صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أربعون الحج والعمرة

د.ممتاز عبدالقادر حيزة

 
بسم الله الرحمن الرحيم


1- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(بُنيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان).[متفق عليه].

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].

2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من حجّ البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه).
[متفق عليه].

- وعن جُبير بن مطعم يبلغ به ,أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا تمنعوا أحدًا يطوف بهذا البيت ويصلّي أي ساعة شاء من ليل أو نهار) قال الفضل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدًا). سنن أبي داود 1894 ، وصححه الألباني.
3- وعن صفوان بن أمية رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم متضمخ بالخلوق، عليه مقطعات قد أحرم بعمرة فقال: كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي؟ فأنزل الله عز وجل:{وأتموا الحج والعمرة لله} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أين السائل عن العمرة؟) فقال: ها أنا ذا. فقال:(ألقِ عنك ثيابك واغتسل، واستنق ما استطعت، وما كنتَ صانعًا في حجتك فاصنعه في عمرتك)
قال الألباني في السلسلة 6\626 : أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن أبي حاتم في تفسيره، وابن عبد البر وهو في صحيح أبي داود.

- وعن ابن عمر قال: وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحُليفة,ولأهل الشام الجُحفة، ولأهل نجد قرن، وبلغني أنه وقّت لأهل اليمن يلملم). رواه أبوداود في سننه – وقال الألباني : صحيح .

4- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلتُ: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ فقال:(لَكُنَّ أفضل الجهاد: حَجٌّ مبرور).
[رواه البخاري].
- وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حَجَّةِ الوداع، فمِنّا من أهَلَّ بعُمرة، ومنّا من أهل بحَجٍّ وعمرة، ومنّا من أهلّ بحَجٍَّ، وأهَلَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالحجِّ، فأمّا من أهل بعمرةٍ فحَلَّ، وأما من أهل بحجٍّ أوجَمَعَ الحج والعمرة, فلم يَحِلُّوا، حتى كان يوم النحرِ.
[رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة].

5- عن طارق بن شهاب,قال:جاء رجل من اليهود إلى عمر رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين, آية في كتابكم تقرؤونها,لو علينا نزلت,معشر يهود,لاتَّخذنا ذلك اليوم عيداً,قال: وأيُّ آيةٍ؟ قال:((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)),فقال عمر:إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه,والمكان الذي نزلت فيه,نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات,في يوم جمعةٍ .
[رواه البخاري ومسلم]

- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عمرة في رمضان تعدل حجة، أو حجة معي) [متفق عليه].

6- عن كعب بن عُجرة رضي الله عنه قال: وقف عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحُديبية ورأسي يتهافت قملاً، فقال:(يُؤذيك هَوَامُّكَ؟) قلتُ: نعم. قال:(فاحلق رأسك). - أو قال:(احلِق) -، قال: فيَّ نزلت هذه الآية:{فمن كان منكم مريضا أو به أذًى من رأسه}[البقرة: 196] إلى آخرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(صُم ثلاثة أيام أو تصدق بفرَقٍ بين ستة، أو انسُك بما تيسر). [رواه البخاري].
– وعنه رضي الله عنه, في رواية قال: نزلتْ فيَّ خاصة, وهي لكم عامة. [رواه البخاري].

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتح الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:(إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلّط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لم تحل لأحد كان قبلي، وإنها أُحلّت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحدٍ بعدي، فلا يُنفَّرُ صَيدُها، ولا يُختلى شوكُها، ولا تحِلُّ ساقِطتها إلا لمُنشِدٍ، ومن قُتل له قتيل فهو بخير النظرَيْن، إما أن يُفدى وإما أن يُقتلَ), فقال العباس: إلا الإذخر. يا رسول الله، فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إلا الإذخر) فقام أبو شاهٍ ، رجل من أهل اليمن، فقال: اكتبوا لي: يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اكتبوا لأبي شاهٍ). قال الوليد: فقلتُ للأوزاعي: ما قوله: اكتبوا لي يا رسول الله؟ قال: هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. [رواه البخاري ومسلم].

