيز.. هذا غيض من فيض.. أرجو أن تقف عنده متأملاً.. لعل الله أن يهديك وتقلع عن هذه العادة السيئة.
التوقيع زوجتك

مجلة الأسرة العدد 109ربيع الثاني1423هـ

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
استغلال الإجازة
  • الأنشطة الصيفية
  • مشـروعات للإجازة
  • رسائل
  • الأسرة والإجازة
  • الفتاة والإجازة
  • السفر وآدابه
  • منوعات
  • أحكام العمرة
  • الصفحة الرئيسية