صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خواطر عن الشيخ سفر الحوالي - شفاه الله
لتلميذه خضر بن سند

خضر بن سند
@Khader_sanad


بسم الله الرحمن الرحيم


خواطر حول الشيخ سفر الحوالي - شفاه الله
.. للشيخ خضر بن سند
(الجزء الأول)


السلام عليك في صحتك
والسلام عليك في مرضك
السلام عليك وعلى بسمتك الطاهرة
السلام عليك وأنت تصارع الآمك لوحدك
السلام عليك يا #سفر_الحوالي

#

كنا في عمر الزهور وكنتَ في ريعان شبابك .
كنا نتخبط في الظلمات وكنتَ لنا المصباح.
كنا نقسوا ونجهل عليك وكنتَ تحبنا وترحمنا .

#

كنا نشاهد أمواج الفتن وسيل المغريات حولنا .
وكنتَ تعلمنا أن الحياة بلا إيمان لا تساوي شيئاً .
كنت تتعب من أجلنا لكي تنقذنا.

#

رأينا ضحكاتك وابتساماتك ولم نعلم بتعبك .
صرفتَ شبابك وعنفوان صحتك من أجل تعليمنا .
لم تخبرنا بمرضك وضعف صحتك ابداً .

#

كنتَ تقتطع من لحظات عمرك لتهبها لنا.
كنتَ نذرت نفسك للتعليم حتى أتعبت من بعدك .
لم تطلب منا شيئاً سوى الدعاء لك إذا سقطت .

#

لا زلت أذكرك في يوم من أيام الدهر جئتنا متأخراً عن درسك ,
وقد كان الجو مطيراً , فأبكيت أحبابك بحديث العاطفة والعلم والحزم .

#

قلتَ لنا يومها : إني قد منعت عن الدروس والمحاضرات
فلعل هذا خير لي ولكم ,
فامضوا في طريق العلم واتركوني أتحمل طريقي لوحدي .

#

قلت لنا وأنت تنظر لحماسنا وغضبنا :
أيها الشباب لا تتعلقوا بأحد سوى الأنبياء ,
أنا أخوكم وخادمكم فلا تندفعوا لشيئ يضركم أنتم.

#

في ذلك اليوم وعظتنا فاوجزت :
أيها الشباب عليكم بالعلم فلا تنشغلوا بغيره ,
تعلموا واحفظوا وأتقنوا كتاب ربكم فشبابكم لن يعود .

#

عرفك طلابك ومحبوك في السراء والضراء ,
فأسرت قلوبهم وعقولهم .
فلا ادري والله هل أسرنا حنانك أم سلطان علمك وعقلك ؟

#

ذات يوم غضبت بسبب اقتراح وضع ( حقوق )
لمحاضراتك وكتبك التي ملأت أقطار الارض .
وقلت بحزن : أعوذ بالله ان اتاجر بديني وعلمي.

#

أصبحت اشرطتك ومحاضراتك وكتبك تنتشر في
المكتبات وتشترط ان يوضع على الكتب حقوق الطبع لكل مسلم ,
فأنت لاتبحث عن مال أو شهرة

#

لا زلت أذكرك ومجلسك يغص بطلبة فقراء
من جنسيات شتى انقطعوا للعلم في الحرم المكي,
كنت تجمع من التجار أموالاً ثم توزعها عليهم.

#

ذات يوم قال لك أحد محبيك :
لو تركتهم لجمعية خيرية وتفرغت لهموم الأمة
!! يومها قلتَ بحزم : إلا هؤلاء فلا تناقشوني فيهم .

#

يومها تحدثت بحيث ملاته حزناً وزهداً وعطفاً :
أيها الأحبة إنما تنصرون بضعفائكم ,
هؤلاء يرجون ربهم , هؤلاء نلتمس دعواتهم.

#

كنتَ تحدثنا عن حقوق أهل العلم حتى من خالفوك ,
كنت تطبق ذلك عملياً رغم مرارته على النفس ,
ولكنك كنت صادقاً مع نفسك ومنهجك

#

ذات يوم وصلتك هذه القصيدة الرائعة تمدحك ببعض خصالك ،
فقلت : نحن أحقر من ذلك يااخوة ، ورفضت نشرها!!



#

ذات يوم كتبت لشيخك ابن باز تخبره عن القسم
الذي ترأسه فرد عليك بخطاب يدل على فضلك ويشكرك على جهودك


#

أنت لازلت في منتصف الثلاثين من عمرك كتب أحد
النبلاء عن الشيوعية وتوجه بإهداء اليك عرفاناً بفضلك



#

عندما قرأ العلامة بكر أبوزيد كتابك عن العلمانية
كتب اليك هذه الكلمات العظيمة تقديراً لعقلك الكبير


#

كان شيخك العظيم ابن باز يعرف قدرك ويخاف عليك ويثق بك ،
وكان يرسل لك يطلب منك الرد على أهل البدع .

#

عندما أقعدك المرض أول مرة جاءك العلامة بن جبرين
رحمه الله ينشد عن أخبارك ويمسح الآمك وتعبك .