7- عن لُقَيْط بن عامر رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظَّعَن؟ قال:(حُجَّ عن أبيك واعتمر) [رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح].

- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله يقول: إن عبدًا أصححتُ له جسمه، ووسعتُ عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفِدُ إليَّ محروم) [قال الألباني في السلسلة الصحيحة 22\4 ورد من حديث أبي سعيد ، وأخرجه أبو يعلى في مسنده، وابن حبان والأنباري في (الأماني) والبيهقي وغيره، وعن أبي هريرة : رواه ابن عساكر والعقيلي].

8- عن عبد الله بن عباس قال:(قرأ هذه الآية:{ليس عليكم جُناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم}. قال: كانوا لا يتجرون بمنى فأُمروا بالتجارة إذا أفاضوا من عرفات). قال الألباني : صحيح. سنن أبي داود للألباني (1731).كما رواه البخاري بلفظ قريب.

- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(منْ كان له ذِبح يذبحه، فإذا أهلَّ هلال ذي الحجة فلا يأخُذنَّ من شعره ولا من أظفاره شيء حتى يضحّي)[رواه مسلم].

9- عن أنس رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلّ بهما جميعًا:(لبيك عمرة وحجًّا، لبيك عمرة وحجًّا).
[رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة].

- وعن جابر رضي الله عنه أنه قال: أقبلنا مُهلّين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج مفرد واقبلت عائشة رضي الله عنها بعمرة، حتى إذا كنا بِسَرِفْ عركَتْ عائشة، حتى إذا قدمنا طُفنا بالكعبة والصفا والمروة، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلّ منّا من لم يكن معه هدي، قال: فقلنا: حلُّ ماذا؟ قال:(الحلُّ كله)فواقعنا النساء وتطيبنا بالطيب، ولبسنا ثيابنا، وليس بيننا وبين عرفة إلاّ أربع ليال، ثم أهللنا يوم التروية، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فوجدها تبكي، فقال:(ما شأنك؟) قالت: شأني أني قد حِضتُ، وقد حلَّ الناس ولم أحلل، ولم أطف بالبيت، والناس يذهبون إلى الحج الآن، فقال:(إن هذا أمرٌ كتبه الله على بنات آدم، فاغتسلي ثم أهلّي بالحج) ففعلتْ ووقفتْ المواقف، حتى إذا طهُرَتْ طافتْ بالكعبة والصفا والمروة. ثم قال:(قد حللتِ من حجك وعمرتك جميعًا) فقالت: يا رسول الله، إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججتُ، قال:(فاذهب بها يا عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم) وذلك ليلة الحصبة. [رواه مسلم والبخاري وأبوداود والنسائي].

10- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة ثقيلة، وإني أريد الحج، فما تأمرني؟ قال:(أهلّي بالحج، واشترطي أن محلّي حيث تحبسني)قال: فأدركتْ. [رواه مسلم والنسائي وابن ماجة].

- وعن موسى بن نافع قال: قدمتُ مكة متمتعًا بعمرة قبل التروية بأربعة أيام، فقال الناس: تصير حجتك الآن مكية، فدخلتُ على عطاء بن أبي رباح فاستفتيته، فقال عطاءٌ: حدّثني جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما، أنه حجّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ساق الهدي معه ، وقد أهلّوا بالحج مفردًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أحلوا من إحرامكم، فطوفوا بالبيت، وبين الصفا والمروة، وقصّروا وأقيموا حلالاً، حتى إذا كان يوم التروية فأهلّوا بالحج واجعلوا التي قدمتم بها متعة) قالوا: كيف نجعلها متعة وقد سمينا الحج؟ قال:(افعلوا ما آمركم به، فإني لولا أني سقتً الهدي لفعلتً مثل الذي أمرتكم به، ولكن لا يحِلُّ مني حرامٌ حتى يبلغ الهدي محِلَّهُ) ففعلوا. [رواه مسلم والبخاري].

11- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يلبس المُحرم من الثياب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تلبسوا القمُص، ولا العمائم، ولا السراويلات، ولا البرانس، ولا الخفاف، إلا أحَدٌ لا يجد النعلين فليبس الخفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين، ولا تلبسوا من الثياب شيئا مسه الزعفران ولا الوَرْس)
[رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة].

- وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(خمسٌ فواسق يُقتلنَ في الحِل والحرم: الحية، والغراب الأبقع، والفأرة، والكلب العقور، والحُدَيًّا) الحديا: الحدأة.
[رواه مسلم والنسائي وابن ماجة].

12- عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: طيّبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لحرمه حين أحرم، ولحلّه حين أحل، قبل أن يطوف بالبيت.
[رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة].

- وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام) يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل؟ قال:(ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).
[رواه البخاري].

13- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف في الحج والعمرة، أوّل ما يقدم فإنه يسعى ثلاثة أطوافٍ بالبيت، ثم يمشي أربعةً، ثم يصلّي سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة.
[رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة].

- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ما تركتُ استلام هذين الركنين، اليماني والحَجَرَ، مُذ رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما في شدةٍ ولا رخاءٍ.
[رواه البخاري ومسلم والنسائي – واللفظ لمسلم-].

14-عن جعفر بن محمد, عن أبيه قال: دخلنا على جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فسأل عن القوم حتى انتهى إلي فقلتُ: أنا محمد بن علي بن حسين، فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى ثم نزع زري الأسفل ثم وضع كفيه بين ثديي وأنا يومئذ غلام شاب، فقال: مرحبا بك يا ابن أخي! سَلْ عمّا شئت، فسألته وهو أعمى، وحضر وقت الصلاة فقام في نساجة ملتحفا بها، كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها، وردائه إلى جنبه ، على المشجب، فصلّى بنا، فقلتُ: أخبرني عن حَجَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بيده، فعقد تسعا. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ثم أذنَّ في الناس في العاشرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجُّ فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عُميس محمدَ بن أبي بكر رضي الله عنه، فأرسلتْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع؟ قال:(اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي) فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين في المسجد، ثم ركب القصواء، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، نظرتُ إلى مد بصري بين يديه ، من راكب وماشِ، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك،ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به، فأهلّ بالتوحيد:(لبيك اللهم! لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) وأهل ّ الناس بهذا الذي يهلّون به، فلم يردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئًا منه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته. قال جابر رضي الله عنه: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه ، استلم الركن، فرمل ثلاثا ومشى أربعا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ:{واتّخذُوا من مقام إبراهيم مصلّى}[البقرة: 125]، فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول - ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم - : كان يقرأ في الركعتين:{قل هو الله أحد} وَ {قل يا أيها الكافرون}. ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرح من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ:{إن الصفا والمروة من شعائر الله}[البقرة: 158]، (أبدأ بما بدأ الله به) فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتى رأى البيت فاستقبل القبلة، فوحد الله وكبّره وقال:(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده) ثم دعا بين ذلك: قال مثل هذا ثلاث مرات. ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعدتا مشى، حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طواف على المروة قال:(لو أنّي استقبلتُ من مري ما استدبرتٌ لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلّ، وليجعلها عمرة). فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم لأبدٍ؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدةً في الأخرى، وقال:(دخلتْ العمرة في الحج) مرتين: لا بل لأبَدٍ أبَدٍ. وقدم عليٌّ رضي الله عنه من اليمن ببُدْن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حلّ، ولبست ثيابا صبيغًا، واكتحلت، فأنكر ذلك عليها فقالت: إن أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي رضي اله عنه يقول بالعراق: فذهبتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرِّشًا على فاطمة للذي صنعت، مستفتيًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرتْ عنه، فأخبرتُه أنّي أنكرت ذلك عليها، فقال:(صَدََقتْ، صَدَقتْ، ماذا قلتَ حين فرضتَ الحج؟) قال: قلتُ اللهم إني أُهلُّ بما أهلَّ به رسولك، قال:(فإن معي الهدي فلا تحِلُّ). قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مئة، قال: فحلَّ الناس كلهم وقصّروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هديٌ. فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى وأهلّوا بالحج، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من شعر تُضرب له بنمرة، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قُريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام، كما كانت قُريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضُربت بنمرة، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرُحِلتْ له، فأتى بطن الوادي فخطب الناس فقال:(إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دماءنا دم ابن ربيعة بن الحارث - كان مسترضعًا في بني سعد فقتلته هُذيْلٌ - وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب ,فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهنّ بأمان الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، ولكم عليهنّ أن لا يوطئن فرشكم أحدٌ تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضربا غير مُبَرِّح، ولهُنَّ عليكم رزقهُنّ وكسوتهُنّ بالمعروف، وقد تركتُ فيكم ما لن تضلّوا بعده إن اعتصمتم به, كتاب الله، وأنتم تسألون عنّي، فما أنتم قائلون؟) قالوا: نشهد أنك قد بلّغتَ وأديتَ ونصحتَ، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها غلى الناس:(اللهم اشهد! اللهم اشهد!) ثلاث مرات، ثم أذَّنَ ثم أقام فصلّى الظهر,ثمَّ أقامَ فصلى العصرَ, ولم يصلِّ بينهما شيئاً، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنَقَ للقصواء الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مَورِكَ رَحلِه، ويقول بيده اليمنى:(أيها الناس! السكينة السكينة) كلما أتى حبلًا من الحبال أرخى لها قليلًاً، حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلّى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتَيْن، ولم يسبح بينهما شيئا، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر، وصلى الفجرَ حتى تبيّن له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة فدعاه وكبّرَهُ وهلّلهُ ووحدّه، فلم يزل واقفا حتى أسفرَ جِدًّا، فدفع قبل أن تطلع الشمس وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلًا حسن الشعر أبيض وسيمًا، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به ظعن يجرين فطفق الفضل ينظر إليهنَّ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل، فحوّلَ الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحوّل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه من الشق الآخر على وجه الفضل، يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى بطن مَحَسِّرٍ فحرّك قليلًا، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكُبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبّر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثًا وستين بيده، ثم اعطى عليًا رضي الله عنه فنحر ما غبرَ، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجُعلت في قدر، فطُبخَتْ، فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت، فصلّى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم،فقال: (انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعتُ معكم، فناولوه دلوًا فشرب منه. [رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة].

