الحلقة الأولى
الـــحَـــمْـــدُ لِـــلَّـــهِ وبَـــعَـــدُ ؛
هذه هي الحلقة الثانية " مِـنْ مُـخَـالَـفَـاتِ الـوُضُـوءِ " .
6 – الإسراف في الماء أثناء الوضوء :
عَنْ أَبِي نَعَامَةَ أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا
، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ سَلْ اللَّهَ الْجَنَّةَ ، وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنْ
النَّارِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ
يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ .
رواه أبو داود (69) ، وابن ماجة (3864) ، وأحمد (4/86 – 87) ، وابن ماجة لم
يذكر الطهور .
قال العلامة الألباني في المشكاة
(418) : وإسناده صحيح ، وصححه جماعة ،
وأعل بما لا يقدح ... هذا وليس عند ابن ماجة الاعتداء في الطهور .ا.هـ.
وقال صاحب عون المعبود :
( فِي الطُّهُور ) : بِضَمِّ الطَّاء
وَفَتْحهَا , فَالِاعْتِدَاء فِي الطُّهُور بِالزِّيَادَةِ عَلَى الثَّلَاث ,
وَإِسْرَاف الْمَاء , وَبِالْمُبَالَغَةِ فِي الْغَسْل إِلَى حَدّ
الْوَسْوَاس , أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى النَّهْي عَنْ الْإِسْرَاف فِي
الْمَاء وَلَوْ فِي شَاطِئ الْبَحْر .ا.هـ.
قال الإمام البخاري :
وَكَرِهَ أَهْلُ الْعِلْمِ الْإِسْرَافَ فِيهِ وَأَنْ يُجَاوِزُوا فِعْلَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
7 – اعتقاد أن الوضوء لا يتم إلا إذا
كان ثلاثا :
قال الإمام البخاري في صحيحه :
الوضوء مرةً مرةً .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً مَرَّةً .
وقال أيضا : الوضوء مرتين مرتين .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ .
وقال أيضا : الوضوء ثلاثا ثلاثا .
وأورد حديث عثمان بن عفان في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم .
8 – الزيادة على ثلاث مرات في غسل
أعضاء الوضوء :
وهذا يحدث إما ظنا أنه من إسباغ
الوضوء ، أو يكون وسواسا نسأل الله السلامة والعافية .
9 – عدم غسل اليدين من اطراف الأصابع
إلى المرفقين :
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –
رحمه الله - في فتاويه (4/153) :
وانتبهوا لأمر يخل به كثير من الناس وذلك أن بعض الناس إذا غسل يديه بعد غسل
وجهه بدأ بهما من أطراف الذراع إلى المرفق ، ولا يغسل الكفين وهذا خطأ لأن
الكفين داخلان في مسمى اليد ، وعلى هذا فيجب أن تَغْسلَ يديك بعد غسل وجهك من
أطراف الأصابع إلى المرفقين .ا.هـ.
10 – ترك تخليل الأصابع :
عَنْ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ
قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ الْوُضُوءِ ؟
قَالَ : أَسْبِغْ الْوُضُوءَ ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ ،
وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا .
رواه أبو داود (142) ، والترمذي (38) ، والنسائي (87) .
عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ يَدْلُكُ أَصَابِعَ
رِجْلَيْهِ بِخِنْصَرِهِ .
رواه أبو داود (148) ، والترمذي (40) . وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .
وجاء عند ابن ماجة (446) : " فيخلل " بدل " يدلك " .
11 – عدم إكمال غسل صفحة الوجه :
حد الوجه كما يذكر العلماء من منابت
شعر الرأس المعتاد إلى منتهى اللحيين طولاً ، ومن الأذن إلى الأذن عرضاً .
ولهذا ينبغي التنبه والتأكد من وصول الماء إلى المنطقة التي بين الأذن والشعر
.
12 – ترك تخليل اللحية :
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في "
الشرح الممتع " (1/140) :
اللحية إما خفيفة وإما كثيفة .
فالخفيفة : هي التي لا تستر البشرة ، وهذه يجب غسلها وما تحتها ، لأن ما
تحتها حينما كان باديا كان داخلا في الوجه الذي تدخل به المواجهة .
والكثيفة : ما تستر البشرة ، وهذه لا يجب إلا غسل ظاهرها فقط . والتخليل له
صفتان :
1 –
أن يأخذ كفا من ماء ، وجعله تحتها حتى تتخلل به .
2 –
أن يأخذ كفا من ماء ، ويخللها بأصابعه كالمشط ... وعلى هذا يكون تخليل اللحية
الكثيفة سنة .ا.هـ.
ولـلـمـوضـوعِ بـقـيـةٌ
...
رابط الموضوع