#

مع جهودك العظيمة في نشر السنة تبنيت فكرة المشروع
العظيم للرد على النصارى فسارع العلماء لتأييدك .



معذرة لكم أطلت عليكم اليوم ، ولكن تحركت شجوني
عن الشيخ سفر الحوالي . والعذر عند كرام الناس مقبول ..
 


خواطر حول الشيخ سفر الحوالي - شفاه الله
.. للشيخ خضر بن سند
(الجزء الثاني)

كنتَ صاحب فنون ومواهب متعددة ، وكان ذكائك فائقاً ولذلك كنت
الأول على دفعتك في الجامعة الإسلامية حين كنت في البكالوريوس .
السلام عليك في صحتك

#

عندما كنتَ في السنة الرابعة طلب شيخك ابن باز أن تلقي
قصيدة الجامعة أمام الملك خالد فكنت شاعر الحفل



#

عندما تخرجتَ من المدينة ذهبت لمكة لتعيش فيها باقي عمرك ،
فأنت نتاج علم المدينتين المقدستين تعلمت في جنبات مساجدها العظام .

#

لطالما تحدثتَ معنا عن ذكريات الحرمين ودروس الحديث
والفقه والسنة بين أروقتها ، شيوخك كثر وعقلك كبير وهمتك عالية

#

كنتَ منكباً على علوم السنة محباً لآثار السلف ، وكنت مولعاً بكتب ابن تيمية ،
في درسك كنت تتلو علينا كلام السلف وتشدد عليه .

#

أعُجِب بك كبار العلماء ، وأحالوا طلابهم لكتبك ،
والشيخ بن عثيمين يوصي بكتبك أكثر من مرة كما ترى


#

ذات مرة سئل الشيخ الجليل ابن عثيمين عن الأشاعرة فلم يجد
إلا أن يجعل كتابَك عمدة لكل سائل يأتيه .



#

بدأتَ دروس الطحاوية في عام ١٤٠٦ وتوقفت عام ١٤١٤ ، جعلتَ
درسك واحة فياحة بحق ، صبرت على تعليم الطلاب حتى وقفوا على أقدامهم .

#

كنتَ أيها المعلم الرائع تأتي من مكة المكرمة إلى جدة اسبوعياً
كل يوم أحد تأتينا في الشمس ولم تطلب مالاً أو مكانة أو منصباً

#

كان درسُك يبدأ بعد العصر بنصف ساعة إلى أذان المغرب ،
وبعد المغرب تجلس للإجابة على الأسئلة والفتاوى إلى صلاة العشاء .

#

لا زلتُ أذكر أنا ويذكر العشرات مثلي كيف كنت تكره أن تصدّر
أو توصف بألفاظ فخمة ، علمتنا أن التواضع والزهد هما أعظم كنز .

#

كان يأتي إلى درسك كبار العلماء ومشايخ الحرمين وكنتَ بكل أدب
وخلق تقدمهم وتجلس بيننا لتستمع للضيوف الذين حضروا من أجلك !!

#

قامت حول المسجد الذي كنت تلقي فيه سوق حافلة للمكتبات والتسجيلات
وكنت توصينا بدعمهم وترفض أي مقابل مالي لتسجيل دروسك !!

#

كانت سيارتك متواضعة جداً وكان ملبسك عادياً ، كنتَ تحرجنا
بخلقك فتعانق الطلبة كأنهم أصدقاء وتسأل عن الغائب وتعود المريض .

#

كنتَ تجيد اللغة الإنجليزية وخاصة بعد اعتقالك ، ولكنك
لم تتحدث بها في محفل أو مجلس إطلاقاً فكنت تفخر بلغتك وأصولك

#

وأما حالكَ في الحج ورمضان فكنتَ شيئاً آخر ، تختفي عن الناس
والأضواء بين المسلمين تدعوا ربك ، وطلبة العلم يبحثون عنك !! .

#

كنتَ سلفياً على الجادة ، لم تسمح للتصوف أن يعبث بالعقول
ولم تسكت عن ضلال المعتزلة والأشاعرة ، ولم ترضَ بفجور العلمانية .

#

رغم كل ردودك وجماهيرك وأشرطتك كانت قريتك الوادعة تسكن في قلبك ،
كنت عاشقاً للجبل الذي ولدت بجواره ولذلك علقت صورته في دارك

#

كنتَ سفر الإنسان الشاعر المرهف ، وسفر العربي الكريم ،
وسفر الأبيّ صاحب النخوة ، وفوق هذا كنت العالم النحرير الصادع بالحق

#

ذلك بعضٌ من خَبركَ لمن أراد . لعلهم أن يخصوك بدعوة في مرضك .
وإن تجاوزت في قولي فمعذرة . وأصفح عليك سلام الله يا سفرُ .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

تغريدات

  • تغريدات
  • إشراقات قرآنية
  • غرد بصورة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فنيات
  • نصائح للمغردين
  • الصفحة الرئيسية