- وعن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يُردف عائشة ويُعمرها من التنعيم. [رواه البخاري].

15- عن عابس بن ربيعة قال: رأيتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُقبّل الحجر – يعني الأسود - ويقول: أعلم أنك حجر ما تنفع ولا تضر، ولولا أني رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبلتك.
[متفق عليه].

- وعن أبي سعيد رضي الله عنه، وقد غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة، قال: أربعٌ سمعتهُنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجبنني وانقنني: (أن لا تسافِرَ امرأة مسيرة يومين ليس معها زوجها أو ذو مَحْرَمٍ، ولا صَومَ يومين: الفِطر والأضحى، ولا صلاة بعد صلاتين: بعد العصر حتى تغرُبَ الشمسُ، وبَعدَ الصُبحِ حتى تطلعَ الشمس، ولا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجدَ: مَسجدِ الحَرَامِ، ومسجدي، ومسجدِ الأقصى).
[رواه البخاري].

16- عن ابن عباس رضي الله عنهما ,قال:(صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر يوم التروية والفجر يوم عرفة بمنى)
[ صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 1911]

- وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:
( طوافك بالبيت، وبين الصفا والمروة، يكفيك لحجك وعمرتك)
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 638\4 : أخرجه مسلم وأبو داود.

17- وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه قال:
(ما من يومٍ أكثرَ مِنْ أنْ يُعتِقَ اللهُ فيهِ عبيداً مِنَ النارِ مِن يومِ عَرَفة وإنَّهُ لَيدنوا يَتجَلى ,ثُمَّ يُباهي بِهِمُ الملائكة فيقولُ: ما أرادَ هَؤلاءِ؟ )
[رواه مسلم].

- وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم عرفة؟ قال:(يُكفّر السنة الماضية والباقية)[رواه مسلم].
- ومن السُنة صيامه لغير الحاج.

- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان فلانٌ رِدْفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فجعل الفتى يُلاحظ النساء وينظر إليهنَّ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ابن أخي هذا يومٌ من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له).
[رواه أحمد بإسناد صحيح وابن خزيمة إلا أنه قال: كان الفضل بن عباس رضي الله عنه رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم].

18- عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(كل عرفة موقف، وكل منى منحر، وكل المزدلفة موقف، وكل فجاج مكة طريق ومنحر)
[سنن أبي داود للألباني \1937\، وصححه الألباني].

- وروى أبو داود في سننه: قال: حدثنا مسدد ثنا يحيى عن إسماعيل ثنا عامر أخبرني عروة بن مضرس الطائي قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم – بالموقف يعني – بجَمع، قلتُ: جئتُ يا رسول الله من جبل طيئ، أكللتُ مطيّتي وأتعبتُ نفسي، والله ما تركتُ من جبل إلا وقفتُ عليه، فهل لي من حج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (من أدرك معنا هذه الصلاة وأتى عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تمَّ حجه، وقضى تفثه)
[سنن أبي داود للألباني\1950\ ، وصححه الألباني].

19- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى صلاة إلا لميقاتها، إلا صلاتَيْن، صلاة المغرب والعشاء بجَمعٍ، وصلّى الفجر يومئذ قبل ميقاتها.
[رواه البخاري ومسلم وأبوداود والنسائي واللفظ لمسلم].

- وعن عبد الرحمن بن زيد قال: خرجنا مع عبد الله رضي الله عنه إلى مكة، ثم قدمنا جَمعًا، فصلّى الصلاتَيْن، كل صلاة وحدها بأذان وإقامة, والعشاء بينهما، ثم صلّى الفجر حين طلع الفجر، قائل يقول : طلع الفجر، وقائل يقول: لم يطلع الفجر، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إن هاتين الصلاتين حُوِّلتا عن وقتهما في هذا المكان، المغرب والعشاء، فلا يقدم الناس جمعًا حتى يعتموا، وصلاة الفجر هذه الساعة) ثم وقف حتى أسفر، ثم قال:(لو أن أمير المؤمنين أفاض الآن أصاب السنة). فما أدري: أقوله كان أسرع أم دفع عثمان رضي الله عنه، قلم يزل يلبّي حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر.
[رواه البخاري في باب : حتى يصلّي الفجر بجَمعٍ (صلاة الفجر بالمزدلفة) 1599].

20- وعن ابن جُريج قال: حدّثني عبد الله مولى أسماء عن أسماء رضي الله عنها: أنها نزلت ليلة جمع عند المزدلفة فقامت تصلي، فصلّت ساعة ثم قالت: يا بُني هل غاب القمر؟ قلتُ: لا. فصلّت ساعة ثم قالت: هل غاب القمر؟ قلتُ: نعم. قالت: فارتحلوا. فارتحلنا ورمينا حتى رمتْ الجمرة، ثم رجعت فصلّت الصبح في منزلها، فقلتُ لها: يا هنتاه، ما أرانا إلا قد غلسنا، قالتْ: يا بُني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن للظعن.
[رواه البخاري 1595].

- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أغيلمة بني عبد المطلب على حمرات فجعل يُلطّخ أفخاذنا ويقول:(أبيني ,لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس) .
قال أبو داود: اللطخ: الضرب اللين.
[سنن أبي داود برقم 1940 ، وقال الألباني: صحيح.]

21- عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى مِنَى، فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى ونحر، ثم قال للحلاّق:(خُذْ) وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس. [متفق عليه].
- وفي رواية: لما رمى الجمرة ونحر نسكه وحلق، ناول الحلاق من شِقّه الأيمن فحلقه، ثم دعا أبا طلحة الأنصاري رضي الله عنه، فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر فقال:(احلق)فحلقه فأعطاه أبا طلحة فقال:(اقسمه بين الناس).

- وعن جابر رضي الله عنه قال: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحرِ ضحى، وأما بَعدُ ,فإذا زالت الشمس.
[رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة].

22- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاض يوم النحر ثم رجع فصلّى الظهر بمنى. قال نافع: فكان ابن عمر يُفيض يوم النحر، ثم يرجع فيصلي الظهر بمنى، ويَذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله. [رواه البخاري- معلقا – ومسلم وأبو داود].

- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلّى الظهر ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس، كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ويقف عند الأولى والثانية فيُطيل القيام ويتضرع، ويرمي الثالثة ولا يقف عندها.
[سنن أبي داود للألباني\1973\، وصححه الألباني].

23- عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حَصَيات، يُكبِّرُ على إثر كل حصاة، ثم يتقدم حتى يُسهلَ، فيقوم مستقبلَ القبلة، فيقوم طويلا، ويدعو ويرفعُ يَدَيه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال فيستهلُ، ويقوم مستقبلَ القبلة، فيقوم طويلا، ويدعو ويرفع يديه، ويقوم طويلا، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ثم ينصرف, فيقول: هكذا رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يفعَلهُ.
[رواه البخاري].
- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتاه رجل يوم النحر وهو واقفٌ عند الجمرة، فقال: يا رسول الله إنّي حَلقتُ قبل أن أرمي. قال:(إرمِ ولا حَرَجَ). وأتاه آخر فقال: إني ذبحتُ قبل أن أرمي. قال:(ارم ولا حرج) وأتاهُ آخَرُ فقال: إني أفضتُ إلى البيت قبل أن أرمي. قال:(ارم ولا حرج) قال: فما رأيتُه سُئِلَ يومئذٍ عن شيءٍ إلاّ قالَ:(افعلوا ولا حَرَجَ).
[رواه البخاري مسلم].

24- وعن جابر رضي الله عنه قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة, بمِثلِ حَصَى الخَذفِ.
[رواه مسلم والترمذي وابن ماجة].

- وعن نافع عن ابن عمر: أنه كان يأتي الجمار في الأيام الثلاثة بعد يوم النحر ماشيا ذاهبًا وراجعًا، ويُخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك. [سنن أبي داود للألباني\1969\ ، وصححه الألباني].

25- عن جابر رضي الله عنه قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول:(لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه)[رواه مسلم وأبو داود والنسائي].
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه سأله رجل: متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامُكَ فارمِهِ. فأعاد عليه المسألة. قال: كنا نتحَيَّنُ، فإذا زالتِ الشمسُ رَمَينا. [رواه البخاري].

26- - عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيخًا يُهادى بين ابنيه، قال:(ما بال هذا؟) قالوا: نذر أن يمشي. قال:(إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني) وأمره أن يركب. [رواه البخاري].

- وعن إبن عباس رضي الله عنهما قال:سَقَيتُ النبي صلى الله عليه وسلم مِنْ زَمْزَمَ ,فشرب وهو قائمٌ. [متفق عليه]

27- عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(لا يخلونَّ رجلٌ بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) فقال له رجل: يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجّة، وإني اكتتبتُ في غزوة كذا وكذا؟ قال:(انطلق فحجّ مع امرأتك)[متفق عليه].
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم:خرّ رجلٌ من بعيره، فوُقِصَ فماتَ، فقال:(اغسلوه بماءٍ وسدرٍ، وكفّنوه في ثوبيه، ولا تخمّروا رأسه، فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبّيًا).
[رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة].

28 - وأخرج أبوداود وأحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما:(الحائض والنفساء إذا أتتا على الوقت تغتسلان، وتُحرمان، وتقضيان المناسك كلها غير الطواف بالبيت) [وهوفي السلسلة الصحيحة 432\4 ].

- وروى أبو داود في سننه برقم 1826 ، حدّثنا قُتيبة بن سعيد ثنا إبراهيم بن سعيد المديني، عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(المُحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفّازَيْن)وصححه الألباني.

29- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رُخّص للحائض أن تنفر إذا أفاضتْ.
قال: وسمعتُ ابن عمرَيقولُ: إنها لا تنفرُ. ثم سمعتُه يقول بَعْدُ: إن النبي صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لهُنَّ.
[رواه البخاري].

- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: حاضت صفية بنت حُيَيّ بعدما أفاضت، قالت عائشة: فذكرتُ حيضتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أحابستنا هي؟) قالت: فقلتُ: يا رسول الله إنها قد كانت أفاضت وطافت بالبيت، ثم حاضت بعد الإفاضة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(فلتنفِر).
[رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة].

30 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أُمِرَ الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفّفَ عن المرأة الحائض. [رواه البخاري ومسلم].
- وفي رواية صحيحة:رَّخَصَّ للحائض أن تَنفِر إذا أفاضت.

- وعن أمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها,عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خَيْرُ مساجدِ النِّساءِ قَعرُ بُيُوتِهِنَّ)
[رواه أحمد وابن خزيمة والحاكمُ وقال :صحيح الإسناد]

31- عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول: أليس حسبُكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إن حُبِسَ أحدكم عن الحج طاف بالبيت وبالصفا والمروة، ثم حَلَّ من كل شيء، حتى يَحُجَّ عامًا قابلاً، فيُهدي أو يصومُ إن لم يجد هَديًا. [رواه البخاري].
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار يُقال لها: أمُّ سِنانٍ:(ما منعكِ أن تكوني حججتِ معنا؟) قالت: ناضحان كانا لأبي فلان- زوجها-، حَجَّ هو وابنه على أحدهما، وكان الآخر يَسقي غُلامُنا، قال:(فعمرةٌ في رمضان تقضي حَجَّةٌ, أو حَجَّةٌ معي). [رواه البخاري ومسلم والنسائي].

32- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من جُهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحُجَّ، فلم تحج حتى ماتت، أفأحجُّ عنها؟ قال:(نعم حُجّي عنها، أرأيتِ لو كان على أمك دين أكنتِ قاضيةً عنها؟ اقضوا الله ,فالله أحقّ بالوفاء). [رواه البخاري].

- وعن أبي بكر الصديق قال: سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أفضل الحج؟ قال: (العَجُّ والثجُّ).
[رواه الدارمي والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وأبو يعلى والحاكم وقال:صحيح الإسناد - قال وكيع:يعني بالعجِّ العجيج بالتلبية والثجُّ: نحرُالبُدُن].

33- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من الحج أو العمرة، كلمّا أوفى على ثنيةٍ أو فَدْفَدٍ كبّرَ ثلاثا، ثم قال:(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)[متفق عليه].
أوفى = أي ارتفع. فَدْفَدٍ= أي الغليظ المرتفع عن الأرض.

- عن أبي هريرة رضي الله عنه,يَبَْلغُ به النبي صلى الله عليه وسلم:
(لاتشَدُّ الرِحالُ إلاّ إلى ثلاثةِ مَسَاجدَ : مَسجدي هذا , وَمَسجدِ الحرامِ , وَمَسجدِ الأقصى )
[رواه البخاري ومسلم وأبوداود والنسائي وابن ماجه]

34- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس من بلدٍ إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، وليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافّين تحرُسُها، فينزل بالسبخة ، فترجف المدينة ثلاث رجفات، يُخرج الله منها كل كافر ومنافق). [رواه مسلم].

- وعن المدينة المنورة, قال عليه الصلاة والسلام:(من أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين). [متفق عليه].
35- عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: حُجَّ بي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وأنا ابن سبع سنين.
[رواه البخاري].

- وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تابعوا بين الحجِّ والعُمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خَبَثَ الحديد والذهب والفضة,وليس للحَجَّةِ المبرورة ثوابٌ إلاّ الجَنة)
[رواه الترمذي وحسنه, وابن خزيمة وابن حِبَّان]

36- عن جابر رضي الله عنه,أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صلاةٌ في مسجدي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلاّ المسجدَ الحرامَ , وصلاةٌ في المسجدِ الحرام ِ أفضلُ من مائةِ ألفِ صلاةٍ)
[رواه أحمد وابن ماجه بإسنادٍ صحيحٍ]

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام) [رواه البخاري ومسلم].

37- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي). [رواه البخاري ومسلم].

- وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَطَهَّر في بيتهِ ثُمَّ أتى مَسجِدَ قُباء فصلَّى فيه كانَ لهُ كأجرِ عُمرةٍ) [رواه أحمد والنَّسائي وابن ماجه والحاكم,وقال:صحيح الإسناد]

- عن عبد الرحمن بن حُمَيْد قال: سمعتُ عمر بن عبد العزيز يقول لجلسائه: ما سمعتم في سُكنى مكة؟ فقال السائب بن يزيد: سمعتُ العلاء – أو قال العلاء بن الحضرمي- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يُقيم المهاجر بمكة بعد قضاء نُسُكِهِ ثلاثاً ).
[رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة].

38-- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يُغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج).
رواه البزار وابن خزيمة والحاكم إلا أنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج).[وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم].
- وأخرج البزار عن محمد بن المنكدر عن جابر، وابن ماجة وابن حبّان - بلفظ قريب- قوله صلى الله عليه وسلم:
(الحجاج والعمّار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم).
[وهوفي السلسلة 433\4 ]

39- عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(جاءني جبريل فقال: مُرْ أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحَجِّ).
[رواه ابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال: صحيح الإسناد].

- وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائةِ ضِعفٍ).
[رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني والبيهقي].

40- عن جابر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(لا يَحِلُّ لأحدِكم أن يَحمِلَ بمكة السلاح).
[رواه مسلم].

- وأما حديث:(من طاف بالبيت – سبعًا- وصلّى ركعتين كان كعِدل رقبة)
[فقد قال الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة 6\497 : أخرجه ابن ماجة عن عبد الله بن عمر ، وإسناده صحيح، وأخرجه الترمذي وابن خُزيمة في صحيحه، وابن حبان وأحمد].

41- عن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما أنه قال: يا رسول الله، أتنزل في دارك بمكة؟ فقال:(وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور؟) وكان عقيلٌ ورثَ أبا طالب هو وطالبٌ. ولم يرثه جعفرٌ ولا عليٌ شيئًا، لأنهما كانا مسلمَيْن، وكان عقيلٌ وطالبٌ كافرَيْن.
[رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة].

- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُنزل الله كل يومٍ على حُجَّاج بيته الحرام عشرين ومئة رحمة, ستين للطائفين وأربعين للمُصَلِّين وعشرين للناظرين ) [رواه البيهقي بإسنادٍ حسن]

42- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضاً من الثلج، فسوّدته خطايا بني آدم)
[قال الألباني في السلسلة 6\230 : أخرجه الترمذي وابن خُزيمة في صحيحه، والطبراني في الكبير، وأحمد، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح].

- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ماء زمزم لما شُرب له، إن شربته تستشفي شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله، وإن شربته لقطع ظمأك قطعه الله، وإن شربته مستعيذاً أعاذك الله). قال: وكان ابن عباس رضي الله عنهما إذا شرب ماء زمزم قال: اللهم إني أسألك عِلماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشِفاءً من كل داء.
[رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي. قال الحافظ الدمياطي في المتجرالرابح-895-: سَلِمَ منه والله أعلم].

تمت بحمد الله وتوفيقه \ أربعون الحج والعمرة \ من السُنّة الصحيحة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام, وهي شاملة بإذن الله تعالى لمناسك وأحكام الحج والعُمرة,مع فضائل مكة المكرمة والمدينة المنورة, وأنوّه بأن حقوق الطبع والنشر والترجمة متاحة لكل مسلم , بشرط عدم التغيير أو التحريف بالأحاديث.


وكتبه الفقير إلى عفو ربه الكريم
د.ممتاز عبدالقادر حيزة
في ليلةالإثنين\ 17\ذي القعدة غفرالله له ولوالديه وللمسلمين

***

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

مختارات الحج

  • صفة الحج
  • يوميات حاج
  • أفكار الدعوية
  • رسائل للحجيج
  • المرأة والحج
  • المختارات الفقهية
  • أخطاء الحجيج
  • كتب وشروحات
  • عشرة ذي الحجة
  • فتاوى الحج
  • مسائل فقهية
  • منوعات
  • صحتك في الحج
  • أحكام الأضحية
  • العروض الدعوية
  • وقفات مع العيد
  • مواقع الحج
  • الرئيسية